منصة "درسك" حاجة ملحة لكنها غير مجدية

غياب الحصص المدرسية، وعدم التواصل المباشر مع المعلمين، وانقطاع الإنترنت أثناء أداء الامتحانات، وورود أسئلة من خارج المنهاج الدراسي، وغيرها من المشاكل التقنية المتعلقة بمنصة "درسك" "التي استحدثتها وزارة التربية والتعليم كوسيلة لتلقي الطلبة تعليمهم عن بعد، هي شكاوى العديد من طلبة المدارس الحكومية، والتي تحول دون حصولهم على التعليم الجيد وإعاقة سير العملية التعليمية على حد وصفهم.

 

 

طالبة الثانوية العامة يارا حيمور تقول لـ "عمان نت"، إن تلقي التعليم من خلال هذه المنصة لا يفي بالغرض، نظرا لصعوبة التواصل مع المعلمين في حال الاستفسار عن أية معلومة، إضافة إلى عدم قدرة بعض المعلمين على إيصال المعلومات المطلوبة في المواد "المباحث" الدراسية للطلبة.

 

ويطالب العديد من الطلبة الوزارة بضرورة تطوير المحتوى الذي يبث عبر تلك المنصة، كي تعطي دافعا للطلبة للإلتزام بحضور الحصص، مع ضرورة أن يكون لكل مدرسة خصوصية بالتدريس من خلالها.

 

وتشير تقديرات وزارة التربية والتعليم إلى أن 38 % من الطلبة لا يواظبون على الدخول لمنصة درسك لمتابعة دروسهم بشكل منتظم.

واطلقت الحكومة منصة درسك منذ بدء تعاملها مع جائحة كورونا في منتصف شهر اذار الماضي، وذلك من خلال بث دروسا تعليمية عن طريق مقاطع فيديو مصورة للمنهاج التعليمي، تقدم عن طريق معلمين ومعلمات للتسهيل على الطلبة متابعة دروسهم.

 

الخبير التربوي علي الحشكي يؤكد ان كافة الاطراف من طلبة واهالي واساتذة يعانون من عملية التعليم عن بعد نظرا لعدم تحقيقها للأهداف التربوية بالصورة المطلوبة.

 

ويوضح الحشكي أن حصول الطالب على المعلومات من خلال المنصة يكون بشكل مجتزأ ومختصر، مع عدم توفر عنصر التفاعلية، الأمر الذي يضعف عملية التعليم ويسبب مللا للطلبة.

"الحديث عن العدالة ومراعاة الفروقات بين الطلبة في مثل هذه الظروف الاستثنائية أمر صعب، فلا بد من ايجاد طرق بديلة سواء للاهالي أو الطلبة من الحصول على المعلومات الكافية لاجتياز هذه المرحلة الدراسية بأقل الخسائر "، يقول الحشكي .

 

ويدعو الحشكي الى ضرورة استفادة الحكومة من هذه التجربة من خلال إعداد دراسة شاملة لقراءة كافة الإشكاليات والتحديات وإيضاح ردود الفعل السلبية تجاه هذا النظام التعليمي والعمل على معالجتها مستقبلا.

وفي استطلاع رأي أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، يشير الى أن "32.2% من الطلاب المستجيبين لم يدخلوا على منصة درسك للتعليم عن بعد إطلاقا"، فيما أوضحت وزارة التربية والتعليم أن "11.5% فقط لم يسجلوا في المنصة".

الناطق الاعلامي باسم الوزارة عبد الغفور القرعان يعترف بأن التعليم عن بعد لا يغني عن التعليم الوجاهي، نظرا للعديد من التحديات التي تواجه الطلبة والكادر التعليمي.

 ويؤكد القرعان ان الوزارة تقوم باستمرار الأخذ بملاحظات الطلبة ومعالجتها، حيث قامت بتطوير المنصة 2 ، وإضافة كافة الإجراءات للتسهيل على الطلبة في حال حاجتهم لأي استفسار يفيد العملية التدريسية .

 

ونظرا لصعوبة تواصل المعلمين بعدد كبير من الطلبة من خلال اتصال هاتفي، أضافت الوزارة لمنصة درسك خاصية تواصل الطالب مع معلمه من خلال كتابته لأي استفسار يحتاجه بحسب القرعان.

 

ومن أبرز الملاحظات التي قامت الوزارة بمعالجتها، هي تصوير الدروس بشكل واضح، تفعيل خاصية تواصل الطالب مع المعلم، معالجة العديد من الأمور التقنية والفنية للتسهيل على الطلب دخوله إلى المنصة دون معيقات.

 

كما ستعلن وزارة التربية والتعليم الية معينة خلال الأيام المقبلة، لتعويض الطلبة عن ما فاتهم من دروس، وممن لم يتمكنوا الدخول الى المنصة لتقديم اختباراتهم التقييمية .

ويبلغ عدد الطلبة ممن دخلوا الى منصة درسك خلال الفصل الدراسي الأول نحو 91%، وتعمل وزارة التربية والتعليم على معرفة أسباب عدم حضور باقي الطلبة للمنصة من خلال المتابعة مع كافة مدراء مديريات التربية .

أضف تعليقك