ممدوح العبادي: الزعماء العرب يستطيعون وقف العدوان إن أرادوا

الرابط المختصر

«ثمة شيء كبير يتغير ويتبدل خصوصا عند الأجيال الجديدة».
تلك العبارة هي التي تشكل مدخلا لنقاش عميق وحيوي مع سياسي أردني بارز ومخضرم شغل عدة مواقع برلمانية ووزارية وحظي الآن بمساحة قد تكون الأوسع بين مجايليه في التحدث عن المرحلة الجديدة التي أسس لها قسرا وفرض إيقاعها على الجميع «طوفان الأقصى».
الدكتور ممدوح العبادي رئيس اللجنة العليا لدعم الانتفاضة سابقا، يعتقد أن طوفانا حقيقيا حصل في الذاكرة الشعبية، لا بل في الضمير العالمي بعد يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر المشهود الذي أثبت فيه فتية المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ليس أن المقاومة فقط موجودة وستبقى وتطور ميكانيزماتها، ولكن أثبت أيضا بأن المقاومة قد تكون طريقا نحو الانعتاق والتحرر خلافا لسقوط منظومة الأمن الإسرائيلية والعسكرية وآليات ردعها مرة واحدة، بمعنى سقوطها في ذهن الجمهور أيضا إلى الأبد، الأمر الذي يشكل علامة فارقة برأي العبادي ومفصلية لا يمكن الاستهانة بها من دون إفراط في المبالغات في مفصل الصراع مع العدو الإسرائيلي.

أنا والأحفاد

وقف العبادي في حواره المتجدد الشامل مع «القدس العربي» عند إشارات إنسانية وعائلية محددة مؤخرا.
فوجئ مثلا ان خمسة على الأقل من أحفاده المباشرين في عائلته ويقيمون في الخارج بالمناسبة يشاركون بفعالية في المظاهرات والمسيرات في العالم الغربي لا بل يلتقطون الصور وهم يعتمرون الكوفية الفلسطينية ويرفعون علم فلسطين وينددون بالجريمة والإرهاب الإسرائيلي.
ذلك أحد التأثيرات المباشرة على عائلة العبادي نفسه، ويراه درسا أساسيا اليوم لان بعض هؤلاء الأحفاد لم تختبر فيهم قبلا لا الاعتبارات السياسية ولا الاهتمام حتى بالقضية الفلسطينية، فيما يعتبرون من طبقات اجتماعية واقتصادية قيل دوما بانها لا تهتم بالصراع مع إسرائيل.
هؤلاء الأحفاد وصورهم دليل منعش بالنسبة للعبادي الجد على واحدة من الفضائل الكبيرة التي أنتجها المقاومون الصلبون في قطاع غزة.
لا يتعلق الأمر بتوجه الآباء والأمهات اليوم ولا بمواقع بعض الآباء الوظيفية الرسمية والدرس الذي تلتقطه كل المجسات بمثابة مفاجأة سارة لأن الانطباع كان ذلك الذي يؤشر على ان الأطفال والشباب غير معنيين لا بل لا يهتمون لا بالصراع مع إسرائيل ولا بالقضايا السياسية ومنشغلون بما يخصهم قبل ان يفاجئنا أطفالنا وأحفادنا ليس بالمتابعة والاهتمام والتأثر فقط ولكن بالاشتباك أيضا.
○ كيف رصدتم ذلك الاشتباك الذي تتحدثون عنه؟
• يكفي ان نقودكم لرصد حالة بعض المطاعم في عمان مثلا ووقف إنتاج بعض السلع في مصر، ويكفي ان نشير إلى أن أطفالنا اليوم وبدون تنظيم مسبق يتابعون كل صغيرة وكبيرة ويقررون من تلقاء أنفسهم برنامج ومبدأ مقاطعة المنتجات التي يشتبه في دعمها للكيان الإسرائيلي.
أنا طبعا لا أتحدث عن المقاطعة نفسها لكن عن بروزها كآلية في سايكولوجيا النشء الجديد. هذا منتج في غاية الأهمية بل نتيجة ليس للعدوان فقط بل للطوفان الذي عصف في الكثير من التقاليد والموسميات في خطوة أعتبرها شخصيا مسألة تدلل على اننا متجهون لما هو جديد ومختلف فيما يتعلق بأجيالنا.
○ ماذا عن مقاطعات الكبار…هل يمكن للنظام العربي برأيك اتخاذ موقف يساهم في وقف العدوان؟
• تصوري أن الدول العربية إذا توحدت على موقف تستطيع طبعا.
يكفي هنا ان نقلد ما فعله الملك الراحل فيصل يوما في الماضي والمقصود طبعا ليس وقف إنتاج النفط فعلا بل التلويح بوقفه والتهديد بذلك مقابل اشتراط وقف العدوان. واليوم بين ظهرانينا قمة عربية وشيكة ومن باب الحد الأدنى الممكن نقول للقادة العرب بامكانكم فعلا وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني لو استعملتم سلاح النفط والمقاطعة والتلويح بهما.
○ هل تعتقد فعلا أن موقفا من هذا الصنف يمكن ان يؤدي لنتائج؟
• طبعا..إذا اتخذ العرب في القمة التي تنعقد خلال ساعات هذا الموقف، أثق شخصيا بأن المعادلة ستختلف وما نتحدث عنه ليس وقف إنتاج وبيع النفط بل التلويح بذلك فقط. وبصراحة إذا لم تتخذ القمة العربية مثل ذلك الموقف فستصبح مثل غيرها من الاجتماعات وتؤدي لعبء مالي على الحكومات ومجرد مناسبة لإنفاق بعض الأموال على اجتماع يمكن الاستغناء عنه ولو من باب ترشيد النفقات.
وشخصيا أراهن إذا لوحت قمة عربية بالخيار ستترفع أسعار النفط بالعالم فورا وعندها سيراجع المعتدون حساباتهم.
○ نعود لأصل الحدث، هل تتفق مع القول بأن معركة طوفان الأقصى تعبر عن مفصل تاريخي كبير وما قبليها ليس كما بعدها؟
• شخصيا لا أنظر للأمر بهذه الطريقة. معركة الطوفان استثنائية وبطولية وعميقة وتصوري بأننا ينبغي ان لا نحمل أهلنا في قطاع غزة أكثر مما يحتملون رغم صبرهم ونضالهم وتضحياتهم.
وأميل إلى التعامل مع المعركة الحالية باعتبارها مفصلا في غاية الأهمية وله دور في ترسيم الواقع وأحيانا المستقبل.
هي خطوة استثنائية على طريق طويل ومعقد ارتباط بالصراع مع العدو وأقول ذلك لأن العدو الإسرائيلي وصل مجددا لقمة الذروة بالتصرف على أساس انه «غير قابل للمساس» ويستطيع فرض ما يريده على المعادلات في فلسطين المحتلة والمنطقة، وبقي الأمر كذلك حتى يوم 7 تشرين الأول/اكتوبر حيث فتية مقاتلون بصرف النظر عن بقية الاعتبارات كشفوا ظهر العدو المغرور وأنزلوه قسرا عن قمة الذروة ونشوة التسلط تلك. لعل هذا هو الفضل الأهم للعملية العبقرية.
○ على أي أساس تقرأ الطوفان من هذه الزاوية؟
• تصوري ان ما يحصل اليوم رغم الألم والتضحيات خطوة من خطوات مهمة في الصراع العربي الإسرائيلي.
علينا أن ننتبه ان إسرائيل احتلت الضفة الغربية وغزة عام 1967 ووصلت «عظمة إسرائيل التي لا تقهر» لذروتها بحيث احتلت ثلاثة أضعاف مساحتها في تلك الحرب.
لاحقا أظهر الشعب الفلسطيني قدرته على المقاومة وبدأت حركة فتح عملها المسلح ضد الاحتلال حتى وصلنا جميعا إلى بيروت عام 1982.
ما أريد قوله بعد 20 عاما شاهدنا الفلسطيني يقاوم بالحجر في الانتفاضة الأولى ثم الثانية التي أوصلتنا الآن إلى 7 تشرين الأول/أكتوبر بتراكم نضالي ومقاوم بدأ بحجر وانتهى اليوم بصاروخ وتدمير مدرعات حصينة.
حماس فلسطينية وليست عراقية أو سورية، هي مقاومة فلسطينية خرجت بعد حركة فتح التي حملت البندقية وفتح ربحت أيضا وقامت بواجبها بعد النضال المسلح بحيث تمكنت تحت عنوان السلطة من إعادة نحو 250 ألف فلسطيني إلى الداخل بعد بيروت.
هذه ليست مشاعر.. وأقولها بصراحة حتى لو أخفقت حماس- لا سمح ألله- جراء المؤامرة الحالية سيأتي لاحقا ما دام هناك احتلال مقاومون أشد بأسا من الحاليين الأبطال ولديهم الخبرة والعلم والقدرة على مواجهة العدو…لذلك من جهتي أضحك عندما أسمع الجهل الأمريكي أو الغربي أو حتى الإسرائيلي وهو يحاول صياغة مستقبل بدون حماس.
يبدو ذلك فعلا مثيرا للضحك فما دام الاحتلال موجودا ستستمر المقاومة والقتل الوحشي والحصار يعني أن حركات أصلب من حماس ستولد لاحقا وهو ما أشارت له الملكة رانيا العبدالله بصراحة في حديثها مع «سي إن إن» وبذكاء تشكر عليه.
○ إذا تتفق مع القول بأن نتائج طوفان الأقصى أنعشت القضية الفلسطينية وكانت منتجة؟
• شخصيا سعادتي لا توصف بتلك الوصلة الوطنية الصلبة من الثبات والمقاومة.
وسعيد اكثر بأحفادي وموقفهم وكما قلت أحفادي لا يشاهد أي منهم التلفزيون الأردني ولا «الجزيرة» ولم يسمع أي منهم نشرة أخبار، لكنهم الآن بالتفاعل وتلك إشارة قوية على ان القضية الفلسطينية الآن هي «قضية العرب» أكثر من ما كانت قبل 50 سنة. ونعم تلك من فضائل مواجهة الطوفان.
ما حصل انقلاب حقيقي ومفيد وحسب الأخوة في مقاتلي حماس أنهم أنجزوه لنا وللأمة.

الدم يغذي الثورة

يحاجج الدكتور عبادي بان التضحيات التي نراها على الشاشات للأبرياء في قطاع غزة موجعة ومؤلمة وتدمي القلوب بكل حال لا بل تختبر الضمير الإنساني لكن المقاومة دوما برأيه لها ثمن والأوطان المحتلة تتحرر بالدم والنزاع وكلفه أمر طبيعي في مناجزة العدو.
ولعل أبهى مظاهر «دم الشهداء» الزكي بغزة في مقايسات العبادي هو أن التضحية وكلفها تصبح فورا بلغة التاريخ والشعوب «مادة تغذية» للمزيد من المقاومة والبذل والعطاء، ولذلك يمكن إظهار الامتنان لضحايا الطوفان بدلا من الحزن والتعاطف لأن القصف الإسرائيلي الوحشي يزيد من «الغضب» والرغبة في «الثأر والانتقام» وهذا حصرا ما تحتاجه كوقود ثورات التحرر في مواجهة احتلال بغيض.
«كلما قتلوا منا طفلا» يقطعون مسافة أوسع نحو «زوالهم» العبادي ينظر للمسألة من زاوية المقاومة على هذا الأساس.
○ ألا تخشى من ان الحصار على غزة وحجم الضحايا يضعفان الشعب الفلسطيني وعزيمته؟
• ما يضعف العزيمة ليس الضحايا بل عدم الاهتمام والاستكانة… أنا أحترم حماس فعلا لأن ما فعله رجالها لا ينبغي أن ينظر له من زاوية النكبة والدم والضحايا، فالنبكة أهم ما فيها أنها تزيد البطولة والحقد وللعلم العدو أيضا يتألم وخسر الكثير.
ثمة فارق بين من قتل شقيقي ظلما ومن صفعه فقط..أليس كذلك؟ من رحم المعاناة تولد الثورة والشوق للتحرر، وتقديري أن ما فعله الأشقاء في حماس بالطوفان وما يفعلونه الآن ساهم بفعالية في تهديم جدار غرور العدو وفي انزاله من لحظة الشعور بالسطوة والتفوق.
○ لكن الإسرائيلي اليوم يتحدث عن حصار على قطاع غزة لتقويض حماس أو يتحدث عن قتل القائد يحيى السنوار؟
• أنا شخصيا لا أعرف السنوار ولا أعرف عنه الكثير.
لكن أحييه من موقعي على ما يقدمه مع رجاله وأزعم نيابة عنه بأنه رجل فارق تماما مساحة «الخوف من الموت» بل يسعى للشهادة ولعل ذلك سر صلابته وشغف العدو المجرم في النيل منه.
لو افترضنا أنهم تمكنوا من السنوار.. سيأتي 1000 سنوار غيره: ألم يقتلوا قبله معلمه الشيخ أحمد ياسين رحمه ألله؟
لغة التهديد هذه بائسة ولا أعتقد انها تفيد الإسرائيلي وهي على الأرجح للاستهلاك الإعلامي الداخلي. في التحرر لا تحسب الأمور على هذا النحو، ألم يقتل جيفارا في الجبال؟
بالخلاصة ما أراه ان القضاء على حماس بحصار الأهل في القطاع غير ممكن عمليا.

المنقوص أردنيا

○ نعرج قليلا على الموقف الأردني الرسمي…ما هو تقييمك له وما هو الناقص برأيك؟
• الموقف الرسمي متقدم وموقف جلالة الملك عبدالله الثاني تحديدا يمكن وصفه بانه أفضل موقف عربي وصدقا أنا مسرور لهبة وتضامن الشعب الأردني ولتحرك المؤسسات الرسمية بالاتجاه المتعاكس مع العدوان.
لكن ما ينقص برأيي الآن هو مقاربة أكثر تفاعلا مع مسار الأحداث.
المطلوب من الدولة الأردنية الآن توسيع البيكار دون المساس بعلاقاتها وتحالفاتها الغربية.
○ ما هو المقصود بتوسيع البيكار؟
• يعني في مثل هذه المرحلة الحرجة أتصور باني أحب كمواطن وسياسي أردني ان أرى تعيين سفير لبلادي في دمشق وفي إيران وأرصد تقاربا مع العديد من الدول في الإقليم والعالم بصورة لا تضر طبعا بعلاقاتنا التي لا نستطيع التفكك منها بالولايات المتحدة والدول الغربية.
زيارة الرئيس بشار الأسد أو استقباله في عمان قد يكون مؤثرا ويخدم المصالح الأردنية اليوم.
وتعيين سفير أردني في طهران ودمشق أيضا خطوات يتطلبها الموقف ومن الضروري الانتباه لتأطير وتعميق العلاقات مع دول أخرى يمكنها أن «تقف مع الأردن» إذا ما حاول المشروع الإسرائيلي التعرض لنا لاحقا مثل الصين وروسيا وتركيا وباكستان وبقية الدول الإسلامية الكبيرة.
○ نبقى معك في «المشهد الأردني» أنت تكثر من تحذير الأردنيين من لحظة صدام قادمة لا محالة مع المشروع الإسرائيلي.. ما هي دوافعك هنا؟
• هذه اللحظة حتمية الحقيقة وتاريخية التأصيل وليس سرا انها لم تكن في ذهن الشعب الأردني طوال الوقت قبل توقيع ما سمي باتفاقية وادي عربة وبعد توقيعها والقول أو الإيحاء الآن بانها لحظة مستجدة قد لا يكون دقيقا فالصدام أصلا موجود وعتيق والمواجهة كانت كامنة واحدى فضائل اليمين الإسرائيلي المجنون والمخبول والمتطرف هو انه يدفع اليوم ليس بالتلغيز والترميز لا بل بالتصريح المباشر باتجاه انتقال لحظة الصدام والمواجهة من الذاكرة وحالة الكمون إلى سؤال الحاضر اليوم والمستقبل غدا.
ما الذي يعنيه ذلك بصورة محددة؟
يعني ببساطة ان الصدام طبيعي والتناقض بيننا كأردنيين وبين إسرائيل والتشكيك بذلك بسبب عملية سلام آيلة للسقوط أو انتهت ليس حجة على عكس هذا المنطق فلحظة المواجهة كانت موجودة وما فعله يمين إسرائيل اليوم هو انه استعجل بلفت نظرنا لها وفيما ينسجم عقل الاستبداد والاستعمار والاحتلال الكولنيالي مع جوهره وطبيعته علينا ان ننسجم كأردنيين مع مستوى التحديات المفروضة اليوم، حيث لا يحرث الأرض إلا عجولها وحيث واجبي وواجب الأردنيين جميعا إظهار الجاهزية للقتال، فهؤلاء قادمون لا محالة وخطتهم بالضرورة استعباد الأردنيين وهو ما لن يحصلوا عليه بكل حال.
○ قلت مؤخرا ان حتمية الصراع حقيقة وطنية ومعرفية وانك ستشعر بشعور سلبي إذا لم تنقل هذه القناعة لأحفادك؟
• طبعا صحيح وما قلته ان واجبنا كآباء وأجداد بعد الآن نقل الحقائق لأبنائنا وأحفادنا لأن نقل المعرفة والحقيقة هنا جزء من الخط الاستراتيجي الدفاعي الوطني.
وبالتالي لا أتحدث فقط عن شعور سلبي وما قلته اني سأشعر باني خائن إذا لم أتدارك أنا وجيلي ونبلغ أحفادنا بما يجري الآن وما سيجري لاحقا، فالحقائق حادة الملامح ولا يمكن انكارها أو اخفاءها بغربال الواقعية أو الدبلوماسية أو الرهان الفاشل على ما سمي من سنوات بالسلام.
لذلك نعم إذا لم أقل الحقيقة لأحفادي أصنف نفسي بالخيانة. ونعم أشعر بالغيرة من تلك الفتاة الإسرائيلية التي تحمل رشاشا لان ابنتي ينبغي ان تتدرب على السلاح وتحمله دفاعا عن نفسها وبيتها وعن الحمى الوطني.

الليكود والعبادي

المقاربة التي نشرت مؤخرا على لسان العبادي هي تحذيره من خطورة المشروع الصهيوني على الأردن وفلسطين وقوله بان حزب الليكود اليميني يريد الأردن وفلسطين معا معربا عن سخريته من شعور البعض بالمفاجأة عندما يسمع أعضاء في الكنيست الإسرائيلي يعبرون عن تلك الأطماح والأطماع.
ويقدر العبادي ان الحقيقة التي يجب ان نواجهها جميعا وتحديدا كعرب وأردنيين وفلسطينيين هي تلك التي تقول بأن فلسطين التاريخية بالنسبة لهم هي أيضا الأردن معتبرا بان المرحلة الحالية غير مقبول فيها اطلاقا الاستمرار بالجهل في القضية الفلسطينية والصراع وتاريخ الحركة الصهيونية وأدبيات أحزابها المتطرفة.
○ هل لهذه الأسباب تصر على دعوتك لتسليح الشباب الأردني؟
• نعم يجب تدريب جميع الشباب على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وبلدهم وعائلاتهم وينبغي ان لا نسقط من حساباتنا بالتوازي نقل المعرفة وتعليم الأجيال وتثقيفها سياسيا.
○ ألا ترى في تكرارك الحديث عن هذه المخاطر نمطا من المبالغة أو الدراما السياسية؟
• عن أي دراما تتحدثون وعن أي مبالغة؟ لا بد من تذكير الجميع بان هؤلاء الذين يهددون الشعبين الأردني والفلسطيني لا يعرضون خرائطهم الاستعمارية فقط بل يطرحون برامجهم الانتخابية على الشارع الإسرائيلي ويقدمون طرحهم على هذا الأساس وفوق ذلك يحصلون على أعلى الأصوات بناء على برنامج انتخابي مطروح للمقترعين ويحمل اسم إسرائيل الكبرى وهي الخريطة التي تضم الأردن.
حزب الليكود أيضا وهو جوهر اليمين الإسرائيلي ولد ونشأ وتقدم بالانتخابات على اساس أطماعه في الأردن وفلسطين ولذلك يمكنني إظهار الشك بمن يشككون بالمبادئ المكتوبة في الوثائق الداخلية في حزب الليكود، فتلك أدبياتهم المعلنة ويخوضون الانتخابات على أساسها، لا بل يفوزون فيها. وللتذكير كما قلت لإحدى الصحف المحلية آخر رجل في الكيان كان يريد السلام مع العرب لكن حسب وصفته الشخصية هو اسحق رابين وقتله اليمينيون المتطرفون.
○ كيف يمكن برأيك للأردنيين بناء ستار المواجهة والاشتباك في ظل ما تصفه بالوقائع والحقائق؟
هم بدأوا الأمر مبكرا ونحن متأخرون. لكن يمكننا ان نبدأ بالمعرفة ونقلها وإبلاغ أجيالنا بالحقائق والوقائع وذلك أضعف الإيمان الآن، لان المعرفة قوة والديمقراطية قوة أيضا وورقة رابحة للشعوب في أي مواجهة مع أطماع غيرها وأذا ما سمح لليمين الإسرائيلي المتطرف بان يتسلل في أطماعه للأردن أراهنكم بانه لن يقف عند حدوده خرائط الإقليم بل سيطالب المتطرفون اليهود لاحقا بحقوقهم في أراضي وأموال المزعومة في خيبر واليمن.
وعندما يتعلق الأمر بالشعب الأردني ومعه الشعب العربي لا بد من الادراك مسبقا بان سفراء الكيان خصوصا في دول الطوق مثل مصر والأردن ورغم توقيع اتفاقيات سلام لم يرصد أي منهم ولا مرة متجولا بالشارع وطبعا نتحدث هنا عن سلام الحكومات فقط وليس عن سلام الشعوب فالمواجهة بالتأكيد مفتوحة.