مكتوب ينتقل إلى العالمية
تعكس صفقة استحواذ ياهو مكتوب التي أعلنت مؤخرا قدرة الشركات الأردنية في الانتقال إلى العالمية اعتمادا على العقول المحلية.
موقع مكتوب، الذي تأسس عام 2000 كأول موقع يقدم خدمة البريد الإلكتروني المجاني باللغتين العربية والإنجليزية، بحيث كان يمنح المستخدمين إمكانية إرسال واستقبال الرسائل الإلكترونية بغض النظر عن نظام التشغيل المستخدم، حظي باهتمام من شركة ياهو العالمية، ليتم الموقع العالمي صفقة استحواذ هي اهم الصفقات لها في دول العالم الثالث - وفق ما اعتبر مسؤولون في ياهو.
وتمثل الصفقة ثمار عقد من العمل المتواصل في مكتوب، على يد حسام خوري وسميح طوقان، حيث انطلق من جبل عمان، وفي منزل تعود ملكيته لجد طوقان، حتى أنهى عامه الأول بنحو 100 ألف مستخدم، لكنه توسع خلال السنوات التالية موفرا فرص عمل لنحو 300 شخص، ويملك مكاتب في 5 دول عربية، مع عدد مستخدمين وصل إلى 17 مليون في العالم العربي.
وترى مكتوب - بحسب تصريحات سابقة لسميح طوقان أن الصفقة تبعث برسالة إلى كافة الشركات المحلية الأخرى، بأن العمل والابتكار والتطوير يقود في النهاية إلى إيجاد شركاء عالميين مثل ياهو.
وتشمل الصفقة الاستحواذ بالكامل على موقع مكتوب.كوم، ومكتوب للأبحاث، فيما سيتم تشغيل شركات مجموعة مكتوب الأخرى والتي تضم سوق.كوم وكاش يو.كوم وعربي.كوم وتحدي.كوم تحت إشراف شركة جديدة وهي مجموعة جبار للإنترنت والتي سيتولى ادارتها سميح طوقان.
وبحسب طوقان، ستعمل ياهو ومجموعة جبار للانترنت على تعزيز علاقتهما التجارية القوية في المستقبل لا سيما من خلال الترويج لشركات جبار على موقع مكتوب.كوم.
وعلى صعيد الشركة العالمية - ياهو - فإن اختيار مكتوب لم يأت عبثا، حيث أن ياهو التي تعتمد على تاريخ قوي في توفير أفضل التجارب على الإنترنت وتعزيز اعتماد خدماته من خلال الشراكات التي تقيمها مع المطورين المحليين ومزودي المعلومات والمحتويات، وجدت ضالتها في الشركة الأردنية، لا سيما وأن لدى ياهو 44 مليون مستخدم في الشرق الأوسط.
وستخاطب ياهو مستخدمي الانترنت في العالم العربي، الذين يقدر عدد سكانه بنحو 320 مليون عربي في العالم بينما تصل نسبة المحتوى المتوفر باللغة العربية على شبكة الإنترنت إلى أقل من 1%، فضلا عن توفير قدرات وصول متطورة للمعلنين والتي يحتاجونها للتواصل مع مستخدمي الإنترنت في المنطقة، حيث يتوقع أن ترتفع نسبة الإنفاق على الإعلان على الإنترنت في المنطقة بين 35%-40% هذا العام بحسب الدراسات المتخصصة.
ويبقى المحتوى معضلة الشركات العالمية في اختراق الأسواق العربية، حيث أن هذه الشركات تتسابق لتوفيره في هذه الأسواق المرشحة للنمو مستقبلا، ومنها السوق الأردني، الذي تطمح استرتيجية حكومية تعهد بها المسؤولون عن القطاع قبل نحو عامين، برفع نسبة مستخدمي الانترنت إلى 50% في عام 2012.
ووفقا لمسؤولي ياهو، فإن المنتجات العربية من ياهو مكتوب الناجمة عن الاندماج ستشمل في مرحلتها الأولى تعريب الواجهة الأمامية لموقع ياهو والبريد الإلكتروني ياهو ميل وياهو مسنجر ومحرك البحث.
كما سيستفيد مستخدمو الإنترنت في المنطقة من منتجات وخدمات ياهو التي تلاقي شعبية هائلة مع المحتوى العربي لمكتوب، حيث ستضيف قدرات لتوفير محتوى ذات صلة وخدمات باللغة العربية.
ورغم عدم وجود إعلان صريح بحجم الاستثمار اللازم لتقديم محتوى عربي، بالإضافة إلى عدد فرص العمل المتوقعة بعد الصفقة، إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات برمته سيستفيد من هذه الصفقة التي وضعته على الخارطة العالمية.
وقد تضاعفت إيرادات ومساهمة قطاع تكنولوجيا المعلومات في الأردن خلال السنوات الماضية، حيث ارتفعت من 300 مليون دولار في عام 1999، حتى وصلت العام الماضي إلى 4ر2 مليار دولار، في حين ارتفع عدد فرص العمل المباشرة من 2000 في العقد الأخير من القرن الماضي إلى 17 ألف فرصة عمل مباشرة و40 ألف فرصة غير مباشرة.











































