مطالبات بشمول طلاب بالمنح والقروض الجامعية و"التعليم العالي" يرد

وزارة التربية
الرابط المختصر

عبر عدد من أولياء أمور الطلبة وطلاب الجامعات في المملكة عن استيائهم من نتائج المنح والقروض الجامعية التي أعلنتها وزارة التعليم العالي مؤخرا، مشيرين إلى غياب العدالة في التوزيع وتجاهل الحالات الإنسانية الصعبة، رغم استيفاء أبنائهم لكافة المعايير والشروط المطلوبة.

تحدثت والدة الطالبة سندس أبو جابر لـ "عمان نت" عن الصعوبات المالية التي تواجهها أسرتها، حيث تمكنت بالكاد من تسجيل ابنتها في الفصل الأول، معتمدة على أمل حصولها على منحة أو قرض لمواصلة تعليمها، مضيفة أن "لدينا طالب آخر يدرس، ووالد سندس يعاني من مشاكل صحية صعبة بعد تعرضه لجلطة قلبية، ولا يستطيع العمل، ولا يوجد أي مصدر دخل للعائلة سوى صندوق قرض الطالب".

ورغم استيفاء سندس وشقيقها للشروط، إلا أنهما لم يحصلا على أي دعم مالي، ولم يتم قبول أي اعتراض على هذه النتيجة من قبل  وزارة التعليم العالي، بحسب والدة الطالبة.

من جهته، يوضح الطالب محمد فليفل من عمان، والذي يدرس في الجامعة الأردنية بالعقبة، أنه حصل سابقا على منحة وقرض في جامعة مؤتة، لكنه فقد هذا الدعم بعد انتقاله للجامعة الأردنية.

ويقول فليفل، "كنت واثقا من الحصول على منحة أبناء الوسط والشمال، لكن لم تمنح لي رغم استشارتي للمستشار الثقافي الذي أكد أحقيتي بها، حيث اكتشفت لاحقا أنني غير مؤهل بحجة أنني طالب ناقل، بعد أن دفعت 700 دينار لكل فصل دراسي من راتبي الذي لا يتجاوز 100 دينار" ، مشيرا فليفل إلى أن نقاطه بلغت 153 نقطة هذا العام، بينما حصل طلاب آخرون على منح رغم حصولهم على نقاط أقل.

أما الطالب محمد إياد، الذي يدرس الحقوق في جامعة آل البيت، يشير إلى ما وصفه بـ"الظلم الكبير" الذي يتعرض له طلاب محافظتي عمان والزرقاء،  ويقول "أنا من سكان عمان الشرقية، لواء ماركا، وحصلت على 300 نقطة، لكن التنافس في لواء ماركا يتطلب 330 نقطة للقرض و600 نقطة للمنحة، بينما في ألوية ومحافظات أخرى يمكن الحصول على القرض بـ50 نقطة والمنحة بـ190 نقطة".

ويضيف أن وزارة التعليم العالي ألغت نقاط الحالات الإنسانية التي كانت تمنح الطلاب فرصة للحصول على دعم إضافي، ما زاد من صعوبة المنافسة على المنح والقروض.

 

دعوات لمراجعة المعايير وتوضيح آلية التوزيع

يطالب الطلاب وأهاليهم وزارة التعليم العالي بمراجعة معايير توزيع المنح والقروض، وتوضيح الأسباب التي أدت إلى استبعاد العديد من الطلبة رغم استيفائهم للشروط.

كما دعوا إلى إعادة النظر في إلغاء نقاط الحالات الإنسانية، التي كانت توفر بصيص أمل للعديد من الأسر التي تعاني من ظروف مالية وصحية صعبة.

وكان قد وجه النائب عن كتلة جبهة العمل الإسلامي المحامي مالك الطهراوي سؤالا لوزير التعليم العالي حول صندوق دعم الطالب، متسائلا عن الآلية التي اعتمدتها الوزارة في شمول المنح والقروض المقدمة من صندوق دعم الطالب هذا العام وهل جرى أي تعديلات عليها، مطالبا الوزارة بكشف بعدد الطلبة الذين حصلوا على منح الصندوق هذا العام وعدد الذين حصلوا على قروض منه، وعن سبب عدم شمول جميع الطلبة الذين انطبقت عليهم الشروط في حقهم بالحصول على منحة أو قرض، كما طلب تبيان عدد الذين حصلوا على منحة أو قرض من الصندوق العام الماضي.

من جانبه يقول المستشار الإعلامي لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والناطق الرسمي باسم الوزارة، مهند الخطيب، في حديثه لـ "عمان نت"، إن جزءا من المنح الكاملة التي تقدمها الوزارة يرتبط بالتفوق الأكاديمي، حيث تخصص منح لأوائل المملكة وأوائل الألوية وفقا لمعدلاتهم.

ويشير الخطيب إلى أن هناك تعديلا طرأ على آلية احتساب النقاط، فبدلا من توزيع النقاط بين 400 نقطة للوضع الأكاديمي و600 نقطة للوضع الاقتصادي كما كان في السابق، أظهرت الدراسات أن بعض الطلاب المتفوقين أكاديميا ولكن غير المحتاجين اقتصاديا كانوا يحصلون على منح أو قروض على حساب الطلاب الأكثر حاجة، مضيفا أن الطالب المتفوق أكاديميا يحظى بدعم وتقدير الوزارة، ولكن إذا كان قادرا اقتصاديا على إكمال دراسته دون دعم، فلا حاجة لمنحه القرض أو المنحة، في حين أن الطالب المحتاج اقتصاديا قد لا يستطيع متابعة دراسته دون هذا الدعم، موضحا أن العديد من المتفوقين أكاديميا هم أيضا من الفئات المحتاجة اقتصاديا.

وبين الخطيب أنه تم تخفيض النقاط المخصصة للتفوق الأكاديمي من 400 إلى 200 نقطة لصالح العوامل الاقتصادية مثل المعونة الوطنية، وجيوب الفقر، وعدد الإخوة على مقاعد الدراسة، والمسافة بين مكان السكن والجامعة، مؤكدا أن هذا التغيير لم يؤثر سلبا على الطلاب المتفوقين أكاديميا، لأن التخفيض شمل جميع الطلاب، بما في ذلك المحتاجين اقتصاديا.

ويضيف أن 53,132 طالبا تم ترشيحهم للحصول على منح وقروض، منهم 10,671 طالبا يحصلون على معونة وطنية، وبالتالي، حصل أكثر من 42,000 طالب لا يتلقون معونة وطنية على منح وقروض استنادا إلى نقاط التفوق الأكاديمي والعوامل الأخرى مثل عدد الإخوة والمسافة من الجامعة، وهذا يؤكد، بحسب الخطيب، أن حق الطلاب المتفوقين أكاديميا محفوظ.

 

آلية توزيع المنح والقروض

فيما يتعلق بتوزيع المنح والقروض جغرافيا، يوضح الخطيب أن النظام يضمن توزيعا عادلا على جميع ألوية المملكة، بحيث لا تمنح ألوية مثل عمان نصيبا أكبر مقارنة بألوية أخرى مثل معان، مشيرا إلى أنه تم شمول 43 لواء بنسبة 100%، وثلاثة ألوية بنسبة تزيد عن 89%، وأربعة ألوية بنسبة تتراوح بين 40% وأكثر، في حين كانت المنافسة شديدة في ألوية مثل الجامعة، ماركا، قصبة الزرقاء، قصبة إربد، والرصيفة، حيث تم تغطية أقل لواء بنسبة 31%.

ولفت الخطيب إلى أن الحكومة ضاعفت مخصصات صندوق دعم الطالب ضمن موازنة 2025، مما مكن الوزارة من زيادة عدد المستفيدين إلى 53,000 طالب، مقارنة بـ46,000 في العام الماضي، حيث ارتفعت نسبة التغطية من 57% إلى 70%، ومع ذلك، بقي 22,000 طالب لم يحصلوا على منح أو قروض، وهو ما أقر به الخطيب، مؤكدا أن الموارد المالية المحدودة للدولة تعيق توسيع الدعم بشكل أكبر.

وبخصوص الاعتراضات، يوضح الخطيب أن الوزارة منحت الطلاب أسبوعين لتقديم اعتراضاتهم في حال وجود أخطاء في احتساب النقاط أو البيانات المقدمة، مشددا على أن الاعتراض يقبل فقط إذا كان هناك خطأ من جانب الوزارة أثر على أهلية الطالب للحصول على المنحة أو القرض.

 

نصف مليون طالب استفادوا من الصندوق

تأسس صندوق دعم الطالب الجامعي في عام 2004، ومنذ ذلك الحين استفاد منه أكثر من نصف مليون طالب وطالبة من خلال المنح والقروض، بتكلفة إجمالية تجاوزت 750 مليون دينار. 

وحرصت وزارة التعليم العالي خلال السنوات الماضية على تحسين التشريعات المتعلقة بالصندوق، بما في ذلك تحديث الأسس والمعايير التي تحكم آلية حصول الطلبة على الدعم المالي.

وفقا لتقديرات الوزارة، تقدم هذا العام 81,680 طالبا وطالبة للاستفادة من المنح والقروض الداخلية، إلا أن 5,932 طلبا تم تجميدها بسبب مخالفتها لشروط الاستفادة، مثل انخفاض المعدل عن الحد الأدنى، أو وجود عقوبات تأديبية، أو التسجيل في برامج الدراسة الموازية أو الدراسات العليا.

تظهر البيانات أن 75,748 طالبا وطالبة انطبقت عليهم شروط المنافسة على المنح والقروض، وتم ترشيح 53,132 منهم للاستفادة، أي ما يعادل 70% من إجمالي المتقدمين.

كما شملت تغطية الصندوق طلبة مرحلة البكالوريوس في 43 لواء من ألوية المملكة، حيث حصلوا على منح كاملة أو جزئية أو قروض، أما طلبة مرحلة الدبلوم المتوسط، فقد تمت تغطيتهم بنسبة 100% بمنح جزئية في جميع ألوية المملكة البالغ عددها 56 لواء، في إطار حرص الحكومة على دعم التخصصات المهنية والتطبيقية.

وبلغ عدد الطلبة المستفيدين من صندوق المعونة الوطنية والمتقدمين للحصول على منح وقروض 10,611 طالبا وطالبة، حصلوا جميعهم على دعم بنسبة 100%.