مصنع موبص ينفث دخانه الأسود على الساكنين

مصنع موبص ينفث دخانه الأسود على الساكنين
الرابط المختصر

يشكل مصنع الطوب الجيري المتواجد في حي "موبص" التابع لمدينة أبو نصير هاجسا بيئيا وصحيا يؤرق أهالي المنطقة..ويؤثر المصنع سلبا على المزارع المجاورة له بسبب تطاير الأغبرة الكثيفة والتي أدت إلى انتشار أمراض الربو والحساسية بين القاطنين على مقربة منه.
 
وتتسبب الشركة العربية لصناعة الجير- بحسب المواطنين - بتلويث الأجواء نتيجة تطاير كميات كبيرة من الغبار دون وجود رقابة لها خصوصا في ساعات المساء.
 
ومن خلال تجوالنا في المنطقة التقينا بأحد سكان المنطقة والذي ناشد عبر عمان نت المسؤولين حل هذه المشكلة، وقال:"المنطقة تطوق بالكامل بالدخان الأسود الكثيف، فنحن نريد حلا لهذه المشكلة خصوصا انه يتواجد حول المصنع منطقة سكنية".
 
ويعمد أهالي المنطقة من فترة إلى أخرى بالاتصال مع الدفاع المدني لمساعدتهم على التخلص من "الدخان الأسود" ولكن بدون حلول؟
   
وبين مواطن آخر الأضرار التي أحدثتها انبعاثات الدخان، وقال: "كل فترة ينطلق من المصنع غبار لونه اسود داكن ناهيك عن الغبار المنبعث يوميا، وعندما يقوم المصنع بتنظيف الماكينات كل ستة أشهر ينبعث الغبار على مدار 24 ساعة في ساعات الليل حتى لا تراهم الحكومة، عدا عن أصوات الماكينات المزعجة ليلا".
 
ويضيف: "الأطفال الصغار يعانون من ضيق التنفس مع السعال المستمر إلى أن تفاقمت صحتهم وأصبحوا يعانون من الربو".
 
وعبرت إحدى سيدات المنطقة عن مدى تضرر جهازها التنفسي من الاغبرة المتصاعدة من المصنع،  "عند ساعات المغرب تزداد انبعاثات الغبار من المصنع فحينها أباشر على الفور إغلاق النوافذ والأبواب لمنع دخول الدخان الأسود إلى المنزل، كوني أصبحت أعاني من إمراض في الجهاز التنفسي ويتم نقلي إلى المستشفى لعدم قدرتي على التنفس".
 
وحول تقديم شكوى من قبل أهالي المنطقة للجهات المسؤولة، تقول المواطنة: "أغلب سكان المنطقة  فقراء أو مستأجرين" لم يتقدموا بأي شكوى "ولا يوجد لديهم القدرة على الشكوى".
 
فخطورة التلوث السمعي والبصري والهوائي الناجم عن هذا المصنع أدى إلى الإخلال بتوازن النظام البيئي العام..
 
ويبدو أن النباتات والأشجار المحاذية للمصنع بدت ممتلئة بالأغبرة السوداء، الأمر الذي يعيق عملية النتح والتبادل الغازي وعمليات التلقيح ما سبب في انخفاض معدلات النمو والتكاثر لهذه النباتات.
 
ويقول احد المزارعين والتي تقع مزرعته بجانب المصنع، "اشتكينا من المصنع، وتم تعيين لجنة للكشف على المحاصيل الزراعية وتبين أنها جميعها متضررة، وان الغبار المنبعث الحق ضررا كبيرا على نتاج المحاصيل الزراعية خصوصا أشجار الزيتون".
 
ومن الجدير ذكره، انه تم بيع المصنع  قبل حوالي عامين لمالكه الحالي "عيدان الجبوري" والذي اعترف أن المصنع حاز على مخالفات من قبل وزارة البيئة، ولكن مع بداية امتلاكه للمصنع قام بالالتزام بالاشتراطات، وقال:" لقد قمت بمراجعة الملفات المتعلقة بالمخالفات البيئية واصلحناها عن طريق تركيب نظام فلتره الأبخرة المتصاعدة وتم ربطه على معمل الجير، وأعلمنا الموظفين في وزارة البيئة التابعة لمنطقة موبص".
 
وحول شكاوى أهالي المنطقة، يبين الجبوري: "لقد جاءني شخص واحد من أهالي المنطقة قبل عام وشكى من الغبار المتصاعد وعن كيفية حل هذه المشكلة، وبعدها لم يتقدم احد بأي شكوى".

ويضيف:"قام مزارع آخر يمتلك مزرعة بجانب المصنع برفع دعوى قضائية واخبرنا عن مشكلة الغبار ومدى تأثيره على المزروعات وحاولنا حل المشكلة وديّاً".
 
وعلى ضوء القضية تم تشكيل لجنة من قبل الجمعية العلمية الملكية لإجراء فحص للمحاصيل الزراعية، بحسب الجبوري:"قامت لجنة من الجمعية العلمية الملكية بفحص نسبة الاغبرة المتصاعدة، وأظهرت النتائج انه اقل من النسبة المسموح بها بيئيا، فالنسبة المسموح بها 50% والنتائج تشير إلى 49%، أي اقل بدرجة مئوية واحدة فقط".
 
ويبين الناطق باسم وزارة البيئة عيسى الشبول،  لعمان نت الإجراءات التي سيتم اتخاذها بحق المصنع، "سيتم تصويب إنذار للمصنع مرفقا بمهلة زمنية مدتها أسبوعين للالتزام بالمخالفات الأخرى، وما يتعلق بالالتزام بساعات الدوام المحددة، وسيتم الكشف عنها والتأكد منها وفي حال عدم الالتزام في ضوء ذلك سيتم اتخاذ إجراء بإغلاق المصنع".
 
وتعاني منطقة موبص من مشاكل عدة أهمها قلة المياه واعتماد سكانها على ينابيع المياه المنتشرة في المنطقة بكثرة، فمع استمرار انبعاث هذه الاغبرة قد تؤثر سلبا على الينابيع من خلال تلويث المصادر المائية..وكذلك ستلحق خسائر دائمة للتنوع البيولوجي والموارد الطبيعية في المنطقة.

أضف تعليقك