مشروع جديد في الحرم القدسي وتحذيرات من الاستيلاء على المسجد الأقصى

مشروع جديد في الحرم القدسي وتحذيرات من الاستيلاء على المسجد الأقصى
الرابط المختصر

وجه الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، نداء استغاثة للزعماء والشعوب العربية والإسلامية لإنقاذ المسجد الأقصى من قبضة الاحتلال قبل فوات الأوان، وفقا لما ذكرته وكالة "معا" الفلسطينية.

وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تقوم بأعمال حفر داخل أسوار مدينة القدس وبخاصة في ساحة البراق والجهة الغربية المحاذية للمسجد الأقصى لتسيير مصعد لنقل اليهود من داخل مدينة القدس نحو ساحة البراق.

وبين مفتي فلسطين بأن المشروع التهويدي الجديد سيمتد لمسافة 56 متراً، ما يهدد أساسات المسجد الأقصى وجدرانه ويعرضه للخطر ويضفي الصبغة اليهودية وسيطرتها عليه، مشيرا إلى أن هذا المشروع يأتي بالتزامن مع قرب ذكرى إحراق المسجد الأقصى، وفي ظل القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال لمنع المصلين من الصلاة في المسجد وحرمانهم من الوصول إليه في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان.

وأكد سماحته أن المسجد الأقصى بساحاته وأروقته وكل جزء فيه ملك للمسلمين وحدهم وأنه لا يجوز لأحد كان غيرهم التدخل في شؤونه أو الاستيلاء على أي شبر منه.وأشار مفتي الديار المقدسة إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتمثلة في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية خاصة في قرية العيساوية موضحا ان الاحتلال اصدر أوامر بإقامة 12 كرفان استيطاني في أراضي القرية، مطالبا دول العالم "بضرورة التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته".

وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ذكرت في عددها الصادر أمس الاثنين أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعمل على إقامة مصعد متطور على حائط البراق وهو الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، بزعم التسهيل على جموع المصلين اليهود قرب الحائط.

ومن المقرر، بحسب الصحيفة، أن تباشر أعمال البناء في تلك المنطقة خلال الأسابيع القادمة، والهدف منها هو إقامة هذا المصعد للتسهيل على المصلين اليهود، والذي سيكون مصعدا كبيرا يربط ما يسمى "المربع اليهودي" بحائط البراق، حيث يصل طوله إلى 56 مترا والذي يوصل اليهود مباشرة إلى ساحة الحائط.

وأكدت مصادر إسرائيلية مطلعة أن ما يسمى بـ "لجنة بناء وتطوير المربع اليهودي" قدمت مخطط المشروع إلى اللجنة المركزية للتخطيط والبناء الاسرائيلية، حيث باتت المصادقة عليه وبدء تنفيذه قاب قوسين أو أدنى.

وخرج المشروع إلى النور، في أعقاب قرار صادر عن باروخ كليين وهو رجل أعمال يهودي من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، والذي قرر بموجبه التبرع بمبلغ مالي يبلغ 10 ملايين دولار لإقامة المصعد والتسهيل على المصلين اليهود.

ومن المقرر أن تبدأ أعمال البناء في تلك المنطقة، مع انتهاء أعمال الترميم المزعومة التي تقوم بها سلطة الآثار الاسرائيلية في ما يسمى "المربع اليهودي"، حيث سيطلق على المشروع الجديد اسم "مصعد باروخ" تيمنا برجل الأعمال الأمريكي.

من جانبها اعتبرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن هذا المخطط يشكل خطراً مباشراً على المسجد الأقصى المبارك، يسعى الإحتلال من خلاله الى تكثيف التواجد الإستيطاني والتهويدي في ساحة البراق، بالقرب من المسجد الأقصى، وكذلك جعل ساحة البراق مركزاً رئيسياً لإنطلاق أي إقتحام أو إعتداء قادم على المسجد الأقصى المبارك، مشيرين الى أن هذا المشروع التهويدي يأتي ضمن مخطط الإحتلال لتقسيم المسجد الأقصى المبارك، وضمن محاولة لترهيب الناس وتخويفهم من التواصل مع المسجد الأقصى المبارك.

وأضافت المؤسسة في بيان لها "أن هذا الإعلان المتجدد لهذا المشروع الاحتلالي يتناسق مع اعتراف المؤسسة الإسرائيلية مؤخراً على لسان وزير شرطتها عن تدريبات كبيرة أجرتها قوات الإحتلال تحاكي إقتحام كبير للمسجد الأقصى من قبل الإحتلال، مدعين أن هذا التدريب جاء للتعامل مع أي سيناريو قادم في المسجد الأقصى المبارك".

وأضافت "يأتي هذه الإعتراف بعد نحو شهر من كشف مؤسسة الأقصى للوقف والتراث لإجراء هذا التدريب في أحراش بن شيمن الواقع بين مدينة اللد ومستوطنة موديعين/ طريق القدس وتوثيقها لأحداث التدريب وتعمميم الصور فوتو وفيديو على جميع وسائل الإعلام، الأمر الذي أحرج يومها المؤسسة الإسرائيلية ودفع بعض وسائل إعلامها الى إجراء تقارير صحفية حول الموضوع.

وحذرت المؤسسة من المخططات الاسرائيلية لاستهداف المسجد الاقصى، داعية المسلمين إلى شدّ الرحال للأقصى، خاصة في شهر رمضان المبارك.

واعتبر الدكتور حنا عيسى خبير القانون الدولي بأن موافقة لجنة بناء وتطوير المربع اليهودي في مدينة القدس بإقامة مصعد لتسهيل وصول المصلين اليهود إلى حائط البراق خرقا لقواعد القانون الدولي واعتداء مباشرا على المقدسات الدينية وانتهاكا لحرية العبادة.

وأضاف الدكتور عيسى أن قواعد القانون الدولي الإنساني تؤكد على حماية الأماكن المقدسة والأماكن الأثرية، وذلك لأنها تعتبر تراثا إنسانيا حضاريا، ولا يقدر بثمن كما تلزم هذه القواعد سلطات الاحتلال 'احترام هذه ألاماكن، وعدم المساس بها والعمل على احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية، كما تحذر من التدخل في هذه الشؤون أو العمل على تعطيلها.

وطالب د.عيسى مجلس الأمن الدولي بممارسة مسؤولياته لوقف إقامة المصعد المنوي إنشائه في القدس الشرقية ولوقف هذه الانتهاكات على المسجد الأقصى، المنافية لأحكام اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 وبرتوكولاتها واتفاقية لاهاي عام 1954 التي تنص على "عدم التعرض أو ارتكاب أي أعمال عدائيه ضد أماكن العبادة" ووضع حد لمخطط التهويد الإسرائيلي.