مشروع الحصاد خطوة لمواجهة العجز المائي

مشروع الحصاد خطوة لمواجهة العجز المائي
الرابط المختصر

أوضح الخبير البيئي سفيان التل لعمان نت ان الحصاد المائي من خلال السدود والحواجز المائية هو الحل من اجل مواجهة الفقر المائي الذي يعاني منه الأردن.وجاء هذا متلاقيا مع مطالبات 16 عضوا في مجلس الأعيان من اجل توسعة سد الموجب أو زيادة طاقته التخزينية أو إنشاء سد أخر بطاقة لا تقل عن 100 مليون م3، في مذكرة قدمت إلى رئيس مجلس الأعيان زيد الرفاعي لتقدم لرئيس الوزراء د.معروف البخيت.

ويأتي هذا في إطار مواجهة الفقر المائي الذي تعاني منه الأردن بحيث أظهرت تقارير صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة عن انخفاض حد الفقر المائي إلى اقل من 148 م3 سنوياً، وهذا اقل من حد الفقر المائي والذي يبلغ 1000 م3 للفرد سنويا.

وبين التل ان حصة الفرد في تناقص مستمر ويُتوقع ان تتراجع بشكل اكبر وان الأردن من أكثر دول المنطقة التي يُهددها الفقر المائي:" نحن نتحدث عن خطر الفقر المائي في الأردن منذ سنوات وحصة الفرد ما زالت في تناقص مستمر، ولأغراض المقارنة نجد ان معدل استهلاك الفرد العالمي 4780 م3 سنويا لغايات الزراعة والصناعة والاستخدامات المنزلية، وحصة الفرد في المنطقة وليس في الأردن تبلغ 1250 م3، وتتوقع الدراسات ان تتراجع إلى 660 م3 سنوياً، أي ان الوضع في تراجع دائم ومستمر".

ويقصد بحصاد المياه:" تجميع مياه الأمطار في عدة أشكال خلال فترة زمنية معينة من الدورة الهيدرولوجية التي تبدأ من وصول الأمطار إلى أسطح المباني أو الأراضي وحتى مرحلة الجريان للمياه في شكل سيول أو بتحويل جزئي لتصريف الأودية والأنهار أو حجز مياه النهر أو الوادي عن طريق بناء سد في مجراه أو منشآت تحويلية بهدف التخزين والاستفادة من هذه المياه في أوقات انعدام هطل الأمطار أو أوقات الجفاف، حيث يقل تصريف او يتوقف جريان الأودية".

وبين الأعيان في مذكرتهم انه بعد مضي ثلاث سنوات على انتهاء العمل في سد الموجب وبدء التخزين الفعلي فيه ثبت أن هذا السد يمتلئ بالمياه في كل موسم مطري من أول هطول مطري، وأن تفريغه و إعادة تعبئته عدة مرات في الموسم الواحد يؤكد غنى الأودية ومجاري المياه التي تغذي السد بمياه نظيفة بعيدة عن مصادر التلوث بأنواعه كافة والذي يشكل ميزة إضافية حيث نوعية المياه ممتازة صالحة للشرب.

وأوضح التل ان السدود المائية في الأردن لا تغطي متطلبات مواجهة الفقر المائي:" على الرغم من الجهود التي عملت في بناء السدود المائية إلا انه لا تزال هناك فجوة ما بين كمية المياه الموجودة وكمية المياه التي يجب ان تكون موجودة لتأمين احتياجات الناس على أكمل وجه".

وأكد التل على ان الحصاد المائي هو الحل الأمثل لتغطية حاجة الأردن من المياه في المستقبل على المدى البعيد:" الحلول موجودة ونحن نطرحها منذ أكثر من 30 عام، ونحن نحتاج إلى تغذية المياه الجوفية، بحيث يهطل على الأردن سنويا ما مقداره 8 مليارات م3 سنويا، وأكثر من 90% منها يتبخر ولا يُستفاد منها، ولماذا لا نقيم حواجز أو سدود مائية لتطبيق نظام حصاد المياه لتغذية المياه الجوفية".

وتشكل الاستفادة من تجميع مياه الأمطار في المناطق الجافة وشبه الجافة التي غالباً ما تهطل فيها الأمطار خلال أشهر قليلة من السنة، أهمية كبرى تفوق مثيلاتها في المناطق الرطبة، وتزداد أهميتها في المناطق التي تنعدم أو تقل فيها مصادر أخرى كالمياه الجوفية أو المياه المنقولة وتصبح في هذه الحالة الوسيلة الأكثر جدوى لتأمين حياة الإنسان والحيوان والنبات.

واختتم التل حديثه ان عدم مواجهة العجز المائي سيؤدى الى ضغط كبير على مصادر المياه الموجودة حالياً:"إذا لم نعمل شيئاً من اجل مواجهة الفقر المائي فسيكون وضعنا كوارثي على المدى المتوسط والبعيد".

هذا ويقع سد الموجب على وادي الموجب وهو بارتفاع 62م وبطول إجمالي 765م مؤلف من جزأين وتبلغ سعته التخزينية 32 مليون م3 ويقدر الناتج الآمن السنوي من المياه بحوالي 16.6 مليون م3.

وأكد خبراء اجتماعيون وبيئيون على انه يجب وضع خطط إستراتيجية تتناسب والزيادة السكانية التي تشكل ضغطا على مصادر الحياة المتنوعة ومنها المياه بما يحقق التوازن بين الاحتياجات الحالية من المصادر وما يحقق استدامة هذه المصادر للأجيال القادمة.

والأعيان الذين وقعوا على المذكرة هم: عبد الكريم الكباريتي وعلي أبو الراغب و وجدان الساكت ورياض الشكعة وسمير الحباشنة ومحمد الحلايقة وعبدالحافظ الشخانبة ورياض أبو كركي وعادل الشريدة ومنير صوبر وعصام بدير وعبد موسى النهار وعبدالحافظ الكعابنة وسميح المومني وعبدالله اخو ارشيده وأديب هلسا.

أضف تعليقك