مركز القدس: تصعيد إسرائيلي بالانتهاكات لحقوق المقدسيين

مركز القدس: تصعيد إسرائيلي بالانتهاكات لحقوق المقدسيين
الرابط المختصر

اتهم تقرير أصدرته وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، اليوم السبت، إسرائيل بتصعيد انتهاكاتها لحقوق المقدسيين خلال شهر تشرين ثاني الماضي، خاصة فيما يتعلق بمصادرة الأراضي وتوسيع البناء الاستيطاني اليهودي في هذه الأراضي في مقابل زيادة وتيرة هدم المنازل والاستيلاء على العقارات، وفقا لما أوردته وكالة "وفا" الفلسطينية.

وأكد التقرير أن الاحتلال واصل الاعتداء على المقدسيين، وأصدر مزيدا من أوامر الإبعاد عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى، والإبعاد عن المسكن، وتجديد أوامر منع سابقة بالإبعاد وحظر السفر للخارج، بما في ذلك منع السفر لأداء فريضة الحج.

تكثيف الاستيطان ومصادرة الأراضي

وأشار التقرير إلى أنه في شهر تشرين ثاني الماضي صادقت ما تسمى بـ'لجنة التخطيط والبناء في بلدية الاحتلال' بالقدس على بناء 1300 وحدة استيطانية في الجزء الشرقي من مستوطنة 'بسغات زئيف' في القدس المحتلة، في حين تعتزم سلطات الاحتلال بناء 978 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة جبل أبو غنيم، و320 وحدة استيطانية في مستوطنة 'راموت'.

وكانت سلطات الاحتلال بدأت في العشرين من الشهر المنصرم بتنفيذ ثلاثة مخططات استيطانية جديدة لتوسيع مستوطنات 'ريخس شعفاط'، جبل أبو غنيم، و'رمات شلومو' بواقع 716 وحدة استيطانية.

وقال التقرير إنه سبق ذلك قيام رئيسة ما تسمى اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في القدس بنشر مخطط لبناء ألف وحدة استيطانية جديدة في أبو غنيم، ليرتفع عدد تلك الوحدات إلى ما مجموعه 2233 وحدة استيطانية، في حين تقرر بناء 130 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة 'غيلو' إلى الجنوب من المدينة المقدسة.

وأوضح التقرير أنه نحو 66 عائلة يهودية انتقلت منتصف الشهر الماضي للسكن في مستوطنة 'معاليه هزيتيم' في حي رأس العمود بعد توسيع هذه المستوطنة ليرتفع عدد العائلات اليهودية هناك إلى 250 عائلة.

في وقت كشفت فيه وحدة البحث والتوثيق في المركز في الثاني عشر من الشهر المنصرم عن مخطط إسرائيلي لعزل العيسوية وسلخها عن مدينة القدس.

ووفقا للتقرير، فإن بلدة العيسوية التي يقارب عدد سكانها نحو 20 ألف تعد من أكثر القرى والبلدات في محيط البلدة القديمة وداخل الحدود البلدية المصطنعة للقدس معاناة جراء الأزمة السكنية الخانقة والتي تدفع بالمواطنين إلى محاولة التغلب عليها من خلال البناء العمودي، في وقت تفرض بلدية الاحتلال قيودا مشددة على أعمال البناء فيها.

هدم المنازل والاستيلاء على عقارات المقدسيين

كما سجل شهر تشرين ثاني الماضي حسب التقرير، استمرار عمليات الهدم لمنازل المقدسيين، والاستيلاء على عقاراتهم من قبل مستوطنين وجمعيات يهودية ناشطة في هذا المجال، حيث هدمت البلدية مغسلة سيارات تعود للمواطن أمجد ياسر سلهب، كما أتلفت جميع محتويات هذه المغسلة من معدات. وفي روايته لمركز القدس أكد المواطن سلهب اعتداء شرطة الاحتلال عليه وعلى شقيق له بالضرب، مما أدى إلى إصابته بنزيف في رأسه. وتبلغ مساحة المغسلة دونما و200 متر مربع وتضم مشغلا للصيانة وآخر للبناشر، فيما بلغت خسائره نتيجة عملية الهدم نحو نصف مليون شيقل.

وأشار المواطن سلهب إلى أنه كان شيد المغسلة قبل أربع سنوات على قطعة أرض مستأجرة، وحاول استصدار رخصة بناء لكن دون جدوى، فيما حررت البلدية بحقه مخالفة بقيمة 100 ألف شيقل لا زال يدفعها، ويعتاش من العمل بالمغسلة 12 عائلة يربو عدد أفرادها مجتمعين عن 60 نفرا.

الاعتقالات وأوامر المنع والإبعاد:

إلى ذلك قال التقرير 'إن سلطات الاحتلال الإسرائيلية واصلت خلال الشهر الماضي عمليات الاعتقال لمواطنين وفتية وأطفال مقدسيين، في وقت جددت فيه أوامر الإبعاد عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى'، وأصدرت أوامر إبعاد عن مناطق السكن لأطفال وناشطين، حيث اعتقلت خمسة فتيان من بلدة سلوان، في حين مددت توقيف ستة شبان من سلوان والعيسوية تتراوح أعمارهم ما بين 14 إلى 18 عاما. في حين أصدرت محكمة الصلح قرارا بإبعاد المواطن علي سرحان شقيق الشهيد سامر سرحان لمدة 15 يوما، ولمسافة 100 متر.

كما مددت توقبف ثلاثة أشقاء من بلدة العيسوية كانوا اعتقلوا مطلع العام الجاري وهم المحامية شيرين العيساوي، وشقيقيها رأفت، وسامر.

وأبعدت تلك السلطات لمدة أسبوعين الفتى صهيب سامي الرجبي (17 عاما ) عن منزله في سلوان جنوب البلدة القديمة من القدس.

وفي الثامن والعشرين من الشهر الماضي أصدر قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية أمرا عسكريا بإبعاد عدنان غيث مسؤول ملف القدس في حركة فتح وعضو لجنة الدفاع عن حي البستان عن القدس وضواحيها لمدة أربعة شهور، وذلك بعد استدعائه إلى مركز شرطة المسكوبية، مستندا إلى ما يسمى ب 'قانون الطوارئ' المعمول به منذ عام 1945 وهو قانون الانتداب البريطاني، معللا الأجراء بمستندات أمنية تتعلق بأعمال غيث في مدينة القدس.

الاعتداءات العنصرية وأعمال التنكيل

وذكر التقرير بعدم توقف أعمال التنكيل التي يقترفها رجال أمن ومستوطنون إسرائيليون خلال شهر تشرين ثاني الماضي، حيث سجلت عدة حالات، كان أبرزها اعتداء أفراد من شرطة الاحتلال في الرابع والعشرين من الشهر الماضي على الطفل آدم منصور الرشق من بلدة سلوان والبالغ من العمر (8سنوات) ما استدعى نقله إلى المستشفى وإدخاله العناية المكثفة، وفق ما أفاد به والد الطفل في إفادته لمركز القدس، مضيفا أن ولده وصل المستشفى وهو فاقد الوعي وينزف وتم وضعه في العناية المكثفة.

بينما سجلت عملية تنكيل بشعة بحق سائح من تشيلي في القدس الغربية في الثامن من ذات الشهر بعد أن اشتبهت مجموعة من المتطرفين اليهود به على أنه عربي. وكاد هذا الاعتداء أن يودي بحياة هذا السائح ويدعى توليدو دومينوس حوزيه(43 عاما ) الذي وصل إلى إسرائيل لحضور زفاف ابن صديقه اليهودي.

وسجل شهر تشرين ثاني تواصل الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية خاصة المسجد الأقصى ومحيطه في منطقة باب المغاربة.