مرشحات لمجلس النواب يتعرضن لمضايقات
لم تكد (م .ن) التي رفضت ذكر اسمها خوفا ً من عشيرتها أن تسجل اسمها ضمن قائمة المرشحين للانتخابات البرلمانية التي تجري يوم 9 من تشرين الثاني، حتى انهالت عليها عشرات الضغوط والتهديدات من قبل أفراد عشيرتها لعزلها عن ممارسة حقها المشروع والوصول إلى مجلس النواب .
تقول م.ن المرأة في مجتمعنا ما زالت منقادة للتصويت للرجل وليس لصالح المرأة، فما زال المجتمع ذكوريا فيما يتعلق بالانتخابات، فمجتمعنا يغرق بالعادات والتقاليد بالأخص عندما يتعلق الأمر بالمرأة وتسلمها لمناصب حساسة في الدولة .
م.ن ليست وحدها من تعاني، فزميلتها في الترشح (ر . د) والتي رفضت ايضا ذكر اسمها أبدت أيضا ً استياءها من عشيرتها التي رفضت أيضا ترشحها، بحجة أن الرجال لا يسلمون زمام أمورهم إلى امرأة ضعيفة .
تقول ر.د لا تتمتع النساء بحرية الاختيار كما الرجال في مجتمعنا ، فالكثير منا وبالأخص في بعض المناطق النائية التي ما زالت تتمسك بالعادات والتقاليد بشكل كبير، تجعل من الصعب على النساء الوصول إلى المجلس والنجاح .
وفي جولة مررنا خلالها على بعض المقار الانتخابية لبعض من المرشحات، التمسنا عدد الحضور اللذي اقتصر على عدد قليل من أنصار المرشحات باستثناء جمع من أقاربها، إضافة إلى الغياب الواضح لليافطات التي تتحدث عن شعارات المرشحات أو تحمل صوراً لهن .
تضيف م .ن بسبب الحرب الطبيعية التي تشن على بعض المرشحات من قبل العشيرة في مجتمعاتنا المحافظة يمنع نشر صور لهن أو شعارات انتخابية تدل على ترشحهن، تبعا ً للعادات والتقاليد التي ما زالت تحكمنا .
ومن جانبها أكدت رئيسة اللجنة الوطنية لشؤون المرأة أسمى خضر أنه ورد للجنة بعض الشكاوى التي تتعلق بتعرض بعض المرشحات لضغوط اجتماعية تجبرهم على الانسحاب وبالأخص بعض المرشحات الأقوياء التي قد يؤدي استمرارهن بالترشح إلى انقسام أصوات العشيرة .
وتضيف خضر اللجنة لا تستطيع اتخاذ أي إجراء قانوني بحق العشيرة التي تمارس الضغوط على المرشحات، إلا أنها تقوم بمواصلة جهودها من أجل التأثير على الرأي العام ، ومن أجل تغيير النظرة النمطية للمرأة وإقناع الرجال كما النساء أن للمرأة حقا بالترشح ولها فرصا كثيرة للنجاح .
ومن جهته أكد مفوض الحريات العامة في المركز الوطني لحقوق الإنسان الدكتور علي الدباس أن المركز رصد خلال فترة الانتخابات السابقة عددا ً من الضغوط والتهديدات التي تعرضت لها المرشحات بهدف إجبارهن على الانسحاب .
وأضاف رصد المركز أيضا ً بعض الضغوط العشائرية على المرشحات بعدم السماح لهن بالقيام بالدعاية الانتخابية ، كنشر صور لهن أو حتى برشورات تعبر عن ترشحهن .
وأكد على تعرض العديد من اليافطات التي تحمل أسماء المرشحات للتمزيق في بعض المحافظات، بحجة أن ذلك يتنافى مع العادات والتقاليد .
وعلى الرغم من كل التهديدات والضغوطات التي تتعرض لها م .ن أو ر .د مثلها في ذلك مثل الكثير من المرشحات اللواتي يتعرضن لضغوط بصمت قاتل، إلا أنهن ما زالوا يتحلون بالنزعة العملية وصلابة الإرادة .
تقول ر. د سأبقى صامدة في وجه جميع الضغوط التي تقف في وجهي، وسأخوض تجربة الانتخابات وسأصل بإذن الله إلى مجلس النواب، فأنا أحب بلدي وأحتاج إلى فرصة الوصول للمجلس لأعمل على التغيير .