مراقبون أردنيون يتوقعون عدوانا جديدا على غزة

مراقبون أردنيون يتوقعون عدوانا جديدا على غزة
الرابط المختصر

توقع مراقبون أردنيون أن تشن إسرائيل عدوانا جديدا على قطاع غزة وذلك بعد وصول المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية إلى طريق مسدود ودخول إسرائيل في عنق الزجاجة وسط عدم اكتراثها بالمحفل الدولي.

افتتاحية صحيفة "ذي إنديبندنت أون صنداي" البريطانية تحدثت عن تشابه أسباب التي عجلت من العدوان الإسرائيلي لقطاع غزة مطلع العام الماضي بالأسباب التي تتجلى الآن مع تفاقم التوتر البادي للعيان بين إسرائيل وحماس.

وتتوقع الصحيفة على أن التصعيد العسكري في غزة بعد الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل ردا على إطلاق الصواريخ على أراضيها؛ ُينبئ بغزو عسكري إسرائيلي "قد يكون أكثر دموية من سابقه".

 

أجندات غير منتهية

ثمة مهمات غير منجزة على جدول أعمال "العسكرية الإسرائيلية"، على ما يراه مدير مركز القدس للدراسات المحلل السياسي، عريب الرنتاوي، فالمهمة الأولى في جنوب لبنان والثانية في جنوب فلسطين ولدى المؤسسة العسكرية قناعة بأنه لا يجوز بأي حال من الأحول ترك قطاع غزة يبني قدراته على الصمود والمقاومة والثبات على الأرض كما يجري حاليا "إسرائيل خرجت من القطاع وسط بؤس وهشاشة وغير قادر على الدفاع عن نفسه وبإمكانها العودة إليه متى شاءت لكن ذلك لم يحصل".

وعندما قبلت إسرائيل وقف إطلاق النار مطلع العام 2009 وضعت شروطا على المجتمع الدولي أهمها منع التهريب والحصار البري والبحري، وهنا يرى الرنتاوي بأن "مصر تبني جدارا فولاذيا وأساطيل قبالة شواطئ غزة والهدف منها لإبقاء القطاع على هشاشته، لكن ذلك لم ينجح أيضا فثمة تقارير تفيد بأن القطاع يعيد بناء قدراته من جديد وهذا ما يستفز إسرائيل ويدفعها إلى التفكير بأن تعود مرة أخرى".

هروب إسرائيل

وهناك أزمة بين إسرائيل وأميركا في كيفية العودة إلى المفاوضات مرة أخرى لكن ذلك ليس بالضرورة أن يكون سوءاً في العلاقات، وفق أمين عام الحزب الشيوعي الأردني الدكتور منير الحمارنة، ويقول: "إسرائيل تواجه ضغوطا أوروبية ومن اللجنة الرباعية لكن من الواضح أن سلوكها يفيد بأن لا تسوية".

بذلك، قد تلجأ إسرائيل إلى وسائل للهروب من متطلباتها، وهذه المرة، كما يتوقع الحمارنة "قد تكون أكثر دموية بحيث تتكئ على أي حركة لتبرر عملية عدوانها للتملص من كل ما يجري من قبلها سواء في المفاوضات أو في الاستيطان، فهي تبحث عن مبرر لتتخلص من الوضع الذي تعيش فيه".

ويتفق الرنتاوي مع الحمارنة، ويضيف أن إسرائيل مطالبة بتنفيذ استحقاقاتها ولا ترغب بتنفيذها في سياق عملية السلام فتقوم عندها بالمبالغة بقدرات الخصم من أجل التهيئة والتمهيد لعملية عسكرية والدخول في مسلسل الفعل ورد الفعل.

المحفل العربي..أكثر ضبابية

عن الموقف العربي الحالي، فهو "ضبابي وغائب في مجلس الأمن" كما يقول الحمارنة، كما لا يوجد موقف فلسطيني موحد الأمر الذي قد يساعد إسرائيل في الإقدام على خطوة حربية.

من جانبه، يرى أمين عام حزب العهد الدكتور خلدون الناصر، أن مقررات القمة العربية الأخيرة في سيرت الليبية "أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لاستكمال كافة مخططاتها، والعامل المساند هو الموقف الفلسطيني الهزيل المنقسم والمحفل الدولي غير الفاعل".

غير أن إسرائيل لا تهتم بالمواقف الدولية، يرى الحمارنة، لأنها، مسنودة أميركيا ومن بعض الدول الأوروبية، لكن هذا الإسناد "أصبح ضعيفا وكما يقول بعض السياسيين الأميركيين بأن الوضع السيئ في المنطقة وعدم الوصول إلى تسوية يسيء إلى المصالح الأميركية التي تمر بمراحل صعبة ماليا وسياسيا وترى أن على إسرائيل أن تستجيب لبعض المتطلبات الأميركية لكنه غير حاصل حالياً"، يقول الحمارنة.

الرنتاوي يخلص إلى أن إسرائيل لم تعد تحظى بالاحترام كما كان سابقا وقد بدأ ينُظر إِليها في المجتمع الدولي على أنها دولة مارقة لا تحظى بالتقدير، "فهي تخرق القوانين الدولية وهي عقبة أمام عملية السلام ببنائها الاستيطان".

"كل الأوضاع لا تبشر بخير"، على ما يتوقع الناصر، وكله مدعاة للإحباط وعدم التفاؤل، ويقول: "إسرائيل طامعة ونادمة على تركها غزة"، ومن هنا لا يستبعد الناصر أن تقدم إٍسرائيل على خطوة الدخول في حرب ثانية في غزة، وهذه المرة "قد يكون أشرس من المرة الأولى لكنها ستفكر كثيرا قبل الإقدام على تلك الخطوة خاصة وأن هناك أصواتا إسرائيلية لا تحبذ خوض الحرب مرة ثانية".