مديرية ثقافة الطفل.. هل ترتقي فيه؟

الرابط المختصر

أثار قرار استحداث وزارة الثقافة للمديرية الجديدة "ثقافة الطفل" تساؤلات الجهات والمؤسسات المعنية بشؤون ثقافة الطفل بجدية هذه المديرية وقدرتها على الارتقاء بثقافته حقاً.

هذا القرار جاء بعد سنوات من إلغاء مديرية ثقافة الطفل وذلك بهدف تطوير العمل لـ"يتماشى مع استراتيجية الوزارة للمرحلة المقبلة و جمع كل الجهود المبعثرة للوزارة بخصوص الطفل، حسب ما أفاد الوزير عادل الطويسي.

المديرية القديمة- الجديدة لها تاريخ من التغييرات الحكومية ترافقت مع تغييرات وزارة الثقافة، حيث تم إلغاؤها عام 2003 ثم عادت باسم (قسم ثقافة الطفل في وزراة الثقافة) حتى جاء الطويسي بالخطة الجديدة والتي ضمنها استحداث المديرية من جديد.

ويتبع المديرية أقساماً هي: مركز الأميرة سلمى بنت عبدالله للطفولة وقسم ثفافة الطفل، حيث قالت مديرة المديرية رويدا العزّة "مديرية ثقافة الطفل قديما كانت معنية بكل الجوانب التي من الممكن أن تخدم الأطفال، لكنها ألغيت لظروف مختلفة على ارغم من ان المهام الثقافية كانت مستمرة في الوزارة، مثل الإصدارات والدعم الكلي لمهرجانات ومسرح الطفل، فالخدمات التي كانت تقدم ما تزال كما هي، إلا أن المديرية لم تكن مسماة رسمياً".

وشرحت العزّة "إعادة التأسيس جاءت من اجل جمع كل الجهود المبعثرة للوزارة من دراسات وكتب ومهرجانات ومسارح وغيره تحت مظلة واحدة، فجاء بهدف الاهتمام بالطفولة وتأمين كل احتياجات الطفل الثقافية الاساسية لتلبية طاقاته الفكرية ونشبع رغباته الترويحية والترفيهية لتوفير التنشئة السليمة له، كما سيكون في المديرية مكتبة متنقلة متخصة بالطفل ستجوب كاف مدن وقرى المملكة".

وحول مركز الأميرة سلمى بنت عبدالله التابع للمديرية قالت العزة "المركز جاء ضمن خطة الوزارة للتنمية الثقافية في المحافظات، إذ جاء تأسيسه في محافظة الزرقاء ومبناه في طور الإنشاء، ليقدم خدمة لأطفال المنطقة، والمركز تم انشاؤه بالتعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية، وهو الذي تبنى فكرة بدعم المركز ماليا بمبلغ قدره 85 ألف دولار، لغاية نشر الثقافة بين اطفال العالم العربي، سيوفر المركز المناخ الملائم لرعاية الاطفال ثقافيا وفنيا وجسديا، وسيقوم بدعم الاطفال الموهوبين، وفيه جانب مهم جدا من حيث دعم للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأقل حظا ودمجهم مع الاطفال العاديين".

آراء المختصين..
الكتاب والأدباء المختصين بالطفل كان لهم رأي هام في استحداث المديرية، الكاتب المختص بالطفل محمود الرجبي قال لعمان نت "هناك الكثير الذي يمكن أن تقوم به المديرية، أولا رعاية أدب الأطفال في الأردن ووضع استراتيجية حقيقية لتخدمه، ويكون هناك إصدارات وترويج لأنه هناك ابتعاد عن القراءة من قبل الأطفال وعدم توفر منتجات مناسبة بأسعار يمكن أن تكون بمتناولهم".

وحول ما يمكن للمديرية أن تضعه المديري في سلم لأولوياتها هو كما يقول الرجبي "الإصدارات السنوية وتوثيق لأدب الأطفال الأردني ودراسته وتكليف بعض المختصين لعمل دراسات عليه، فهو للآن ما يزال شبه مهمل، لكن ضمن المعطيات الحالية والإمكانيات غير الكبيرة لدى وزارة الثقافة، فلا أعتقد أنه الإنجازات ستكون كبيرة وإن كنا نتمنى عكس ذلك، وهو لن يكون نتيجة تقصير من طرفهم بل لأن الوزارة تحتاج الى إمكانيات أكبر بكثير، وعلى الحكومة أن تجعل الثقافة من اولوياتها الأساسية".

وتابع "الوزارة يمكن أن تقدم الأفضل ضمن الإمكانيات المتاحة، وفي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ويمكن الوصول الى انجازات أفضل، وهناك أسلوب آخر يمكّن للوزراة ان تقوم فيه وهو دمج الهيئات المحلية والنشيطة في مشاريعها، ليس بتوظيفهم بل بتطوعهم حتى نستطيع أن نصل الى الطريقة اللتي سنتقدم بها".

ودعا الرجبي الى ترسيخ ثقافة القراءة لدى الأطفال وتبني الوزارة لها كقاعدة لثقافة الطفل "أدب الأطفال وبناء ثقافة الطفل هي جزء مهم من استراتيجيات أي دولة، ويجب أن ننتبه له اكثر، فأدب الأطفال ما زال في أسفل سلم الاولويات لدينا، فنتمنى من وزارة الثقافة أن تقترب أكثر من الهيئات والمؤسسات والاشخاص الذين يمكن أن يساهموا، وهي تقوم ببعض هذه الخطوات لكنها تحتاج الى التعميق اكثر".

وشرح آلية ذلك قائلاً "يمكن أن تقوم المديرية بدعوة وزارة التربية والتعليم والتنسيق معها من أجل نشر أدب الأطفال وتعميمه لدى المدارس وترسيخ أدب الأطفال وخاصة الأدب الأردني وترسيخ عادة القراءة لدى الأطفال، وأعتقد أنه لو أن المديرية ركزت على نشر القراءة بين الأطفال فإنها ستحقق إنجازات هائلة تشكر لها".

مديرة مؤسسة الطفل العربي فاطمة البرماوي أبدت توقعات متفائلة فيما يخص المديرية قائلة "أتوقع أن يكون هناك مكان نستطيع دائما أن نتواصل معه فيما يخص إعلام وثقافة الطفل، ففي أثناء تعاملنا مع إعلام الطفل لم نكن نجد جهة رئيسية نعود إليها ونصل الى آخر التطورات والمشاريع في المملكة، أحيانا نحتاج للبحث عن أكثر من جهة، فما نتوقعه أن تكون هذه المديرية مركزا متخصصا يجمع كل المعلومات التي نحتاجها".

وأضافت "أن نجد مرجعا ونرى كيف يمكن أن نتواصل على المستوى العربي كون وزارة الثقافة هي من عليه أن يفعل التواصل مع الدول الأخرى، ففاعلية المديرية يعتمد على الهيكلية التي ستقوم عليها فإن كانت مجرد إسماً بدون نشاطات فتكون شيئاً مجمداً مثل أي مديرية أخرى غير فاعلة أما إذا كانوا قد وضعوا أهدافا وخطط عمل وفتحوا الباب أمام التعاون مع المؤسسات المختلفة كشركاء فسيكون لها دور كبير".

عمل المديرية برأي البرماوي لا يتم سوى بالتعاون مع المختصين من المؤسسات الوطنية الاخرى حيث تقول "أن يجتمعوا مع المختصين سواء المؤسسات الإعلامية والأدبية والمنظمات وحتى الأشخاص، ليعرفوا ماذا يريدون، ويأخذوا الخلاصة ويطوروا ما يمكن تطويره، وليس أن يضعوا القرارات التي تناسبهم فقط بدون الأخذ بالاعتبار احتياجات ثقافة الطفل الأساسية ورؤية برامج ومقترحات هذه المؤسسات، إضافة الى الاستفادة من خبرات المختصين في مجال الطفل، فلابد أن يكون هناك نوعين من التواصل، تواصل مع الكتاب والجهات والمختصين، وتواصل مع الاطفال أنفسهم لأنهم الهدف الرئيسي من وراء إنشاء هذه المديرية بحيث تكون هي الإدارة الرئيسية، حتى نصل الى مرحلة الإحساس بوجود ثقافة طفل حقيقية وإعلام طفل وأدب مختص بالطفل".

يذكر أن الطويسي قد قرر استحداث اقسام جديدة في مديريات الثقافة في المحافظات بحيث تضم كل مديرية اقساما للنشاطات الثقافية والفنية والهيئات الثقافية والشؤون الادارية والمالية واللوازم .

كما كان قد تضمن قرار الوزير تعديل مسمى مديرية الاتصال والتبادل الثقافي لتصبح مديرية الاتصال والترويج والتبادل الثقافي وكذلك مسمى وحدة المعلومات والتوثيق لتصبح وحدة التوثيق وتكنولوجيا المعلومات، وتضم قسمي تكنولوجيا المعلومات والتوثيق والمعلومات وتعديل مسمى وحدة التطوير لتصبح وحدة السياسات وتطوير الاداء المؤسسي وتضم قسمي التقويم وتحسين الخدمات وتخطيط الموارد البشرية.

أضف تعليقك