مدونات أردنية جادة وأخرى ساخرة..لا تأثير لها

الرابط المختصر

بدأت المدونات بأشكالها ومضامينها المختلفة تأخذ حيزا على الشبكة العنكبوتية، لدرجة أصبحت تشكل مصدرا للخبر يوازي بشكل ما وسائل الإعلام بشتى أنواعها؛

كون بعضها يعرض بالتفصيل أحداث وقضايا لا تجد طريقها للنشر في وسائل الإعلام الاعتيادية.

فالمدونة تعتبر مساحة خاصة للمدون تعطيه الحق في الكتابة بكل ما يحلو إليه، من غير رقيب وحسيب، وتختلف المدونات في مضامينها، فغالبيتها ترتكز على السرد الشخصي للمدون، ومنهم من يكتب عن الأمور الاجتماعية وما يحدث على ارض الواقع الأردني من غلاء وارتفاع أسعار، ومنهم من يحاول الكشف عن وقائع وقضايا كمدونة الأردني حسن التميمي الذي كشف فيها عن حادثة وفاة والده في مستشفى الأمير حمزة الحكومي، ولكن المدونات من هذا النوع الأخير لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.
 
نسبة قليلة من هذه المدونات تتطرق إلى نقل الحقيقة، مقارنة مع مصر والمغرب ودول الخليج التي أثار فيها المدونون جملة من القضايا المهمة أدت إلى حجب هذه المدونات وحبس مدونيها في بعض الحالات.  
  
المدونات..فاشلة!!
الصحفي والمدون محمد عمر، والذي دخل عالم التدوين منذ ما يقارب السنة، وصف تجربة التدوين بالأردن "بالفاشلة" لعدم تطرقها إلى المواضيع والقضايا الحساسة التي تجري في الأردن، ويعزو ذلك إلى "فقر ثقافي وسياسي وعدم اهتمام بالعمل العام ومحاولة تقليد بائسة لكتاب المقالات وعدم قدرتهم على كشف الحقائق".
 
وأضاف عمر "فكرة التدوين في الأردن لا زالت لغاية الآن بدائية ومتخلفة ولم تسهم في أي إضافة نوعية، فهناك الكثير من المدونات تكون خاصة بصحفيين أردنيين، يتم فقط مجرد نقل ما يكتب في الصحف ونشرها على المدونات، وأن هناك الكثير من المدونات تعتمد على الأسلوب الساخر من باب التنفيس ، فأكثر المدونات التي تكتب بأسلوب جدي هي المدونات التي يكتبها الأردنيون باللغة الانجليزية، فمضمونها يكون أقوى".
 
ويجد المدون محمد عمر أن الأردن لا يزال عاجزا عن لحق الركب بمدونات عربية كما هو موجود في مصر والكويت ودول الخليح والمغرب، "هذه الدول شهدت حركة تدوين كبيرة وخصوصا عندما بدأت بالكشف عن الكثير من القضايا الحساسة، فقلة من المدونين الأردنيين يكتبون بالمواضع الحساسة".
 
المدونة.. ناجحة ولكنها قاتله!
المدون نسيم التميمي، لديه مدونة خاصة به باللغة الانجليزية يكتب في شتى المواضيع الإعلامية، اعتبر أن تجربة التدوين في الأردن ناجحة، ولكنها في نفس الوقت قاتله!، وأضاف:" قاتلة لكل ما هو جديد، لان بعض المدونات تتصف بصفة الفشل ولكنها تحصد نسبة متابعة عالية من خلال التعليقات أكثر من المدونات الجادة فهذا الأمر يصل في بعض الأحيان إلى الإحباط عن الغالبية مما يدفعهم إلى التوقف عن الكتابة، فلا استطيع أن احكم إذا كانت تجربة المدونات ايجابية أم سلبية كون هناك بعض المدونات التافهة واغلبها تكون لكتاب مقالات أي ما ينشره في الجريدة ينشره على المدونة".
 
رئيس قسم المعلوماتية في شركة البوابة عمار إبراهيم، بين أن أي مواطن يستطيع أن ينشئ مدونة خاصة به على شبكة الانترنت، وأضاف" لم تعد هذه المدونات محصورة على فئة معينة فعدد المدونات في الأردن بازدياد وبمضامين مختلفة كونها مجانية توفرها كافة المواقع التي توفر خدمة التدوين".
 
ويوضح عمار إبراهيم انه لم يتم حجب أي مدونة أردنية لغاية الآن، "هذه المدونات تكون مرتبطة بمواقع فلا يمكن أن يتم حجبها لان إذا تم ذلك سيتم حجب الموقع بالكامل، فضلا عن ذلك فهناك الكثير من الأشخاص يدخلون بأسماء وهمية".
 
ورغم ما قيل، إلا أن المدونات في الأردن بازدياد حيث ستشارك 50 مدونة أردنية في مسابقة أفضل مدونة في العالم التي تنظمها دويتشه فيله، بمشاركة عربية كبيرة وأردنية بشكل خاص من أصل 515 مدونة عربية تم قبول تسجيلهم في المسابقة.
 
وتضم المسابقة حوالي 8000 مدونة من مختلف دول العالم لتتنافس على ألقاب أفضل المدونات، حيث توجد لجنة تحكيم مختصة بالإضافة إلى إتاحة المجال للزوار بالتصويت للمدونات المفضلة لديهم.
 
وتمتد المسابقة ثلاثة أشهر حيث سيتم إعلان النتائج النهائية بتاريخ 27-11-2008 من قبل هيئة التحكيم، وترعى المسابقة العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى بالإضافة إلى مؤسسات إعلامية كبيرة.
 
ومن أبرز المدونات الأردنية المشاركة في مسابقة دويتشه فيله هذا العام، مدونة حلمي الأسمر، مدونة أمجد الشلتوني، مدونة الشاعرة ربى أبو الرب ومدونة الكاتب الساخر أسامة الرمح.