محمد العياصرة.. سبعيني أردني يحرس المصاحف والكتب المهملة ويعيد ترميمها

الرابط المختصر

يستيقظ السبعيني محمد سالم العياصرة (أبو زكريا) يوميا منذ 53 عاما، ليقوم بروتين يومي مازال يحافظ عليه حتى يومنا، هذا وهو البحث عن المصاحف القديمة والمهملة وإعادة ترميمها إلى جانب إنقاذ الكتب من حاويات القمامة، في مبادرة أسماها "صرخة عامل وطن".

مدفوعا بحب اللغة العربية وبوصفها لغة القرآن الكريم، بدأت فكرة إنقاذ الكتب العربية بعد أن وجد العياصرة عام 1970 قطعة ورقية مرمية في أحد المراحيض، لتبدأ من هنا رحلته في جمع الكتب العربية من القمامة وبناء مكتبته الشخصية، التي تضم آلاف الكتب والمصاحف، كما يقول لـ"عربي21 لايت".

يجوب أبو زكريا محافظات المملكة يوميا دون كلل أو ملل؛ بحثا عن الكتب الملقاة في حاويات القمامة أو على جنبات الطرق، ويساعده في رحلته هذه أبناؤه الذين غرس فيهم حب اللغة العربية.

وحول عملية الفرز يقول؛ إنه يقوم بتفقد الكتب والمصاحف من حيث اكتمال عدد الأوراق وقابليتها للترميم، ثم يأتي دور إعادة التغليف والتنظيف، أما الكتب والمصاحف التي لا أمل في ترميمها، فيقوم بإحراقها.


ويحتفظ أبو زكريا في مكتبته التي تقع ببلدة ساكب بمحافظة جرش، بشتى أنواع الكتب والمصاحف من جميع الأحجام إلى جانب تفاسير القرآن، ويقدم الكتب الدراسية المعادة ترميمها مجانا للطلاب الذين لا يملكون ثمنها.

ويقدم السبعيني الكتب والمصاحف مجانا لمن يرغب ويدعو الجميع لزيارة مكتبته والقراءة فيها وقضاء وقت بين المصاحف المعاد ترميمها، ولا يخفي أبو زكريا غضبه من رمي طلاب المدارس كتبهم، عقب انتهاء العام الدراسي مطالبا وزارة التربية والتعليم، باتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذه الظاهرة.

 

كما قام العياصرة ببناء فرن في محيط منزله مخصص لحرق نسخ القرآن التي لا تصلح للترميم، ويقوم بدفن رمادها.

وحصل أبو زكريا على مركبة صغيرة هدية من الملك عبدالله الثاني تكريما له على جهوده بالحفاظ على اللغة العربية والقرآن الكريم، وخلال مسيرته استطاع شحن 20 ألف نسخة مصحف للدول الأفريقية وزعت على جمعيات خيرية وطلاب هناك.


ويوجه أبو زكريا نداء إلى مواطنيه لعدم رمي الكتب، وتوعية أبنائهم في المدارس عدم تمزيقها مع انتهاء العام الدراسي، مؤكدا أنها تكلف دافعي الضرائب 12 مليون دينار سنويا، وناشد من لديه نسخ قديمة من المصاحف للتواصل معه لإعادة ترميمها، وإعادة إرسالها للدول المسلمة في أفريقيا مجانا.

وينشر أبو زكريا عبر صفحته الخاصة على الفيسبوك، عمليات جمع الكتب وترميمها، كما يوثق حالات التبرع بالمصاحف التي يتلقاها ثم شحنها الى الدول المسلمة في أفريقيا، بهدف خلق التوعية بين الناس بأهمية الحفاظ وتكريم لغة القرآن الكريم.