محللون: الصفقة الروسية الأمريكية إقصاء لكافة أطراف سوريا (صوت)
صفقة روسية أمريكية للسيطرة على الأسلحة الكيميائية التابعة للنظام السوري يرى فيها محللون إقصاء لكافة الأطراف والقوى المؤثرة الأخرى في الأزمة السورية بما فيها المعارضة دون تكلف أي طرف عناء محاولة إيجاد حل سياسي للأزمة برمتها.
الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتقليم "مخالب وأنياب النظام" من خلال وضع الأسلحة الكيميائية دون أن تلتفت إلى إيقاف الحرب في سوريا وفقاً للكاتب والمحلل السياسي طارق مصاروة.
ويؤكد مصاروة أن الإقليم المتفسخ والمختلف يستحيل إشراكه في الجلوس إلى طاولة الحوار "فعلى سبيل المثال السعودية يستحيل أن تجلس مع إيران والجيش الحر لن يقبل بمحاورة حزب الله".
ويشير مصاروة إلى أن النظام السوري كان مستعد لجر المنطقة بأكملها إلى الإنتحار لولا السيطرة على أسلحته الكيماوية والآن بإمكان دول الجوار أن تتنفس الصعداء على حد قوله.
التحضيرات القادمة لمؤتمر "جنيف 2" ستشهد أدواراً لكل الأطراف عدا قطر التي تدعم دولة العراق والشام الإسلامية وجبهة النصرة بحسب مصاروة.
وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت إن قواتها ما زالت في حال التأهب لأي عمل عسكري محتمل ضد النظام السوري.
المعارضة السورية بثت شكوكها حول قيام النظام بتهريب أسلحته الكيميائية إلى خارج سوريا كما طالبت المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الأسلحة الكيماوية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد وإتلافها، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية.
الكاتب والمحلل السياسي محمد أبو رمان يرى أن معادلات الأزمة السورية لم تنضج بعد رغم تأجيل الضربة العسكرية ولا يزال النقاش دائراً حول المقترح الفرنسي المقدم لمجلس الأمن ومصير الأسلحة الكيميائية إضافة لتحضيرات مؤتمر "جنيف 2".
جميع الأطراف المشاركة في النزاع السوري متوافقة على وجوب الحل السياسي والدبلوماسي إلا أن الخلاف يدور حول بقاء الأسد من عدمه كما يشير أبو رمان.
ويضيف أبو رمان أن هناك أرضية مشتركة بين الأطراف الدولية والإقليمية وإتفاق على خطورة الفوضى وضرورة عدم إنتشارها في الجوار السوري وحماية الأقليات والأغلبية السورية وعدم حل الجيش السوري وإقامة نظام ديمقراطي بمفهوم العدالة الإنتقالية.
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة انتخب امس في إسطنبول المفكر الإسلامي أحمد طعمة رئيسا للحكومة الموقتة، خلفا لغسان هيتو الذي اختير في وقت سابق ولم يتمكن من تشكيل حكومة واضطر إلى الاستقالة.
بصيص أمل لبداية حل كامل للأزمة السورية يجده الكاتب الصحفي السوري منار رشواني في طريقة التعامل الأميركي مع الملف الكيميائي كما يأملون تفعيل دور الحكومة الإنتقالية.
لكن في المقابل يتابع رشواني أن المعارضة السورية تعاني من حالة تفكك وضعف وعدم وجود وحدة حقيقية وضعف مصداقيتها وشرعيتها في الداخل والخارج.
يضيف منار أن تشكيل حكومة إنتقالية مؤقتة أو أي قرار آخر يصدر عن المعارضة بمعزل عن امريكا لن يؤثر مطلقاً "فالأمور خرجت من يد السوريين تماماً وأصبحت صفقة أمريكية سورية بحت".
رفض اللواء سليم إدريس رئيس المجلس العسكري المعارض للمبادرة الروسية يرى فيه الكاتب رشواني دليلاً جديداً على الإنقسام بين أطراف المعارضة.
ويعتبر رشواني أن الكلام الآن ليس للمعارضة السياسية وإنما للثوار على الأرض و"الخطاب الآن بين النظام السوري والثوار مفرداته الرصاص والدم".
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن اليوم أنه يأمل بأن يُسفر الاتفاق الأميركي الروسي حول سوريا عن تدمير الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها نظام بشار الأسد، وذلك في أول تعليق له على تفاهمات جنيف حول كيماوي سوريا.
إستمع الآن