ما هي الدوافع التي تؤدي إلى التصويت البعض ضد مصالحه.. ولماذا يخطئ المحللون؟

داود كتاب

يعجز احيانا المراقبون وخبراء الاستطلاعات معرفة الأسباب والدوافع التي تحرك المصوتين نهاية الأمر لدعم هذا المرشح أو ذاك؟

وتزيد الصعوبات التي تواجهه المحللون عند قيام مصوتين بدعم مرشح قد يكون على نقيض حاجتهم. 

فعند قيام مواطنون فقراء، على سبيل المثال لا الحصر، بدعم مرشح تاريخه ومواقفه تعارض ١٠٠٪ حاجات الفقراء في حين يرفضون مرشحا معروف عنه انه يدعمهم ويدافع عنهم تفشل كافة التوقعات العملية.

كان من المتوقع أن تشكل نتيجة الانتخابات النصفية في أمريكا موجة عارمة للجمهوريين. الرئيس جو بادين لا يملك شعبية كبيرة حيث لم تتجاوز نسبة شعبيته أكثر من ٤٣٪. ,الاقتصاد الأمريكي يعاني من تضخم نتج عنه ارتفاع حاد في الأسعار. والمعروف أن الناخب الأمريكي يصوت من خلال الاهتمام بالأمور الاقتصادية والتي تنعكس على ما يتبقى في جيبه. وغالبا ما يتم معاقبة الرئيس التردي الاقتصادي خاصة في الانتخابات النصفية.

ولكن هذا لم يحدث؟ ما لم يتوقعه المحللون فقد كان للنساء والشباب رأي آخر.

قرار المحكمة العليا الأمريكية بالتراجع عن حق المرأة وطبيبها في تقرير ما يحدث لجسدها في موضوع الإجهاض شكل رد فعل قوية. كما كافح الشباب حزب بايدين لقراره إعفاء الخريجين من سداد قروضهم الجامعية.

طبعا هذه التفسيرات لوحدها لا تجب على السؤال الجوهري لماذا يصوت البعض ضد مصالحهم؟

قد تكون هناك عوامل مختلفة تؤثر على ما يدونه المصوت في انتخابات سرية. 

فهناك مثلا موضوع الجهوية والقبلية. فالمعروف، مثلًا في الأردن، أن العديد من مرشحين البرلمان ذوي كفاءة يخسرون أمام مرشح قبلي قد لا يكون قد أنهى التوجيهي أو حصل على تعليم جامعي.

وهناك البعض يصوت كوسيلة احتجاج للطرف الآخر فمثلا شاهدت انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام ٢٠١٦ تصويت مؤيدي الحركة الوطنية من علمانيين ومسيحيين لمرشحي حركة حماس الإسلامية كوسيلة احتجاج ضد سياسات الحزب الفتحاوي الحاكم بسبب غياب الشفافية والحكم السليم وحتى بسبب اتهام السلطة بالفساد الإداري والمالي.

قد يصوت البعض ضد مصالحهم بسبب أمر بسيط قد أزعج المصوت رغم أن ذلك لا علاقة مباشرة له بالمرشح الذي صوتوا ضده.

هناك البعض الذي يصوت لمن تواصل معه المرشح على أساس فكرة "لاقيني ولا تغديني" ويتم ذلك رغم معرفة المصوت أن من قام بالاتصال او لقاءهم يتجاهلهم عشية الانتخابات القادمة.

طبعا الانتخابات التي تحدث بصورة دورية دون تأجيل أو التغيير في قواعد اللعبة توفر للناخب فرصة جديدة لتعديل الأمر والعودة عن الخطأ،  ولكن يكون ذلك بعد أن دفع هو وشعبه أو جماعته ثمن القرار الخاطئ.



 

أضف تعليقك