ما جرى يوم الخميس.. روح القصة مع ناجي

الرابط المختصر

"رغم انني أستطيع التعرف الى ما يدور في
خلده، عن طريق النغمات التي يعزفها كل ليلة على أوتار عوده، إلا أنني ذلك المساء،
أحسست بأن ألحانه مبللة بالحزن والوداع... على الأصح، كانت أقرب الى الوداع منها
الى الحزن، وشعرت بأن ذلك الرجل الأربعيني ينفث ما تبقى من روحه، كأنما هو مسافر
الى حيث لا رجعة،، وهذا ما أخافني...."

هكذا ابتدأ الروائي والقاص جمال ناجي أمسيته
بقراءة قصصية على أنغام عود الفنان نصر الزعبي، وبحضور جمهور متحمس عدده -على
غير العادة- فاق حجم القاعة في رابطة الكتّاب الأردنيين في السابعة مساء أمس
السبت، حيث وقع ناجي مجموعته القصصية الجديدة (ما جرى يوم الخميس).

وفي الحفل،
قدم الناقد فخري صالح قراءة نقدية لقصص المجموعة قال فيها "يعتمد جمال ناجي
في قصصه أسلوباً أقرب الى روح القصة القصيرة، الى أصولها ونموذجها الذي نظّر له
إدغار ألن بو في مقالته "فلسفة الكتابة"، والتي عدّ فيها القصة من أرفع
الأنواع الأدبية، بالقياس الى الأعمال الأدبية الطويلة مثل الرواية أو المسرحية
بسبب قصر شريطها اللغوي وكثافة عالمها، واختزال إطار تعبيرها في عدد محدود من
الشخصيات وتركيزها على حدث بعينه، وقدرة كاتبها على تدبيج بداية ونهاية يتجلى
فيهما معنى القصة وجوهرها وطاقتها التأثيرية الفياضة".

ويضيف فخري
واصفاً تميز جمال ناجي في أسلوبه القصصي "خفة ظل السرد ، والابتعاد عن
الثرثرة ووضع الشخصية أو الحدث في بؤرة العمل القصصي، لا على حوافه كما يفعل كتاب
القصة القصيرة الذين يقتربون من نصوصهم القصصية من الكتابة الشعرية بحيث تُشحب
الشخصيات وتتوارى الأحداث وتتعملق اللغة".

وتضمنت
"ما جرى يوم الخميس" 15 قصة قصيرة ترصد العلاقات الإنسانية والنفسية الملتبسة
التي لا تنكشف رموزها وأبعادها إلا في السطور الأخيرة من كل قصة، وتنتظم هذه القصص
في خط تتوازى على جانبيه غرائبية الواقع وطرافة الأسباب التي تبدو في كثير من
القصص خارجة عن مألوف التوقعات التي ينتظرها القاريء وزاخرة بنوع من السخرية
المريرة.

وقد لجأ جمال ناجي في مجموعته هذه الى توظيف
تقنيات قصصية تشكل امتداداً متطوراً للتقنيات التي استخدمها في مجموعتيه
السابقتين. ومن اللافت في "ما جرى يوم الخميس" ان قصصها لا تشير الى
وجود اي تقارب بين اسلوب ولغة ناجي في رواياته التي اصدرها، وبين لغته القصصية
التي تتعامل مع فن القصة بتقنيات سردية ولغوية مختلفة.

وأدار حفل توقيع
المجموعة رئيس الرابطة الدكتور أحمد ماضي، وهي المجموعة القصصية الثالثة التي
يصدرها جمال ناجي وصدرت عن وزارة الثقافة، وقد أصدر قبلها مجموعتين في مجال القصة
القصيرة هما: "رجل خالي الذهن 9891"، و"رجل بلا تفاصيل 4991".

وأصدر جمال ناجي 5 روايات هي رواية "الطريق
الى بلحارث" ورواية "وقت" عام 1984 ثم "مخلفات الزوابع
الأخيرة" 1988 ثم "الحياة على ذمة الموت" عام 1994 و"ليلة
الريش" عام 2004.

أضف تعليقك