ما بعد مؤتمر بروكسل..التنسيق بين المجتمع المدني والحكومة يجب أن يبقى مستمرا
لم يكن معروف عند دعوة ممثلين عن المجتمع المدني ذات صلة بمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن ماذا كانت توجهات أصحاب القرار الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل. التخوف كان ولا يزال أن هناك إنهاكا لدى الداعمين لسوريا ودول الاحتضان للاجئين السوريين من الأزمة السورية. وقد شكلت عودة دمشق للحضن العربي ممثلت بمشاركة الرئيس السوري في قمة الجامعة العربية شعورا لا ينتمي للواقع بأن الوضع السوري في طريقه للحل.
من المعروف أن الاتحاد الأوروبي وهو من كبار الداعمين للأزمة الإنسانية السورية، وله آلية في العمل تشمل السماع للآراء ذوو الاختصاص والعلاقة المباشرة ومن ثم اخذ القرار. فكانت الدعوة لمؤسسات المجتمع المدني في الأردن ولبنان وسوريا للمشاركة في يوم حواري يليه في اليوم التالي اجتماعا وزاريا ومن ثم القرارات خاصة فيما يتعلق بالميزانيات المخصصة لسوريا ودول الجوار الحاضنة للسوريين.
الفريق الأردني وبالأخص تحالفي "همم" و "جوناف" شارك في كافة الاجتماعات التحضيرية ورشح ممثلين لحضور اللقاء الأوروبي والذي كان مخصصا ليوم الأربعاء 14 حزيران. كما أوصى المجتمع المدني بالتعاون مع ممثل عن المؤسسات الدولية العاملة في الأردن JIF بكيفية معالجة الموضوع لضمان استمرار الدعم للأردن وباقي دول الجوار على أساس أن الأزمة السورية التي لا تزال دون حل وأن اللاجئين بالذات في الأردن ولبنان لن يعودوا في القريب العاجل كما يتوقع او يتأمل العديد من الممولين.
اختيار الفريق من الأردن لإنجاح التوجيه جاء من خلال التوصية بأن يقوم أحد ممثلي تحالف همم – شبكة الإعلام المجتمعي- بترشيح أحد النشطاء السوريين- الزميل أغيد أبو زايد المعد لبرنامج "سوريين بيننا" لتقديم المداخلة الرئيسية في اللقاء الحواري. وقد كان الاختيار صحيحا حيث ركز أبو زايد على وضع اللاجئين السوريين واستحالة عودتهم في القريب العاجل. وقد دعم كلام الزميل السوري خلال النقاش الذي تبع ذلك عددا من أعضاء الوفد الأردني الزميلة هديل عبد العزيز منسقة تحالف همم والزميلة مي أبو إعداد عن تحالف جوناف.
الوفد الأردني التقى فيما بعد مع وزير الخارجية الأردني وأركان السفارة الأردنية في بروكسل وتم تبادل الأفكار والمعلومات كما التقى الوفد ممثلي الاتحاد الأوروبي ذات صلة في الموضوع السوري.
ما نتج عن تلك المداخلات واللقاءات انتصار للمطلب الأردني حيث اقر الاتحاد الأوروبي استمرار ا-بل زيادة في المساعدات الأوروبية للدول المضيفة ب 800 مليون يورو للعام القادم واستمرار المساعدات بأشكال مختلفة للسنوات القادمة على امل ان يتم تدريجيا عودة اللاجئين السوريين لبلادهم.
من المؤكد أن دور وفد المجتمع المدني كان له تأثير على أصحاب القرار الأوروبيين وقد كان ذلك ملخص الحوار الإيجابي الذي جرى مع معالي وزير الخارجية أيمن الصفدي.
يأمل الجميع أن تستمر أجواء التنسيق والتعاون الحكومي مع المجتمع المدني بعد العودة إلى الأردن وأن نخرج من أجواء الشحن والتوتر التي تسود أحيانا هذه العلاقة
تشكل هذه التجربة علامة بارزة بما تؤكد عليه دائما مؤسسات المجتمع المدني في الأردن وهي أننا كلنا أعضاء في فريق الأردن والذي يتمنى الجميع له بالنجاح والازدهار وانه رغم اختلاف الأدوار فإن المصلحة العليا هي التي يتفق عليها الجميع.