ما أهمية غور الأردن الاستراتيجية للاحتلال
قال خبير استراتيجي إسرائيلي إن "تطبيق السيادة على غور الأردن ليس نزوة يمينية، بل تنفيذ خطة استراتيجية إسرائيلية".
وأضاف البروفيسور إفرايم عنبار رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن (JISS) في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، الذي ترجمته "عربي21" أن "ضم غور الأردن بدأ به حزب العمل قبل عقود طويلة ضمن خطة آلون القاضية بضم الضفة الغربية، وهو ما آمن به رئيس الوزراء الأسبق، إسحاق رابين أيضا؛ كما أن غالبية الجمهور الإسرائيلي بما يزيد على 70 في المائة يرون أن الغور هو الحدود الأمنية الإسرائيلية الوحيدة في الشرق".
وزعم عنبار، المؤسس السابق لمعهد بيغن-السادات للأبحاث الاستراتيجية، أن السيطرة على معابر غور الأردن تمنع غزو إسرائيل، وهذا الغور قريب من قلب "الدولة" حيث "مثلث القدس والخضيرة وحيفا"، ويعيش فيه 70% من الإسرائيليين، و 80% من بنيتهم التحتية، والمسافة الجوية بين النهر والقدس 30 كم فقط، وبذلك فإن الميزة الديموغرافية تكمل الميزة الاستراتيجية.
وأشار عنبار، عضو هيئة التدريس بجامعات بار-إيلان وجورج تاون وبوسطن، أن "الادعاء بأن إسرائيل لا تحتاج الغور كحدود أمنية في الشرق، يتجاهل الإمكانات الكبيرة للاضطرابات السياسية بالشرق الأوسط، فتقويض استقرار الأردن والسعودية، وعودة سوريا للمعسكر الراديكالي، سيعيد إحياء الجبهة الشرقية ضد إسرائيل، وانسحاب الولايات المتحدة من المنطقة سيعطي المزيد من حرية العمل للإسلاميين ضد حلفاء الغرب".
وأوضح أن "من يدافعون عن إعطاء غور الأردن للفلسطينيين يستهينون بأهميته الأمنية، ويركزون أعينهم فقط على القدرات التكنولوجية، القادرة على اكتشاف ومواجهة التهديدات عن بعد، بما لا يستدعي السيطرة على الغور، لكن هذا تجاهل لتاريخ التكنولوجيا العسكرية، الذي يظهر تقلبًا بين تفوق القدرات الدفاعية والهجومية".
وأكد أنه "إذا كانت إسرائيل تريد الحفاظ على حدود يمكن الدفاع عنها في غور الأردن، فعليها أيضًا أن تهتم بالتحكم في الطريق إليه، من خلال القدس الموحدة ومستوطنة معاليه أدوميم، وهو المحور الغربي-الشرقي الوحيد الذي توجد فيه أغلبية يهودية، وهو آمن لنقل القوات من السهل الساحلي إلى الغور خلال حالة الطوارئ".
وأضاف أن "مستوطنة معاليه أدوميم التي أنشأتها حكومة رابين الأولى، محطة مهمة على هذا الطريق، وهذا سبب أهميتها بالنسبة للقدس من خلال تطبيق وبناء القانون الإسرائيلي في المنطقة E-1، خاصة أن للقدس أيضا قيمة استراتيجية عليا".
الضم ضرر شديد
في المقابل يرى الكاتب الإسرائيلي، عاموس جلعاد أن خطة الضم هي ضربة من شأنها أن تؤدي إلى ضرر شديد بالأمن القومي لإسرائيل، وستؤدي إلى "ضعضعة" الاستقرار على الحدود الشرقية.
وأضاف جلعاد بمقال في صحيفة يديعوت أحرونوت: "لقد أصبحت الأردن حليفا لإسرائيل وجعلت المنطقة مجال أمن استراتيجي عميق، حتى حدود العراق، وبخلاف الماضي فإنه لا يوجد تسلل للفدائيين، مثلما كان في الخمسينيات، ولا مخربين مثلما نسميهم اليوم، باستثناء حوادث قليلة للغاية".
وتابع: "الحدود الشرقية هي حدود هائلة، ويجري إحباط العمليات عبرها، بفضل نجاعة الأردنيين والتعاون هو ذخر استراتيجي، لكن كل هذا من شأنه أن يتغير في اللحظة التي تضم فيها إسرائيل، لأنها خطوة ستكون في نظر الأردن خرقا لاتفاق السلام".
وعن ضم الضفة قال: "إن الخطة في الضفة ستؤدي إلى تردي الوضع الأمني، وقد تدفع إلى تفكك السلطة، وهذا سيشكل دليلا على صحة طريق حماس وأمثالها، والذي يقول إن الطريق الصحيح مع إسرائيل هو (العنف)، وهذا من شأنه أن ينسف الإنجاز الأمني الذي صنعناه في الضفة الغربية".
وشدد على أن انهيار السلطة هو عودة الاحتلال العسكري المباشر، وهذا عبء أمني، وأخلاقي واقتصادي، فالعبء على الجيش سيزداد وسيأتي على حساب جاهزيته وأهليته، لافتا إلى أن "جبهة شرقية هادئة في أيام تكون فيها التهديدات من الشمال ومن الجنوب هي ذخر لا ينبغي إلغاؤه".