ماذا يريد الشباب من مجلس النواب؟

الرابط المختصر

تبرز دعوات كثيرة في الأردن هذه الأيام ومن كافة المستويات وصولاً إلى دوائر صنع القرار لأهمية مشاركة الشباب في الانتخابات القادمة المقرر عقدها في 20 تشرين الثاني المقبل.وتركز هذه الدعوات على المشاركة النوعية في هذه الانتخابات التي تعكس دورهم خاصة أنهم يمثلون غالبية السكان وبالتالي غالبية الناخبين.

ووفقاً لقانون الانتخاب فإنه لمن أكمل الثامنة عشر حق المشاركة واختيار ممثله في المجلس النيابي القادم الخامس عشر.
 
فماذا يريد الشباب الأردني من المجلس النيابي القادم؟ بل هل يعلم الشباب الأردني ماذا يريدون منه؟
 
  ومن خلال استفتاء أجريناه لبعض من الشباب كان واضحا ان الوعي بحق الشباب في  المشاركة السياسية  و الديمقراطية قد تحول لدى بعضهم إلى هواية بحسب ما تقول الشابة ديما قاسم حجازي البالغة من العمر ثمانية عشر عاما" بأن الانتخابات ليست هوايتها".
 
 ولفت انتباهنا اختيار بعض الشباب للأسف التهرب من مواجهة هذا الحق بإنكار أردنيتهم؛ إذ أنه بعد  إجرائنا حوارا مع شابين أردنيين حول المشاركة في الإنتخابات قمنا بالتسجيل الصوتي للاستفتاء فقال الشاب محمد حمد البالغ من العمر ستة وعشرين عاما أنا "عراقي" و تبعه صديقه بالقول أنا "مصري".
 
   بالإضافة إلى أن هنالك فئة لا تعلم ماذا تريد من المجلس النيابي على الإطلاق فيقول الشاب يزن نعيم نقاوة البالغ من العمر إثنين و عشرين عاما نريد "قارمات"  و أن يقوم النواب "بالعملية الإنتخابية"  كما أضاف الشاب رمزي جهاد البالغ من العمر ثلاثون عاما عندما قمنا بسؤاله لماذا تريد الإنتخاب أجاب بأنه "من المفروض أن ننتخب" .
 
  في حين أن هنالك من اختزل وظيفة البرلمان على مطالبتهم بحل مشاكل البطالة و غلاء الأسعار فيقول الشاب جمال عواد البالغ من العمر خمسة وعشرين عاما" بانه يجب على مجلس البرلمان دراسة الضغوطات بالإضافة إلى "غلاء المعيشة" التي يعاني منها الشباب".
 
  في حين أكد المهندس عامر بني عامر مدير مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني و مدير مشروع "أهمية" بأن "هنالك مبادرات شبابية "عذراء" لا تطالب فقط بحل المشاكل الاجتماعية كالبطالة بل تجاوزت ذلك إلى مطالبتهم بحقهم في الممارسة الديمقراطية وإحداث تنمية سياسية من خلال دمجهم في العمل الحزبي؛ ففي محافظة الطفيلة خاصة ومحافظات الجنوب عامة هنالك توازن لدى الشباب بين المطالب الخدمية، المشاركة في التنمية السياسية و الممارسة الديمقراطية.
أما في باقي المحافظات فإن التوجهات بالمجمل هي توجهات نحو المطالب الخدمية؛ فعلى سبيل المثال  في محافظة الزرقاء تأخذ التوجهات المنحى الخدمي وتحديدا  إلى حل المشكلة البيئية الذي تعاني منه هذه المحافظة بشكل كبير، و تتجه المتطلبات في محافظة العقبة كونها منطقة حرة إلى إيجاد حلول حول مشكلة عدم تكافؤ الفرص التي يعاني منها أهالي العقبة الأصليين. وهذا ما لمسه المهندس بني عامر هذا الأمر من خلال عمله في المشروع الذي يتم فيه تدريب خمسين شابا و شابة في كل محافظة على أهمية دورهم في العملية الانتخابية مع التوعية ب"أهمية الشباب للمجلس و أهمية المجلس للشباب"، من خلال  تدريب الشباب على مهارات النقاش والحوار لتحضيرهم لجلسات الحوار مع المرشحين، ومهارات كسب التأييد لزيادة مشاركة أقرانهم الشباب في الانتخابات و كسب التأييد للمرشح الذي يرونه مناسبا.
 
  ويبدو أن الفئة العظمى من الشباب  الذين لا يريدون دخول هذه المشاركة الإنتخابية من خلال الأقتراع كانوا الغالبية ممن تحدثنا معهم مما يعكس تراجع الوعي لدى الشباب بأهميتهم للتغيير المطلوب.
 وأشار المهندس عامر بني عامر إلى" أن محافظة العاصمة ستكون الأقل مشاركة في العملية الأنتخابية من قبل الشباب على عكس الشباب في المحافظات الأخرى الذين يملكون الرغبة لممارسة العملية الديمقراطية  بحد ذاتها؛ فهناك حالة من الإحباط العام لدى الشباب في عمان الذين أعلنوا أنهم لم يعودوا يريدون تدريبا بل يحتاجون إلى آليات تطبيق فعالة، و هذه الحالة من شأنها أن تعكس الفجوة الكبيرة بين المرشح و الناخب أولا، و عدم ثقة الناخب بالمرشح كممثل له في البرلمان كونه جزء من المنبر الذي يقوم بإيصال الصوت و المحافظة عليه ثانيا".
 
   ولا بد أن نذكر أن كثيرا من المرشحين و النواب السابقين لا يملكون برنامجا إنتخابيا على الإطلاق بحسب قول المهندس عامر بني عامر والذين يصلون إلى المجلس بالإعتماد على العشائرية وحتى الذين يملكون برنامجا إنتخابيا فهو برنامج غير واقعي يفتقر للآليات العملية ويحتوي على "شعارات رنانة".
 
ومن أهداف مشروع "أهمية" هو إجراء تواصل بين المرشح و الناخب من خلال عقد جلسات حوارية للتعرف على البرنامج الانتخابي للمرشحين ثم متابعة عمل النائب في البرلمان و إجراء لقاء بين النائب و ناخبيه كل ستة أشهر للحوار و المساءلة حول ما قد أنجز من البرنامج الانتخابي.     
 
  فهل ستساعد هذه الخطوات وغيرها برفع الوعي لدى الشباب ليكون قادر على إفراز برلمان معافى يلبي احتياجات و طموحات الشباب؟!
 

أضف تعليقك