لماذا زودت أمريكا الأردن بطائرات F16C؟ تعرف على قدراتها
وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على طلب الأردن الحصول على 12 طائرة مقاتلة من طراز "F-16C بلوك 70" إلى جانب عتاد عسكري متمثل بجراب استهداف لاسلكي، ومكونات الذخيرة المرتبطة بها، بما في ذلك مجموعات ذيل الصواريخ الموجهة.
وكما أخبر محللون عسكريون أردنيون "عربي21" فإن هذه الطائرات تعتبر أكثر تطورا من طائرات "F16" التقليدية (A.B.D)، وهي من مقاتلات الجيل الخامس القادرة على تدمير الدفاعات الجوية ومهام القتال في الجو، إلى جانب القدرة على الاستهداف من مسافات بعيدة.
تحقيق الردع
اللواء الطيار المتقاعد مأمون أبو نوار، يقول لـ"عربي21" إن "هذه الطائرات من فئة "سي" متقدمة على طائرات فئة "د" التي يمتلكها الأردن، وهي من أفضل أجيال الـ"إف16" لامتلاكها رادارا متطورا وأنظمة إلكترونية وقدرات كبيرة في القتال الجوي والبري، وهي قدرات مهمة لأي سلاح جو لتحقيق الردع، وتغطي أي تهديدات محتملة في المستقبل".
يعتقد أبو نوار أن تزويد الأردن بهذا النوع المتطور يأتي "لمواجهة التهديد الإيراني في المنطقة ومحاربة الإرهاب، كون الأردن شريكا يجب منحه الردع المناسب، مع اشتراطات أن لا تستخدم ضد حلفاء أمريكا في المنطقة".
من سيمول هذه الصفقة؟
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن صفقة الطائرات ممولة بالكامل من الحكومة الأمريكية من خلال منحة التمويل العسكري الأجنبي. وقال قسم الشؤون السياسية والعسكرية في الوزارة في تغريدة عبر "تويتر" إن هذه الصفقة التي تصل قيمتها إلى 4.21 مليار دولار تهدف إلى الاستثمار في تعزيز شريك حيوي للولايات المتحدة.
علاقات متطورة في ظل حكومة بايدن
ويرى الدبلوماسي الأمريكي السابق، مفيد الديك، أن تلك المنحة تأتي ضمن مجموعة مبادرات من قبل حكومة بايدن للأردن ومن بينها رفع قيمة المساعدات الأمريكية للأردن، ويقول لـ"عربي21": "هي رسالة بأن أمريكا ستقدم كل الدعم للمملكة، لأن الأردن حليف استراتيجي على عكس ما كانت تنظر له حكومة ترامب. بايدن يرى في الأردن حليفا استراتيجيا وموثوقا، وستقدم الإدارة مساعدات مالية وعسكرية وسياسية إضافية".
ويتابع قائلا: "إدارة بايدن تعتقد أن الأردن بلد في غاية الأهمية ويجب أن تُحافظ عليه وتقدم له كل المساعدة الممكنة ليواصل دوره المهم في هذه المنطقة، فهو بلد يملك أطول حدود مع إسرائيل إلى جانب علاقاته الجيدة مع الدول العربية، هذه الإدارة لديها تصويت بالثقة بالعرش الأردني، وأتوقع أن بايدن سيواصل تقديم ما يلزم من المساعدات له ، وقد بلغت 1.600 مليار العام الماضي".
وكانت العلاقات الأمريكية الأردنية شهدت توترا بسبب خلافات مع إدارة ترامب حول الملف الفلسطيني الذي يعتبر ملفا استراتيجيا بالنسبة للأردن الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، وهو صاحب الوصاية على المقدسات في القدس.
وعارض الملك بشدة خطة الرئيس السابق دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط أو ما عرفت بـ"صفقة القرن" التي انخرطت بها دول عربية خليجية، إذ رأى أنها تهديد للأمن القومي الأردني وأنها ستقوض أيضا الوصاية الهاشمية على المواقع الإسلامية والمسيحية في القدس.
الأردن شريك استراتيجي للولايات المتحدة
وكانت الولايات المتحدة سلمت الأردن 12 مروحية "بلاك هوك" جديدة في عام 2018 لتعزيز الاستقرار في الأردن، بينما بلغت قيمة المساعدات الأمريكية خلال السنوات الخمس الماضية 6.5 مليار أمريكي بحسب موقع السفارة الأمريكية في عمان.
وجدد السفير الأمريكي في الأردن هنري ووستر في كلمة له مع بداية العام الحالي، دعم بلاده للأردن قائلا: "معاً سيواصل كلا البلدين اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز الاستقرار وتحقيق الرفاه لشعب هذه المنطقة".
ويشار إلى أن هذه المساعدات تأتي ضمن مذكرة التفاهم التي كانت قد وقعت في 14 شباط/ فبراير 2018 بين الولايات المتحدة والأردن، والتي التزمت فيها الولايات المتحدة بتقديم 1.275 مليار دولار سنويا كمساعدات خارجية ثنائية على مدار فترة خمسة أعوام بقيمة إجمالية قدرها 6.375 مليار دولار، ويطمح الأردن في تجديد هذه الاتفاقية نهاية العام وسط توقعات برفع قيمة المساعدات.
المحلل السياسي المختص بالشؤون الأمريكية والإسرائيلية، داود كتاب، يكشف "عن تجهيزات أمريكية-أردنية لبناء قاعدة في الشمال الشرقي في الأردن، ما يتطلب تطوير سلاح الجو الأردني بطائرات متطورة لا توجد إلا لدى الجانب الإسرائيلي".
وحول موقف تل أبيب من تزويد الأردن بهذا النوع المتطور من الطائرات المقاتلة، يقول كُتاب لـ"عربي21": "تل أبيب من عادتها استخدام نفوذها في الكونغرس لوقف بيع الأسلحة، لكن الأردن وضعه جيد لدى الكونغرس، وبحسب القانون الأمريكي فإنه يحق للحكومة برئاسة بايدن استخدام الفيتو في حال حاول مؤيدو تل أبيب سن قانون لمنع ذلك، لكن أهم شيء أن تصل الطائرات المتطورة إلى الأردن دون إلغاء بعض بنود التسليح في هذه الطائرات".
دفاع مشترك
وارتبطت الأردن وأمريكا في 2021 باتفاقية دفاع مشترك أثارت جدلا كبيرا حيث تعطي في بنودها "الحق للقوات الأمريكية في التواجد على الأراضي الأردنية، وحق التنقل والتدريب والتخزين والصيانة والدخول والخروج إلى مناطق متفق عليها واستخدام المرافق مجانا".
وتنص الاتفاقية على تخصيص مرافق ومناطق على الأراضي الأردنية تستخدم حصريا من قبل الولايات المتحدة، بدون إيجار، وبدون أي تدخل في شؤون تلك المناطق، بحيث يكون التحكم فيها كاملا للجانب الأمريكي.
ويوفر الأردن بموجب الاتفاقية لقوات الولايات المتحدة وأفرادها ومتعاقديها إمكانية الوصول إلى المرافق والمناطق المتفق عليها واستخدامها بدون عوائق للقيام بأنشطة تشمل الزيارات؛ والتدريب؛ والتمارين؛ والمناورات؛ والعبور؛ والدعم والأنشطة ذات الصلة؛ وتزويد الطائرات بالوقود؛ وهبوط الطائرات وسحبها من على المدرج؛ وتموين السفن؛ والصيانة المؤقتة للمركبات والسفن والطائرات؛ وإقامة الأفراد؛ وبشكل مجاني.