لجنة التربية النيابية تدعو لمحاسبة المتسببين بأحداث القويسمة

الرابط المختصر

فيما استنكرت لجنة التربية والثقافة والشباب النيابية تصريحات اعتبرتها "مغرضة وغير مسؤولة" صدرت عقب مباراة الوحدات والفيصلي، أكدت ضرورة "محاسبة من تسبب بهذه الأحداث من دون أي تهاون أو مجاملة على حساب وحدتنا الوطنية المقدسة"، داعية الجهات المسؤولة وإدارة مجلس اتحاد كرة القدم وإدارة الناديين لاتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لمنع هذه الأحداث المؤسفة مستقبلا.

جاء ذلك في بيان أصدرته اللجنة أمس عقب الاجتماع الذي ترأسه رئيس مجلس النواب فيصل الفايز أمس للجنة التربية والثقافة والشباب، بحضور رئيس وأعضاء اللجنة، ورئيس المجلس الأعلى للشباب أحمد المصاروة، ومندوب الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم النائب صلاح المحارمة، لبحث تداعيات ما جرى في مباراة فريقي الفيصلي والوحدات مساء يوم الجمعة الماضي.

ومن المقرر أن تعقد لجنة الحريات العامة وحقوق المواطنين النيابية اليوم اجتماعا دعت إليه كلا من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية سعد هايل السرور، ومدير قوات الدرك توفيق الطوالبة لبحث الأمر عينه.

وخلال اجتماع أمس أعاد الرئيس الفايز التأكيد على أهمية أن يأخذ مجلس النواب دوره لمواجهة العنف المجتمعي، باعتبار أن ذلك "يخالف عاداتنا وتقاليدنا، ويهدد نسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية".

واعتبر أن ما حدث من "شغب" بات يؤثر على الصورة المشرقة للمجتمع الأردني، وأن تكون هناك معالجة وافية لكل ما حدث حتى لا يتكرر مثل هذا الأمر، لافتا إلى أن الأسرة والمدرسة والجامعة والاتحادات الرياضية ومؤسسات المجتمع المدني، ومؤسسات الدولة، عليها دور كبير في الحد من هذه الظاهرة المقلقة.

وحث الفايز المجلس الأعلى للشباب بضرورة أخذ دوره بشكل أوسع، من خلال عقد المعسكرات والمخيمات الشبابية لمشجعي الأندية الرياضية، من أجل محاربة ظاهرة شغب الملاعب، ولتعزيز قيم الولاء والانتماء بين الشباب، وللتأكيد على أن "وحدتنا الوطنية خط أحمر لا يمكن القبول بالمس بها مهما كان السبب، وهذا الأمر ينسجم مع تأكيدات جلالة الملك عبدالله الثاني المستمرة، على أن العبث بالوحدة الوطنية لا يمكن التغاضي عنه أو التهاون معه".

أما رئيس لجنة التربية والثقافة والشباب النائب نضال القطامين فقال "ما حصل عقب المباراة مؤسف، ولا أحد يقبل به، ونحن كنواب نرفض رفضا قاطعا مثل هذه الأعمال (...)، ولكن لن نسمح لأحد بالمس بقوات الدرك والأجهزة الأمنية التي هدفها السهر على حماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره".

ودعا النواب أعضاء اللجنة إدارات الأندية الرياضية للقيام بالدور المطلوب منهم، من خلال توعية جماهير الأندية الرياضية بضرورة الابتعاد عن التغني بالشعارات التي تمس الأفراد والوطن والوحدة الوطنية.

ودعت اللجنة خلال الاجتماع إلى محاسبة مطلقي الشعارات المسيئة، وعدم التهاون في تشخيص ما حدث، معتبرين أن الأردن خط أحمر، والإساءة للأجهزة الأمنية خط أحمر، ورفع أعلام غير أردنية في المباريات الرياضية خط أحمر، وطالبوا الإعلام بالإسهام في تعزيز الوحدة الوطنية.

وعرض رئيس المجلس الأعلى للشباب أحمد المصاروة الدور الذي يقوم به المجلس الأعلى لخدمة الشباب وعلاقته بالأندية والاتحادات الرياضية المختلفة.

وقال إن المجلس سيكون له دور فيما حدث، لكن بعد أن تكون اللجان المشكلة للتحقيق فيما جرى من أحداث أنهت أعمالها، حتى لا يتهم المجلس بأن قراراته "ردات فعل دون الاستناد إلى حقائق واضحة".

وبين أن نظام الأندية والهيئات الشبابية للعام 2005 ينص على أن دور المجلس الأعلى للشباب ينحصر في متابعة إجراء الانتخاب للأندية الرياضية، والتأكد من التزام هذه الأندية بتطبيق أنظمتها وفق الترخيص الذي منح لها، وبالتالي فإن الأندية الرياضية هي مؤسسات اعتبارية ذات استقلال مالي وإداري.

وقال مصاروة إنه، وفق القوانين والأنظمة، لن نسمح بأي حال من الأحوال أن تخرج الأندية وإداراتها عن مسارها، منوها بأن موضوع العنف يتطلب تضافر جهود الجميع لمحاربته، مؤكدا أن ما حدث هو "شغب ملاعب فقط، لكن هناك من ركب الموجة وأخرج ما حدث عن إطاره الحقيقي".

وقال مندوب الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم النائب صلاح الدين المحارمة، إن الاتحاد قد يلجأ إلى اتخاذ إجراءات للحد من هذه الظاهرة لمنع تكرارها، مضيفا أن الاتحاد، وبتوجيه من سموه، شكل لجنة خاصة للتحقيق بالأحداث التي جرت، وصاغ تقريرا مفصلا حول مجريات الأحداث كافة.

وقال إن الاتحاد يتبع اللجنة الأولمبية، وتنحصر مهمته بنشر الروح الرياضية وتنظيم المباريات، ودوره ينتهي خارج أسوار الملعب.

وأضاف المحارمة أن الاتحاد الأردني لكرة القدم أصدر بيانا شجب فيه ما حصل، واعتبره حدثا رياضيا وليس حدثا سياسيا، مشيرا إلى أن سمو الأمير علي بن الحسين طالب بمحاسبة كل المسؤولين عما جرى، والاستفادة من هذا الحدث لتلافيه في المستقبل.

وعرض المحارمة النشاطات والدور الذي يقوم به الاتحاد الأردني لكرة القدم لجهة رفع المستوى الرياضي الأردني ورفع العلم الأردني في المحافل العربية والدولية.

وأصدرت اللجنة في أعقاب الاجتماع بيانا جاء فيه: "تابعت لجنة التربية والثقافة والشباب النيابية بقلق شديد الأحداث التي أعقبت مباراة الفيصلي والوحدات وتداعياتها، وإذ تؤكد اللجنة أن ما حدث لا يعبر أبدا عن أخلاقنا الأردنية العريقة، ويتنافى مع أخلاق الأسرة الرياضية الواحدة في وطننا العزيز، لتؤكد ضرورة حماية نسيجنا الوطني من كل عابث يستغل مثل هذه الأحداث لتمرير أجندته".

وثمنت "التربية النيابية" ما قاله رئيس مجلس النواب فيصل الفايز من أن التمسك بوحدتنا الوطنية هو سبيلنا الوحيد للحفاظ على وطننا، في مواجهة التحديات والأخطار المحدقة به. وإذ استنكرت اللجنة تصريحات اعتبرتها "مغرضة وغير مسؤولة" صدرت عقب المباراة، أكدت ضرورة محاسبة من تسبب بهذه الأحداث من دون أي تهاون أو مجاملة على حساب وحدتنا الوطنية المقدسة"، داعية الجهات المسؤولة وإدارة مجلس اتحاد كرة القدم وإدارة الناديين لاتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه الأحداث المؤسفة مستقبلا.