لأول مرة في المملكة.. سوبر ماركت خيري يوفر دعما غذائيا وفرص عمل للأسر المحتاجة
لأول مرة في المملكة، يتم تنفيذ مشروع مبتكر يتمثل في إطلاق سوبر ماركت خيري يهدف إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للأسر المعوزة من خلال توزيع قسائم شرائية، مما يمنح المستفيدين حرية اختيار احتياجاتهم الاساسية المناسبة لهم.
كما أن هذا المشروع لا يكتفي بتوفير الغذاء فحسب، بل يفتح أيضا فرص الأفراد الأسر العاطلين عن العمل، مما يتيح لهم مساندة وإعالة أسرهم وتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
يعد هذا السوبر ماركت جزءا من مبادرة بنك الطعام الخيري، ويتميز بإمكانية حصول الأسر على منتجات إضافية غير مشمولة في الطرود الغذائية التقليدية، مثل البيض، الألبان، الأجبان، الحليب السائل، والمربيات والشوكولاتة للأطفال، مما يعزز من خيارات المستفيدين ويدعم نمط حياة أكثر استدامة لهم.
وفقا لتقرير "أطلس أهداف التنمية المستدامة للعام 2023"، يبلغ عدد الفقراء في الأردن حوالي 3.98 مليون شخص أي نحو 35 % من السكان، والذي يحدد دخل الفرد الأدنى بـ7.9 دولارات يوميا.
وتشير دراسة صادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية إلى أن 53.6% من الأردنيين يعتبرون الفقر والبطالة أبرز التحديات التي تواجههم، فيما يرى 20.1% منهم أن ارتفاع الأسعار وتدني الرواتب تشكل عقبة كبيرة أمام معيشتهم.
مبادرة نوعية
تسعى العديد من الجهات والجمعيات الخيرية في الممكلة إلى توفير الاحتياجات الأساسية للعائلات المعوزة والفقراء، بهدف دعمهم وتعزيز استقرارهم.
في هذا السياق، برزت فكرة إنشاء سوبرماركت خيري كمبادرة نوعية تساهم في تسهيل حصول الأسر المعوزة على مستلزماتها الأساسية بكرامة، مع تقديم حلول مستدامة لتحسين جودة حياتهم.
توضح رئيسة بنك الطعام الأردني ومؤسسة أول سوبرماركت خيري في المملكة الدكتورة كوثر القطارنة، لـ "عمان نت"، أن الهدف الأساسي للمشروع هو إتاحة المنتجات للأسر المسجلة ضمن قوائم الجمعية، بحيث يمكنها اختيار احتياجاتها بما يتناسب مع متطلباتها، مشيرة إلى أن الجمعية تحدد مناطق معينة يتم فيها توزيع كوبونات بالتنسيق مع الجمعيات التابعة لبنك الطعام، بعد ذلك، يتم نقل المستفيدين إلى السوبرماركت للتسوق ضمن قيمة الكوبون، ومن ثم إعادتهم إلى مناطقهم.
وتؤكد القطارنة أن هدف المشروع يتمحور حول توفير فرص عمل للشباب من الأسر المسجلة لدى بنك الطعام، حيث يعملون في السوبرماركت كموظفين يحصلون على رواتب ثابتة بدلا من العمل التطوعي، مما يمكنهم من تأمين دخل يعيل عائلاتهم.
وتشير إلى أن الأرباح المتبقية بعد خصم التكاليف ورواتب العاملين تخصص لإصدار كوبونات جديدة توزع على أسر أخرى تنضم إلى منظومة السوبرماركت، موضحة ان الكوبونات تقسم إلى ثلاث فئات 20 دينارا للأسر الصغيرة شخصين، و35 دينارا، و50 دينارا للأسر الأكبر، بما يضمن تلبية احتياجات الجميع وفق أوضاعهم.
يحظى هذا المشروع بدعم العديد من الجهات الخيرية والرسمية والقطاعين العام والخاص، مثل البنك الأردني الكويتي ووزارة التنمية الاجتماعية، التي قدمت التسهيلات والإجراءات اللازمة، كما تساهم شركة طلبات في تسهيل عمليات التوصيل، فيما يزود التجار السوبرماركت بالبضائع بأسعار الجملة.
يطمح بنك الطعام إلى فتح فروع جديدة في مختلف مناطق المملكة، بما يعزز استدامة برامجه الخيرية ويضمن استمرار عمله بدعم من شركائه ومساهمي المجتمع.
دور التنمية الاجتماعية
خلال افتتاحها للسوق التجاري (السوبر ماركت) في منطقة أبو نصير، وبحضور عدد من الشخصيات العامة والأسر المستفيدة، تؤكد وزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى أهمية التوسع في هذا المشروع الخيري ليشمل مختلف مناطق المملكة، بما يحقق فائدة أكبر لأكبر عدد من الأسر المحتاجة.
وتشير بني مصطفى إلى أهمية الشراكة الفعالة بين الوزارة والجمعيات الخيرية، مؤكدة التزام الوزارة بمواصلة تعزيز قدرات الجمعيات على تأسيس مشاريع إنتاجية تتيح لها الاعتماد على مصادر ثابتة ومستدامة لتحقيق أهدافها وتنفيذ برامجها.
كما نوهت الوزيرة إلى العمل الجاري على تطوير نظام لتصنيف الجمعيات، يهدف إلى توفير تقييم موضوعي لأدائها، مما يسهم في تعزيز كفاءة الجمعيات الناشطة ودعم الجمعيات الناشئة لرفع قدراتها.
بنك الطعام
جمعية بنك الطعام الأردني، التي تأسست في عام 2012، هي جمعية خيرية تعمل تحت إشراف وزارة التنمية الاجتماعية، تهدف إلى إدارة فائض الطعام والحفاظ على النعمة، على غرار بنوك الطعام المنتشرة في مختلف دول العالم.
جاءت فكرة إنشاء الجمعية نتيجة لما لاحظه مؤسسوها من هدر الطعام في الفنادق والمطاعم، خصوصا بعد المناسبات والولائم سواء في الأفراح أو الأتراح، ومن هنا انطلقت المبادرة لجمع هذا الفائض وتوصيله إلى مستحقيه بطريقة تضمن سلامة الطعام وتحفظ كرامة الإنسان.
آلية عمل بنك الطعام الأردني تقوم على التواصل المباشر مع الفنادق والمطاعم، حيث يتم شرح طريقة جمع الطعام الفائض، وهو نفس الطعام المقدم في الفعاليات والمؤتمرات، يتم تعبئة الطعام في صوان خاصة بالجمعية، مع تغليفها وتوثيق تاريخ إعدادها، ثم تحفظ في الثلاجات لضمان جودتها.
يتولى فريق الجمعية أو المتطوعون نقل هذه الصواني إلى الأسر المستفيدة، سواء في العاصمة عمان أو في المحافظات الأخرى، بالإضافة إلى ذلك، تقدم الجمعية مواد غذائية أساسية مثل الأرز، العدس، البقوليات، والمعلبات للأسر المحتاجة في المناطق البعيدة عن الفنادق، يتم التعاون مع الجمعيات الخيرية المسجلة في المحافظات لضمان وصول الدعم، وبالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية.