كيف نواجه الرواية الاسرائيلية؟

الرابط المختصر

ايلاه كينان، فتاة إسرائيلية (25 عاماً) ، في حياتها العادية هي مدونة "بلوغر" ترويج سياحي ورحلات ، ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، تدر حسابات باسم Ella Travels ، تقود اليوم حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للرواية الاسرائيلية، وتشويه صورة المقاومة الفلسطينية ، والقضية الفلسطينية ، وهي أول من ابتدعت هاشتاغ Hamas_Is_ISIS  وتبناه بعدها بنيامين نتنياهو ، ووزيرة إعلامه اوريت ديستيل قبل استقالتها مؤخراً من حكومة نتنياهو بعد الهجوم الكاسح عليها ،لتقصيرها كثيراً في الملف الاعلامي ، ومجابهة السردية الفلسطينية .

إيلاه هذه جنّدت نفسها من تلقاء نفسها في خدمة الرواية الاسرائيلية ، بعد عملية 7 أكتوبر الماضي ، واستطاعت في تغريداتها وتدويناتها على منصة اكس/ تويتر سابقاً ،وعلى محتواها في انستغرام، وتيك توك وغيرها الوصول لشخصيات ومؤثرين عالمين ، اصبحوا يتلقفون منها الرواية الصهيونية، وينشرونها على حساباتهم ، لمتابعينهم الذين يعدون بالملايين، نشاطها المميز هذا لفت انتباه وسائل الإعلام والصحافة التقليدية العبرية ،والتي أبرزت نشاطها للإسرائيليين في الداخل والمجتمعات اليهودية في الشتات بالثناء والمديح، وأصبحت تستعين بها في الحصول على  إرشادات للشبيية الاسرائيلية لدعم المجهود الحربي والإعلامي الاسرائيلي في الحرب على غزة ، ومجابهة الإعلام العربي الشريف في معركة طوفان الأقصى .

إيلاه تنصح الشباب الإسرائيلي باستثمار اللغات التي يتقنونها مثل الإنجليزية والفرنسية والروسية وغيرها، وهواتفهم الخلوية وشبكة الإنترنت المتوفرة بسهولة في معركتهم التي اطلقوا عليها اسم "السيوف الحديدية"، بفتح حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي الأوسع انتشاراً في العالم لا سيما منصة اكس ، والفيسبوك ، والانستغرام واليوتيوب ، وتتبع الهاشتاغات المناصرة لمذابح الاحتلال في غزة ، واغراقها بالاعجابات " اللايكات"، والتعليق عليها ، وإعادة نشرها ، لتوسيع انتشارها ، واي بوستات أو تغريدات سلبية معادية لإسرائيل والرواية الاسرائيلية ، تنصح إيلاه بعدم الرد عليها والدخول في مهاترات مع مرسليها ،والاكتفاء فقط بالتبليغ عن هذه الحسابات بكثرة حتى يتم حجبها من قبل إدارات شركات اكس والفيسبوك والانستغرام واليوتيوب وغيرها .

تجربة البلوغر الاسرائيلية إيلاه هذه أردت استعراضها هنا وتقديمها لشبابنا للاستفادة منها في نصرة ونشر السردية العربية والفلسطينية ،ومجابهة الرواية الاسرائيلية، وتحجيمها على مواقع التواصل الاجتماعي بكافة اللغات ، اذ لم تعد اللغة تشكل عائقاً اليوم ،في ظل وجود أدوات الذكاء الاصطناعي و Chat GPT التي تساعد في الترجمة لجميع اللغات ، وفي إعداد فيديوهات ومحتوى احترافي يمكن الاستفادة منه في المعركة على الوعي التي يدور رحاها منذ سنوات كثيرة في ظل الجيل الرابع من الحروب، ونجد فيها اليوم، ومع شديد الاسف، تغليباً كبيراً للرواية الاسرائيلية الاحتلالية على السردية العربية .

أخيراً لا أخراً نقول ، تعتبر السوشال ميديا ، وأدوات الذكاء الاصطناعي اليوم ، سلاحاً فتاكاً في الأزمات الحالكة ، لكن إذا جرى استثمارها بحكمة، وإداراتها من قبل أصحاب الخبرة والمعرفة الواسعة والاحترافية ، مع الأخذ بعين الاعتبار الخطاب العالمي الرائج، والابتعاد عن خطاب الكراهية والعنف ،والخطاب الطائفي والعنصري الذي يؤجج المجتمعات،  ان إدارة الأزمات والصراعات بنجاح يحتاج إلى مختصين برسم السياسات سياسياً، ودبلوماسياً، وأمنياً ، وإعلامياً، ومسؤولين أصحاب قرار على قدر المسؤولية .