قالت صحيفة يديعوت الإسرائيلية، إن من بين الرسائل المشفرة التي من الممكن أن تكون السعودية وجهتها بعد اعتقال الملياردير الفلسطيني وأكبر رجل أعمال في الأردن، وصلت إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وقالت الصحفية الإسرائيلية المتخصصة في الشؤون العربية سمدار بيري في مقال، إن المصري انضم رغم أنفه إلى عصبة الأمراء والوزراء والموظفين الكبار في السعودية، المعتقلين في فندق "ريتس كارلتون" الفاخر، على قضايا فساد اقتصادي.
وأضافت أنه من السهل التخمين أن ملك الأردن، الذي فرض الصمت على نفسه، يتفجر غضبا.
فيوم الثلاثاء الماضي، قبل أن يسافر إلى قمة أردوغان في اسطنبول، قفز عبد الله إلى الرياض، إلى قصر الملك سلمان. وجلب عبد الله معه ابنه البكر، الحسين، ولي العهد. وحرص الملك السعودي على أن يكون ابنه، محمد، ولي العهد، حاضرا في اللقاء الذي عني بموضوع إعلان ترامب عن القدس. وادعى محللون ومقربون بأن الجانب السعودي حاول، دون نجاح، إقناع الملك الأردني بعدم حضور قمة أردوغان بنفسه. عرضوا عليه أن يخفض مثلهم مستوى التمثيل، وألا يساهم في رفع مستوى مكانة أردوغان. فالتعاون بين تركيا وإيران يستفز السعوديين. وفي اللقاء إياه لم تقل أي كلمة، حتى ولو تلميحا، عن أمر الاعتقال الذي أصدره ولي العهد السعودي ضد الملياردير الفلسطيني.
تقول سمدار إن هذا يسمى نقمة جواز السفر السعودي. ما حصل لرئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، الذي يدين بماله للأسرة المالكة السعودية، حصل للمصري. فكلاهما يحتفظان بجواز سفر سعودي، كلاهما اعتقلا في ظروف غامضة. الحريري اضطر إلى أن يتلو أمام الكاميرات في الرياض بيان استقالته الغريب، وحالة المصري من شأنها، إذا لم يلح في الأفق تدخل فوري، أن تدفع الاقتصاد الأردني إلى الانهيار وتهز الحكم.
وتختم الصحفية مقالها بالقول، إن الرسالة التي أطلقت في الفرصة ذاتها لنتنياهو أيضا قد وصلت: ولي العهد السعودي الشاب لن يسمح لأحد بأن يخرجه من اللعبة، لا في الاقتصاد ولا في السياسة. في موضوع القدس سيواصل العمل مع ترامب، وكل من يحاول تجاوزه أو إدخال إيران من الباب الخلفي، سيتلقى الضربات.