كهف السيد المسيح بإربد..هل يبقى خارج برامج السياحة الدينية؟

يقف ضيق ورداءة الطريق المؤدي إلى موقع كهف السيد المسيح والكنيسة البيزنطية في بلدة بيت ايدس بلواء الكورة، عائقا أمام النهوض بالموقع وإبراز أهميته واعتماده كأحد أهم المواقع السياحة الدينية.

ورغم اكتشاف الموقع منذ عام 1994، إلا أنه ما تزال مطالبات تأهيل البنية التحتية في دائرة المخاطبات وتبادل المسؤوليات، ليبقى الموقع مخدوما بطريق لا يشجع على زيارته لصعوبة الوصول إليه.

ويؤكد رئيس جمعية السنابل الذهبية فادي مقدادي، على أن كهف السيد المسيح موقع سياحي مهم، ولكنه مغيب عن برامج السياحة، وما يزال خارج دائرة الترويج الإعلامي له وينتظر أن يتم استثماره.

ويرجع المقدادي سبب استمرار إهمال الموقع، إلى تهالك الطريق المؤدي إليه، والذي أبقاه بعيدا عن اهتمام الزائرين له سواء من داخل وخارج الأردن.

وتابع المقدادي أن الموقع يفتقر إلى مركز زوار من شأنه تقديم الخدمة للمتنزهين والتعريف بالموقع وأهميته التاريخية، إضافة إلى أن الموقع لا يوجد فيه حارس دائم، حيث يغطي الحارس موقعا أثريا آخر وبالتالي فإن الموقع يبقى مغلقا أمام الزوار.

وأكد أن الطريق المؤدي إلى الكهف متهالك وضيق لا يصلح للسير عليه في وقت تتبادل الجهات المعنية المسؤولية، لتبقى كل جهود إحياء الموقع حبر على ورق.

وأشار المقدادي إلى أن المنطقة أصبحت مأهولة بالسكان وبالتالي فان بقاء المنطقة من دون بنية تحتية مؤهلة سيزيد من معاناة السكان، ويبقي الموقع بعيدا عن الاهتمام بالشكل المطلوب.

وأكد أن استغلال الموقع سينعش المنطقة اقتصاديا وسيوفر فرص عمل لأبنائها، مشددا على ضرورة رصد الموازنات الكافية لتأهيل الموقع وترويجية ضمن مسارات الحج المسيحي.

وأوضح أن أهالي بلدة بيت ايدس بلواء الكورة قاموا قبل سنوات بتوسعة الطريق المؤدي إلى كهف السيد المسيح بمبادرة أهلية تطوعية إلى أن الطريق جرفته مياه الأمطار وأصبح في وضع مأساوي، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية إعادة تأهيل الطريق وإنهاء تداخل الصلاحيات بينها.

ويخدم طريق كهف السيد المسيح البالغ طوله 2 كم في منطقة العرقوب ببلدة بيت ايدس أكثر من 500 نسمة ممن يمتلكون منازل وأراضي زراعية، بالإضافة إلى خدمته للسياح والزوار القاصدين لموقع الكهف والذي اكتشف عام 1994 والكنيسة الأثرية البيزنطية الموجودة على سفح تلة مقابلة له.

ويقع الكهف على بعد (4) كم غرب بلدة بيت ايدس، وهو موقع مطل على نهر الأردن، ويبعد عنه حوالي (10) كم شرقاً، كما يرتفع عن سطح البحر حوالي (870) وتبلغ مساحة الكهف حوالي (17.7م2 ) وكان استخدم بالعصر الروماني كمعصرة للزيتون، ويجاور الكهف معصرة عنب وقبران فريدان منحوتان في الصخر إضافة إلى بئر ماء.

وأشار المقدادي أن المنطقة شهدت تراجعا في أعداد السياح خلال السنوات الماضية، جراء صعوبة المرور من الطريق بسعته الضيقة التي بالكاد تتحمل عبور مركبة باتجاه واحد.

وطالب، وزارة الأشغال العامة ضرورة استملاك للطريق ليكون بسعة 10 أمتار وبطول (2.5) كم، وتحويله إلى طريق خدمات، مؤكدا أن الطريق على سعته الحالي بعرض 4 أمتار لا يخدم المنطقة وكهف السيد المسيح ومعصرة الزيتون الحجرية الرومانية والكنيسة البيزنطية.

ودعا إلى تحسين الخدمات في تلك المواقع السياحية من قبل وزارة السياحة والآثار والتي عملت بعد اكتشافها قبل سنوات على ترميمها ووضع وحدات صحية في موقع كهف السيد المسيح، مشيراً إلى الحاجة لإحداث استراحات سياحية للزوار ووحدات صحية في موقع الكنيسة البيزنطية ما يسهم في زيادة الجذب السياحي للمنطقة ويخلق فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي.

واعتبر رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية الدكتور أحمد الشريدة موقع السيد المسيح من أهم الأماكن السياحية الدينية الموجودة في المنطقة، إضافة إلى كنيسة يوحنا المعمدان، إذ يعتبران درة السياحة الدينية المسيحية في شمال الأردن.

وطالب بإدراجهما على لائحة مسار الحج المسيحي لتنشيط السياحة الدينية في المنطقة، مشيرا إلى أن المنطقة المجاورة للكهف تعاني من قلة الفضاء مما يعيق عملية تطوير وتقديم الخدمات، إضافة إلى أهمية القيام بصيانة جدران الكنيسة والأبنية لحفظ الفسيفساء فيها.

وأشار إلى أن الطريق المؤدي إلى الكهف والكنيسة متهالك، وهو طريق زراعي وبحاجة إلى توسعة حتى تتمكن الحافلات الكبيرة من السير عليه، إضافة إلى نقص الترويج للموقع الأثري، مما يتطلب حملة تعريفية وإقامة فعالية كبيرة في الموقع.

بدورها، قالت مديرة أشغال لواء الكورة المهندسة منار الردايدة، إنه تم إحالة عطاء الطريق بطول 400 متر وبعرض 4 أمتار إلى احد المقاولين وسيتم التنفيذ خلال الفترة المقبلة، إلا أن التأخير جاء من المقاول، مشيرة إلى أنه تم في مراحل سابقة إعادة تأهيل الشوارع المؤدية إلى منازل المواطنين بالخلطة الإسفلتية الساخنة.

وكان كتاب لمديرية أشغال إربد قد وجه إلى وزارة الأشغال العامة رقم 11/1/5/2398 في تاريخ 16-5-2012 ، جاء فيه “انه تم التنسيق مع محافظ إربد ومتصرف الكورة ورئيس بلدية برقش على زيادة سعة الطريق من (6) أمتار إلى (10) أمتار”.

يذكر أن طول الطريق (2.5) كم منها (200) متر داخل حدود تنظيم بلدية برقش والباقية خارج التنظيم ومفتوح بسعة (6) امتار ومعبد بخلطة ساخنة بسعة (3) امتار، وما يزال زراعيا رغم ادراجة على خريطة السياحة الأردنية ضمن مسار سياحي.

من جانبه، قال مدير آثار إربد الدكتور زياد غنيمات إن الكهف مفتوح للزيارة وان الموقع معتمد ضمن المواقع الأثرية والسياحية في لواء الكورة وتم زيارته من قبل المسؤولين ويتم الترويج له والموقع مخدوم بحارس ومضاء.

وأكد أن دائرة الآثار العامة قدمت منتج أثري، ويتم الترويج له عالميا، وان الطريق المؤدي إلى الكهف ليس من اختصاص دائرة الآثار، مؤكدا ان الآثار غير مقصرة في الترويج للموقع، داعيا إلى ضرورة توسعة الطريق وإعادة تأهيله.

وأشار إلى أن الموقع ليس بحاجة إلى تطوير وإنما يتم العمل لترويجه إعلاميا وهو مدرج ضمن المسارات السياحية كهف السيد المسيح مع كنيسة بيت ايدس الأثرية، وتم تمويله العام الماضي بما قيمته 100 ألف دينار، لافتا الى وجود تعاون مع اليونسكو من اجل تنفيذ مشروع لتطوير الكنيسة والكهف.

ويتكون موقع كهف السيد المسيح من مغارة طبيعية ذات مدخل يتجه نحو الشمال الغربي، وبجواره معصرة لزيت الزيتون، بالإضافة إلى شجرة بلوط “ملول” ويتسع لنحو 50 شخصًا وفيه حجرات جنائزية لدفن الموتى وجرن التعميد.

التقرير لـ صحيفة الغد

أضف تعليقك