كرلمة: طرب من نوع آخر وحرفية في الذوق

الرابط المختصر

عاش من كان حاضرا الأمسية التي قدمتها الفرقة الفلسطينية "كرلمة"، أجواءً من طقوس الإبداع الموسيقي؛ فعازف العود أحمد الخطيب، وناصر سلامة على الدف، قدما ثنائية انسجمت فيها أوتار العود مع إيقاعات الدف، محدثة صدى واستحسان الحضور الذي بدا في بعضه أنه أجنبيا. وتناولت المقطوعات الموسيقية التي قدمتها الفرقة، أجواء الحصار للمدن وخصوصا مدينة رام الله ومأساة الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، والتركيز على هوية وأصالة هذا الشعب، وحبه للحياة.

ليست بعيدة مدينة القدس أيضا من هذه الأجواء، حيث قدم الفنان أحمد الخطيب مقطوعة كان قد قدمها لتلك المدينة المقدسة، متفاعلا الجمهور الذي كان صامتا لحظة العزف، منسجما كل ذلك مع جمالية مكان الحفل، وذلك في حديقة دارة الفنون التراثية، فقد كانت الخشبة بين عمودين رومانيين مسلطة الأضواء عليهما و كانت كل تلك بمثابة الدعوة لمن كان حاضرا أن يعيش رغما عنه أجواء العزف.

لسنا بدراية حول مقدرة الفنان الخطيب على استيعاب آلة العود، وضبط أوتاره وتقديم المقطوعات، لكن كان متمكنا في أداءه، ومقنعا لدى الكثيرين، ومصفقا له من حضر بعد انتهاء كل مقطوعة بحرارة، وبدا منسجما في عزفه ودارسا لم قدمه، وتجلى ذلك حين قدم مقطوعة موسيقية لعازف العود العراقي الراحل منير بشير.

فرقة "كرلمة" قدمت جديدها في دارة الفنون بجبل اللويبدة، وهي بادرة قامت بها تلك المؤسسة الرائدة "شومان" مرتين في السابق، في محاولة لتعريف نخب من المستمعين والمهتمين الأردنيين بهذه الفرقة.

تأسست الفرقة عام 2000 على يد مجموعة من أساتذة الموسيقى في المعهد الوطني الموسيقي في فلسطين، ومعنى أسمها مشتق من عالم الخط العربي وزخارف الخطاط الأولى في بحثه عن لوحته المنشودة "كما تعرفه الفرقة".

وقدمت عدة عروض ناجحة لاقت الصدى والاهتمام، ومن أبرزها حفل ختام مهرجان القدس للموسيقى العربية والجاز، وحفل افتتاح مهرجان القدس للموسيقى العربية، وحفلان في دارة الفنون.

وتعمل الفرقة على إعادة وإنتاج الموسيقى الموروثة مع الحفاظ على شرقيتها وإقحامها بأبعاد تعبيرية جديدة، مع تقديم موسيقى جديدة متوازنة ومنسجمة مع القديم المقدم.

أضف تعليقك