في ظل تصاعد التحذيرات من تفشي المجاعة بغزة.. الأردن يؤكد مواصلة الدعم الإنساني

الرابط المختصر

في ظل تصاعد التحذيرات من تفشي المجاعة في قطاع غزة، تنفذ القوات المسلحة الأردنية عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على شواطئ غزة، والتي تعد الأكبر من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.

نفذت القوات المسلحة أربعة إنزالات جوية تحمل مساعدات إغاثية لأهل غزة، تمثلت بـ 3 طائرات أردنية وطائرة فرنسية، حيث استهدفت 11 موقعا على ساحل القطاع من الشمال إلى الجنوب. 

تعتبر عملية الإنزال الجوي الأخيرة الثالث عشر من نوعها التي تم تنفيذها في قطاع غزة، والثانية التي تستهدف مباشرة سكان القطاع، حيث تضمنت المساعدات على مواد إغاثية وغذائية من ضمنها وجبات جاهزة عالية القيمة الغذائية.

وبلغ عدد الطائرات التي شاركت ضمن الجسر الجوي إلى الفلسطينيين في غزة 60 طائرة، من ضمنها 15 عملية إنزال جوي.

تأتي هذه العمليات، في ظل تأكيد الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة من ارتفاع حالات الوفاة بسبب الجوع، مع تحذيرات من انتشار أوسع للمجاعة. 

بسبب شح المساعدات، اضطر بعض الفلسطينيين في شمال القطاع إلى طحن علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور للأطفال يحملون أواني فارغة بحثا عن الطعام.

 

دلالات عمليات الإنزال

 

بينما تتصاعد التحذيرات من احتمالية تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، تؤكد أستاذة العلوم السياسية والباحثة في الشأن الفلسطيني الدكتورة أريج جبر أن ما يعانيه أهالي القطاع ليس مجرد ازمة بل تعتبر مجاعة حقيقية و جريمة مكتملة الأركان يرتكبها الاحتلال بحقهم.

وتشير جبر إلى أن الإنزال الجوي الأخير يحمل دلالات سياسية وإنسانية بارزة، حيث يمكن أن يمثل فرصة لكسر الحصار وتوصيل المساعدات إلى القطاع بشكل فعال وسريع، مشيرة إلى أهمية استخدام وسائل متنوعة لتحقيق هذا الهدف لمن يريد إيصال المساعدات من قبل المجتمع الدولي.

وتوضح أن الأردن لن ينتظر موافقة الاحتلال على دخول المساعدات إلى القطاع من خلال معبر رفح، بل سيتخذ الإجراءات اللازمة لتقديم الدعم لأهل غزة.

الملك عبدالله الثاني يجدد تأكيده أن "الأردن سيمضي بجهوده في دعم الأشقاء في غزة ومواصلة عمليات الإنزال الجوي وإيصال المساعدات بكل الطرق المتاحة"، مشيرا الى أن ما يقدمه الأردن للأشقاء الفلسطينيين هو واجب، ولن يلتفت لبعض المشككين".

من الناحية الإنسانية، فإن استجابة الأردن لنداء أهالي قطاع غزة واستمراره في تقديم المساعدات يعكس الدور الإنساني والمسؤولية التي تتحملها الدولة تجاه الشعب الفلسطيني، دون النظر إلى المكاسب السياسية في الوقت الراهن، مؤكدة جبر أن الأزمة الإنسانية التي يواجهها قطاع غزة تستدعي التصدي لها بكل الوسائل المتاحة.

قبل الحرب، كانت تدخل إلى قطاع غزة حوالى 500 شاحنة محملة ببضائع مختلفة يوميا، ولكن منذ 7 من شهر تشرين الأول الماضي، نادرا ما يتجاوز هذا العدد 200 شاحنة، رغم الاحتياجات الهائلة الأكثر إلحاحا، بعد أن دمرت الحرب الاقتصاد والإنتاج الزراعي، وفق الأمم المتحدة.

تشير تقديرات الأمم المتحدة، إلى أن المجاعة تهدد 2,2 مليون شخص، أي الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة، الذي يفرض عليه إسرائيل في كل ما يدخله، وقد يؤدي هذا النقص الخطير في الأغذية إلى "ارتفاع كبير" في معدل وفيات الرضع في شمال القطاع، حيث يقع واحد من كل ستة أطفال تحت سن الثانية ضحية لسوء التغذية الحاد. 

 

انعدام الأمن الغذائي 

 

وجاء قرار عدد من الدول المانحة بوقف دعم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في وقت يعاني نحو مليوني فلسطيني في القطاع منذ بدء الحرب الإسرائيلية، من تفاقم أوضاعهم الإنسانية، ومن مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، وتدمير البنية التحتية، نظرا لاضطرار عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الفرار من منازلهم، ومعظمهم يعيشون في خيام أو في العراء، وهم يخشون الآن أيضا أنهم قد لا يتلقون بعد الآن أي طعام أو مساعدات إنسانية أخرى من الأونروا بحسب ما ترصده التقارير الإخبارية. 

المستشار الدولي في الأمن الغذائي الدكتور مطيع الشبلي يشير إلى أن تصريحات الاحتلال الإسرائيلي حول استبدال الأونروا ببرنامج الأغذية العالمي، قد تؤدي الى تفاقم الجوع والفقر في القطاع، مما يعرض الأمن الغذائي في خطر، واصفا هذا الإجراء كجزء من المخططات الإستراتيجية الإسرائيلية في حربها على القطاع.

في ظل التكاثف الدولي ضد فلسطين وقطاع غزة بدعم من الاحتلال، يستبعد الشبلي أن يكون لأي منظمة بديلة دور في تخصيص الموارد للاجئين، والعمل على سد الفجوة المتزايدة من الجوع والفقر وتردي التعليم والصحة.

منذ بداية الحرب على غزة في السابع من شهر تشرين الاول الماضي، تراجعت المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالي القطاع إلى حد كبير، مما زاد من نسبة الفقر والجوع، وانتهاك حقوقهم بالتعليم والصحة، وسط تشديد على ضرورة مواجهة هذه الكارثة بتكثيف الجهود العربية والدولية لوقف تداعيات الأوضاع الإنسانية في غزة والعمل على تحسينها.