فرح «الصغار» وألم «الكبار»

الرابط المختصر

كعادته.. يأتي "ياسر الزعاترة" ليحدثنا عن الفرحين بالعيد ، مسجلا انتقاده للمتشائمين من احوال العرب والسلمين ، قائلا ان فرح عيد رمضان هو فرح للعابد والطائع والزاهد ، لا يصح ان لا نشعر به وقد صمنا وصلينا وقمنا الليل.

رفيقنا ليس على حق ابدا ، ففرح العيد بهذه الوصفة والصفة ، فرح فردي ، لان فلانا صلى وصام وقام الليل ، فيفرح بالعيد بعد جهاد ومجاهدة ، وعبادة وتعبد.ماذا يتبقى للفرح الفردي مع سلب ملايين المسلمين فرحهم وحرماتهم ، مع القتل اليومي في فلسطين والعراق وافغانستان ودول اخرى ، ماذا يتبقى للفرح الفردي وقد امضى اليمنيون ثلاثين يوما في رمضان تحت قذائف وصواريخ الحوثيين والجيش اليمني ، ماذا يتبقى للعيد وهناك عشرات الاف المشردين والقتلى في جبال اليمن ، ماذا يتبقى في العيد من فرح وهناك عشرات الاف البيوت في غزة والضفة لم تجد ثمن فنجان قهوة السادة لتقدمه لضيوفها الا اذا استدانت او حصلت على معونة.

الفرح الفردي الذي يريد رفيقنا تلوين العيد به ، لا يتأتى ورسول الله يصف المسلمين بأعضاء الجسد الواحد الذي اذا مرض تداعى له بقية الاعضاء بالسهر والحمى ، فكم يتبقى للعيد من فرح وان ترى كل هذه الانفاق تحت المسجد الاقصى ، كم يتبقى للعيد من فرح وانت ترى الانقسام والاقتتال الفلسطيني.كم يتبقى للعيد من فرح وانا اعرف وغيري يعرف ان هناك الاف البيوت في بوادي الاردن وقراه ومخيماته ومدنه لم تجد ثمن لباس العيد ولا حلوى العيد. اي فرح هذا يا ياسر تحثنا عليه باعتباره فرح الطاعة وفرح الجائزة بالعبادة وانت ترى من حولك وحواليك في كل مكان تم سلبهم نعمة الحياة والراحة. مائة وخمسون يمنيا قتلوا يوم العيد.اي الاف الاطفال تيتموا ، ومعهم شهداء على الحدود المصرية الفلسطينية بقصف على الانفاق.كم يبقى من الفرح.وهل هناك مكان للفرح وانت ترى دم العرب والمسلمين يسيل في كل مكان ، يسيل فيأخذ في مجراه عشرات الالاف سنويا.

فعلا العيد للصغار فعلا ، وليس للكبار.. مع احترامنا للكاتب الذي اراد بث الروح المعنوية في نفوس الناس ، لكنه تجاهل الحقيقة الاسمى وهي ان الفرح لايكتمل الا بالاخرين ، ولا يكتمل الا اذا كنت تشعر ان من حولك وحواليك في استقرار ونعيم.الفرح الفردي لا قيمة له ، حين نتذكر ملايين الوجوه التي تيتمت في فلسطين والعراق ولبنان والصومال واليمن ، وفي غير ذلك من ارض العرب والمسلمين ، التي تنساب فيها كهرباء الاحساس بالاخر ، فتسلبك السعد والفرحة ، ولا يكون فرحا حقا الا الصغار او من يتعامون عن كل هذه الحقائق.

ليفرح صديقنا كما شاء ، الله لا يريد صائما ومصليا قلبه لا يبكي حرقة على اخوته في الدين والعروبة ، وعلى القدس التي باتت قوسين او ادنى من هدم مسجدها المبارك.. فأي فرح هذا تحدثنا عنه يا ياسر؟؟؟.