"عين على القدس" يؤكد أحقية المسلمين بالقدس والأقصى
قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ان المقدسيين وكل ساكني ضواحي القدس يشعرون خلال الأعياد اليهودية بأعباء ثقيلة نتيجة الاجراءات العسكرية التي تضيّق عليهم حياتهم وتعطل الكثير من مرافق حياتهم، واجبار التجار على اغلاق محلاتهم، في مراسم تتعارض مع أحكام الشرائع الانسانية التي لا تقصي الآخر.
وأضاف لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الاردني مساء امس الاثنين، ان الأعياد اليهودية تشكل نقمة على أبناء الشعب الفلسطيني وخصوصا أبناء مدينة القدس، ويتم خلالها الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك الذي يروجون لاقتحامه قبل كل عيد من أعيادهم، ويريدون أن يفرضوا هذه الأعياد والاقتحامات كواقع احتلالي ووضع جديد خاصة في المسجد الأقصى المبارك.
وعلى العكس من ذلك، يقول الشيخ حسين، ان الدين الاسلامي الحنيف لا يمنع أصحاب الديانات الأخرى من ممارسة طقوسهم وشعائرهم أثناء أعيادهم الدينية الخاصة بهم في أماكن عبادتهم من كنس وكنائس وأديرة، وكل من قرأ التاريخ ووقف على سيرة السلف الصالح يلاحظ الأوامر الصريحة التي تنص على احترام حقوق أصحاب الديانات الأخرى، ومنها وثيقة المدينة التي كانت أول وثيقة للدولة المدنية في الاسلام التي ضمنت لليهود حرية العبادة في كنسهم في اطار الحقوق المدنية لكل رعايا الدولة الاسلامية، مشيرا الى ان العقيدة الاسلامية تؤمن بأن جميع الأنبياء جاؤوا بدين التوحيد من عهد سيدنا آدم ولغاية خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار الى ان المؤتمر السابع عشر لأكاديمية آل البيت الملكية للفكر الاسلامي ربط السيرة النبوية بالقدس الشريف، وأبرز محطات ذكر القدس في السيرة النبوية، قائلا انه عندما نعرض لحقائق الدين ونتعرض لحقائق الحضارة والتاريخ مثل قضية القدس والحفريات بجوار الاقصى، نحتاج الى ترتيب هذه العلوم بنصوص دينية واضحة، وأن تقدم هذه النصوص للمسلم وغير المسلم.
من جانبه، قال الباحث والأستاذ الجامعي حمدي مراد، ان المحطات تطول فيما يتعلق بارتباط المسلمين العقدي بالقدس والمسجد الأقصى المبارك والتي بدأت برحلة الاسراء من مكة المكرمة الى بيت المقدس، ثم معراج الرسول عليه السلام من الصخرة المشرفة الى السماء السابعة حيث فرضت على المسلمين الصلوات الخمس، وكان قبلتهم الأولى المسجد الأقصى المبارك، مشيرا الى ان امامة الرسول عليه السلام بالأنبياء والمرسلين تعني أن الأمانة انتقلت فيه ولأمته من بعده في تبليغ آخر الرسالات السماوية، وهذا المعنى يؤكد أحقية المسلمين بالولاية على مدينة الأنبياء والرسالات والحفاظ عليها.
ووصف أمين عام المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، قرار اليونسكو الأخير بالتاريخي لأنه أكد أحقية المسلمين بالمسجد الأقصى وعدم علاقة اليهود به بأي شكل، ولذلك يجب استثمار هذا القرار والعمل على تفعيله بكل الطرق والوسائل المتاحة، لأن هناك حملة مضادة تقوم بها اسرائيل وبعض الدول الغربية التي تساندها لإبطال مفعول هذا القرار.
وأشاد التويجري بالذين قدموا هذا القرار ودعموه، مضيفا بأن المنظمة ستعمل من خلال علاقاتها مع الدول الأعضاء ومع المنظمات الدولية لتثبيت هذا القرار وتفعيل مضامينه، حتى تبقى القدس دائما كما كانت قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين .