عين على القدس: حماية أملاك الكنيسة عهدة عمرية ووصاية هاشمية
)- قال مدير التعليم والتأهيل في مديرية أوقاف القدس، الدكتور ناجح بكيرات، ان استطلاعات رأي أكدت أن هناك إجماعا في اسرائيل وخاصة لدى النخب والأحزاب والكتل الاسرائيلية، على تهويد مدينة القدس وتغيير طابعها الديمغرافي لصالح اليهود.
وأشار بهذا الخصوص الى مشاريع استيطانية تهدف الى حصار المدينة بالمستوطنات من الشمال والجنوب والغرب بشكل التفافي، وربط وضم تجمعات استيطانية الى المدينة تمتد الى بوابة أريحا شرقا، لتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة القدس الكبرى، وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، لمنع اقامة عاصمة فلسطينية شرقي القدس وقتل حل الدولتين.
وحذّر بكيرات في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، من أن السكوت على التغييرات الديمغرافية والجغرافية التي يجريها الاحتلال في اطار خطط عشرية يجري تنفيذها في القدس وحولها، يعني أننا سنفيق يوما ولا نجد القدس التي عرفناها بأحيائها وسكانها بعدما يتم تهويدها، وهذا ما تحاول الأوقاف الاسلامية منع تحقيقه من منطلق أمانة مسؤوليتها في حماية كل الأملاك سواء كانت وقفية او غير وقفية، اسلامية أم مسيحية.
وأكد بكيرات أن الأوقاف الاسلامية تتواصل باستمرار مع الكنيسة والوجود المسيحي الممتد منذ العهدة العمرية، للاطلاع على الحقيقة وبيان رأيها بشكل واضح، بعيدا عن الإشاعة، لأن الأمور تؤخذ من مصدرها، مشيرا الى أن القدس غالية على العالمين الاسلامي والمسيحي، ولا يمكن أن تترك لخلافات او فراغ يريد الاحتلال خلقه فيها.
وقال الناطق باسم بطريركية الروم الأرثوذوكس، الأب عيسى مصلح، ان الاحتلال الاسرائيلي يريد تهويد مدينة القدس تاريخيا وجغرافيا ودينيا وديمغرافيا، بما في ذلك المنهاج التعليمي الذي يتحدث عن التاريخ العربي الفلسطيني، ويتربص للسيطرة على الأملاك الكنسية.
وأشار مصلح الى جولات البطريريك ثيوفيلوس ونشاطاته في المحافل الدولية، لتوضيح أبعاد ومرامي الصفقات التي تمس أملاك الكنيسة وأراضيها دون الرجوع لبطريركية الروم الأرثوذوكس المقدسية، داعيا هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وزعماء العالم، بالضغط على الاحتلال الاسرائيلي لوقف ما يقوم به ومحاولاته تغيير الأمر الواقع.
وحذر مصلح من أن الاحتلال يريد اغلاق مداخل كنيسة القيامة من أجل منع المسيحيين من الوصول اليها، وتهجير المسيحيين من فلسطين الذين أصبحوا يشكلون أقل من 1 بالمئة لتهميش الدور والوجود المسيحي بهدف الاستفراد بالمسلمين وحدهم، لكن المسيحيين أصحاب العهدة العمرية، لن يرحلوا وسيظلون وإخوانهم المسلمين في خندق واحد، داعيا أبناء الرعية في فلسطين والاردن الى دعم البطريركية من أجل استرجاع الحقوق والعقارات والأملاك الكنسية.
من جهته اكد رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، ديمتري ويلياني، أن سياسة التوسع الاستيطاني ستنتهي بقتل حل الدولتين، لصالح حل الدولة الواحدة وتحقق الحلم الصهيوني.
وأوضح أن العقارات والأملاك والأوقاف والمقدسات التي يتم الحديث عنها، هي الأملاك التي اشترتها أخوية القبر المقدس منذ مئات السنين من منازل وعقارات ودكاكين في القدس القديمة، مشيرا الى أن المشاكل تدور حول عقارات في أراضي عام 1948، وتحتاج الى تصويب وضعها عددها ثماني عقارات، وجميع هذه العقارات التي يتم الحديث عنها في حملة التحريض، وتم عقد صفقات حولها كتأجير لمدد طويلة جدا وحكرا لجهات اسرائيلية، ويوجد بها ثغرات قانونية فتحت المجال لعمليات تزوير ونصب وسمسرة تورط فيها عدد من المتنفذين قبل ولاية ثيوفيليوس.
وأكد أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية في القدس، الدكتور حنا عيسى، أن المسلمين والمسيحيين في القدس على قلب رجل واحد، لأن المصلحة مشتركة والقضية والهموم واحدة، وهم يحافظون على وجودهم أولا من أجل الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية، وبالأخص في مدينة القدس المحتلة، مشيدا بالوصاية الهاشمية على المقدسات التي بدأت فعليا منذ عام 1924، وعززتها الاتفاقية الأردنية الفلسطينية التي وقعها جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس محمود عباس في 31 آذار 2013.
بدوره قال رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون القدس، حنّا عميره، انه بدون اللحمة والوحدة بين مختلف الطوائف والأديان، فسيكون هناك ثغرة ينفذ منها الاحتلال لمواصلة عملية التهويد، مشيرا الى أن تعزيز الموقف الرسمي والشعبي في اطار الدفاع عن الأوقاف الاسلامية والمسيحية، له أهمية كبيرة خاصة اذا علمنا أن هناك أكثر من 70 بالمئة من الممتلكات داخل البلدة القديمة هي أوقاف اسلامية ومسيحية.
وأكد عميرة أهمية التنسيق الكامل بين منظمة التحرير والجانب الأردني، الذي يتم على مختلف المستويات وفق الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين، وفي اطارها يجري التنسيق والتعاون وعقد لقاءات عديدة، من أجل تعزيز هذه الخطوات، وتشكيل وتفعيل اللجان المختلفة .
وأكد عضو المجلس المركزي الأرثوذوكسي في الأردن وفلسطين، ماهر ساحلية، ضرورة التنسيق والتلاحم لأننا نتعرض لهجمات من جميع الأطراف بشكل يومي.
وأوضح مدير متابعة شؤون القدس في وزارة الأوقاف، عبد الله العبادي في حديث لتقرير "القدس في عيون الأردنيين"، أن الوصاية الهاشمية تشمل الأوقاف الاسلامية والأوقاف المسيحية في القدس، مؤكدا أن وزارة الأوقاف الاسلامية وأوقاف القدس على تعاون وثيق ومستمر مع الاخوة المسيحيين في القدس الذي يقفون مع اخوتهم المسلمين في الأزمات والمحن.
وقال مطران اللاتين في عمان الأب ويليام الشوملي، ان من حسن حظنا أن هناك وصاية هاشمية على الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس، وكون صاحب الوصاية جلالة الملك عبدالله له حضور عالمي ودولي قوي له كلمة مؤثرة اقليميا ودوليا، فإن وجوده يشكل نعمة لمدينة القدس ويساعد في حل اشكالات كثيرة فيها.
وقال وزير الأوقاف الأسبق الدكتور هايل داود، انه وفق النظرة الشرعية، فنحن كمسلمين مأمورون بالدفاع عن المقدسات المسيحية في القدس كما ندافع عن مقدساتنا الاسلامية، مؤكدا أن قيام الأردن بحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية وتصديه لهذا الدور الكبير هي استجابة لمبدأ شرعي أولا، وثانيا، تنفيذا للعهدة العمرية التي نحن حماتها. بترا