عودة الفلسفة إلى المدارس

ومن سيدرِّس هذه المادة؟ وهل لدينا مختصون؟

بعد غياب ثمانية وأربعين عامًا، تعود الفلسفة إلى مدارسنا ومناهجنا، حيث أقرت لجان مجلس التربية والتعليم إطارًا عامًا لمناهج العلوم الإنسانية، والذي أعدته لجنة برئاسة المفكر الكبير علي محافظة، وسيكون بإمكان كل طالب وطالبة أن يدرس كتابًا مستقلًا في الفلسفة والمنطق اعتبارًا من العام الدراسي بعد القادم. وسيكون الكتاب الأول لطلبة الصف الأول الثانوي، يليه كتاب آخر لطلبة الصف الثاني الثانوي"التوجيهي "في العام الذي يليه، وبذلك سيدرس طلبتنا مادة عن الفلسفة والمعرفة الفلسفية ، وقيم الحق والخير والجمال، ومادة المنطق والأخلاق. وبرأيي هذا أبرز تغيير تشهده مناهجنا منذ فترة طويلة!

لدينا إطار عام للمناهج وفق أحدث المباديء التربويةولدينا مادة الفلسفة: إنجازان حقيقيان وربما نادران

للمركز الوطني للمناهج منذ سنة٢٠١٩. ولذلك أهنيء المجتمع الأردني والطلبة والمركز الوطني على هذين الإنجازين الحقيقيين!

كما أهنيء لجنة العلوم الإنسانية

رائدة الإنجاز الفلسفي.

ولكي نتحمل مسؤولياتنا جميعًا، فإن تحديات أساسية أمامنا، مثل،

من سيعِّد كتابي الفلسفة؟ وما محتوى هذين الكتابين؟ وهل سنختار مؤلفين عمليين يقدمون مادة فلسفية جاذبة أم سنضيف عبئًا ثقيلًا على طلبتنا؟ من سيدرب هؤلاء المؤلفين؟ ومن سيضمن التزامهم بكتب عميقة رشيقة تحاور الطلبة وتفتح آفاقًا

أمامهم؟

ومن سيدرِّس هذه المادة؟ وهل لدينا مختصون؟

هذه اجراءات يجب الإعداد لها من الآن! على الجميع أن يعمل لإنجاح تدريس الفلسفة! نعم نحن متأخرون جدًا في إقرار الفلسفة، بل نحن آخر دولة عربية اتخذت هذا القرار، في بلاد الجوار يدرِّسون المنطق وعلم النفس الاجتماعي وسيادة القانون وحقوق الإنسان، أن نصل متأخرين خير من أن لا نصل!

تحية إلى كل من أسهم في اتخاذ هذا القرار المهم! وأرحب بعودة الفلسفة شرط أن نضمن لها النجاح!

أضف تعليقك