عمان عاصمة للشباب العربي 2025 .. فرص جديدة للشباب الأردني رغم التحديات

الرابط المختصر

في وقت يمثل فيه الشباب نسبة كبيرة في المجتمع، حيث يشكلون 63٪ من إجمالي السكان تحت سن الثلاثين، يعلن مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب اختيار عمان عاصمة للشباب العربي لعام 2025، حيث يعد خطوة مهمة تعزز مكانة الأردن كحاضنة للمبادرات الشبابية العربية، وتدعم تطلعات الشباب في تحقيق أحلامهم رغم التحديات التي يواجهونها.

يأتي هذا الإنجاز الذي تستضيفه المملكة للمرة الأولى بعد قرار المجلس، خلال دورته الـ48 التي عقدت في العراق، باعتماد الأردن لاستضافة إطلاق الخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن 2023-2028،  استجابة لطلب رسمي قدمته المملكة.

تعكس هذه القرارات التقدير لدور المملكة في دعم الشباب وتعزيز مشاركتهم في بناء الأمن والسلم الدوليين، حيث كان من أوائل الدول التي تبنت القرار الأممي 2250 "الشباب والسلام والأمن"، والذي تم اعتماده بالإجماع في مجلس الأمن عام 2015.

تقديرات دائرة الإحصاءات العامة، تشير إلى أن الشباب بين "15-24" عاما يشكلون خمس سكان المملكة، بواقع 2.3 مليون شاب وشابة من أصل 11.6 مليون نسمة حتى نهاية العام الماضي، حيث تبلغ نسبة الذكور 20.2% والإناث 19.5%، وتتركز أكبر نسبة منهم في محافظة العاصمة بنسبة 42%. 

ورغم أن غالبية الشباب الأردني يتمتعون بمستوى تعليمي جيد ومهارات متنوعة، إلا أنهم يواجهون تحديات كبيرة، أبرزها ارتفاع معدلات البطالة وقلة الفرص الوظيفية مقارنة بالأعداد الكبيرة من خريجي الجامعات.

 

فرصة للتشبيك وتبادل الأفكار

 

في ظل هذه الظروف، يرى الناشط الشبابي عرفات عوض في حديثه لـ"عمان نت" أن إطلاق الخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية للشباب من عمان يعد مصدر فخر للأردن، مؤكدا أن هذه الخطوة تعكس اهتمام الدولة بالشباب من شمال المملكة إلى جنوبها.

ويضيف عوض أنه مع إعلان عمان عاصمة للشباب العربي 2025، فإن الفرص ستتوسع بشكل أكبر، خصوصا للفئات العمرية بين 18 و20 عاما، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تمثل فرصة مميزة للشباب، خاصة في ظل الشراكة مع الدول العربية كافة، حيث تتيح لهم الفرصة للتشبيك وتبادل الأفكار وتنفيذها على أرض الواقع، ما يسهم في تبني هذه الأفكار وتطويرها.

ويوضح أنه إذا قام الشباب بتفعيل دورهم والعمل بجدية على مشاريع واقعية في الأردن، فإن ذلك سيفتح أمامهم آفاقا واسعة للتواصل مع مختلف الدول العربية، فالعالم أصبح اليوم بمثابة قرية صغيرة، ومن خلال هذه المنصة يستطيع الشباب الانطلاق والتواصل خارج الحدود المحلية.

ولنجاح فعاليات "عمّان عاصمة الشباب العربي" يرى عوض أنه لا بد التركيز على القطاعات الحيوية التي تشكل محور اهتمام الشباب، مثل ريادة الأعمال والتكنولوجيا، نظرا لأنها توفر فرص عمل أوسع وتتماشى مع توجهات المستقبل، مشددا على ضرورة إتاحة هذه الفرص لجميع الشباب من مختلف الفئات والمحافظات في الأردن، لضمان شمولية المبادرة وتعزيز تأثيرها، كما ينبه إلى أهمية المتابعة المستمرة من قبل الجهات المعنية لضمان استمرارية العمل، حتى في حال حدوث تغييرات وزارية، مشيرا إلى أن الاستمرارية عنصر أساسي لنجاح أي مشروع أو مبادرة.

 

 

دور وزارة الشباب

تركز الاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن 2023-2028 على عدة محاور رئيسية، بحسب وزارة الشباب، أبرزها محور المشاركة الذي يسعى لتعزيز انخراط الشباب الفعال في الحياة العامة وإدماجهم في عمليات صنع القرار على كافة المستويات. 

كما يتناول محور الوقاية أهمية توفير بيئة داعمة تساعد الشباب على تحقيق طموحاتهم وتطوير معارفهم ومهاراتهم، ضمن إطار يدمج أبعاد التنمية المستدامة.

أما محور الحماية، فيهدف إلى تأمين الحماية للشباب والقادة الشباب، خاصة في مجالات تعزيز الحوار المجتمعي والاستماع لآرائهم، وتشمل الاستراتيجية أيضا محوري إعادة الاندماج والشراكة، حيث تؤكد جميعها على أهمية تفعيل دور الشباب في المجتمع ودمجهم في مختلف مناحي الحياة.

أمين عام الوزارة  بالوكالة الدكتور ياسين الهليل في حديثه "لعمان نت"، يؤكد أن الأردن كان دائما في طليعة الدول التي أطلقت برامج وأنشطة شبابية رائدة، مشيرا إلى أن العاصمة عمان لطالما كانت حاضنة للعمل الشبابي العربي، وهو ما توج بإعلانها عاصمة الشباب العربي لعام 2025، مضيفا أن الأردن كان سباقا أيضا في دعم الاستقرار والسلم الدولي، حيث جاءت مبادرة ولي العهد في مجلس الأمن لإطلاق القرار 2250 حول الشباب والأمن والسلام، كخطوة رائدة لإعطاء القادة الشباب الفرصة للمساهمة في ترسيخ ثقافة الأمن والسلام.

وفي هذا السياق، يشير الهليل إلى أنه تم إطلاق المنتدى الدولي الصيف الماضي، والذي شهد بدوره إطلاق الاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن بالتعاون مع جامعة الدول العربية وبمشاركة رفيعة المستوى، مؤكدا على أهمية وضع خطة تنفيذية لهذه الاستراتيجية، تتضمن محاور متعددة وتراعي تسلسلا زمنيا واضحا لضمان تنفيذها في جميع الدول العربية.

ويشدد الهليل على أن هذه المبادرة تهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز مشاركة الشباب في صنع القرار المتعلق بمستقبلهم، وفي هذا الإطار، بادر الأردن بإطلاق تحالف وطني للشباب والأمن والسلام، يضم قادة شباب محليين ومنظمات مجتمع مدني وشركاء دوليين، ويعمل على تنفيذ خطط وبرامج وطنية، مشيرا إلى أن الأردن يستعد لإطلاق خطة وطنية لتنفيذ القرار 2250، ضمن محاوره المتعددة، وستعلن قريبا.

مع إعلان عمان عاصمة للشباب العربي في 2025، ستتولى وزارة الشباب دورا محوريا في تنفيذ فعاليات وبرامج متنوعة، بالشراكة مع مؤسسات حكومية وقطاع خاص، وستركز هذه الفعاليات على مجالات التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، وريادة الأعمال، مع تقديم محتوى يلبي تطلعات الشباب واحتياجاتهم العصرية.