عمال "المجلس":عمل يومي حافل رغم غياب النواب

الرابط المختصر

لم يتغير الواقع كثيراً...فما زالوا بنفس النشاط ونفس الهمة يتجولون ببزاتهم الكحلية الموحدة بين طوابق مبنى البرلمان فلا فرق بالنسبة لهم إن كانت عطلة برلمانية أم لا فحجم العمل ما زال نفسه مع اختلاف الوجوه والمهمات.عملياً لم يتغير الشيء الكثير على عمال النظافة والبوفيه في مجلس النواب بعد مغادرة النواب السابقين بعضهم إلى معاركهم الانتخابية على أمل العودة إلى ذات المبنى بعد 20 تشرين ثاني القادم موعد الانتخابات القادمة، والبعض الآخر عاد إلى ما كان يمارسه بالسابق فقد اكتفى بالتجربة أو ربما أكتفت التجربة منه.
فالمبنى يحتاج إلى النظافة يومياً رغم انعدام المراجعين، وما زالت صواني القهوة والشاي تتجول على أيدي عمال البوفيه بين الموظفين الذين تم تجميعهم من قبل الأمانة العامة في الثلاث طوابق الأولى تسهيلاً لعملهم في التحضير للدورات القادمة وخاصة الدورة الأولى وجلستها الافتتاحية المتوقعة في كانون الأول القادم، فصوت الجرس الذي يستدعي الموظف عبره المراسل ما زال أكثر الأصوات التي تتكرر بين الممرات.
يقول وليد أحد المراسلين وهو يحث الخطى بين أحد الطوابق "لا فرق بين وجود النواب وعدمه بالنسبة لضغط العمل الوضع واحد وينهي جملته ساخراً "كله ديمقراطية"
هذا التعليق ربما يكون تلميحاً على أبعد من حجم عمل البوفيه، فبحسب مراسل آخر رفض ذكر أسمه "أن غالبية النواب لا فائدة ترجى منهم وأنهم جاءوا للبرلمان لمصالح شخصية وليس لخدمه المصلحة العامة بمن فيهم بعض النواب الإسلاميين على حد تعبيره، ويدلل على ذلك أن أحد الأشخاص صرف  مبالغ طائلة على انتخابات أمانة عمان لكي يكون عضوا في مجلسها فكيف إذاً بالنسبة للبرلمان، هناك مبالغ باهظة تصرف على النواب رواتب وتحسين معيشة وبدل سكن لبعضهم وهذا مكسب بالنسبة للكثيرين، أليس كذلك".
ولا بد من القول أن هذا الأمر إذا كان ينطبق على بعض النواب الذين أعلنوه صراحة في بعض الأحيان، فإنه بالتأكيد مصلحة معنوية بالنسبة لآخرين وخدمة عامة للبعض الآخر.
وإذ كان بعض العاملين في المجلس لا يعرفون غالبية النواب أصلاً، فإن بعضهم له اتصال كبير مع النواب حتى أصبحت علاقتهم بهم أفضل من بعض الموظفين، بل ويراعي بعض النواب خاطرهم أيضاً".
ويتذكر أحدهم قصة مراقب للعمال في المجلس السابق عندما خاطب النائب عبدالرحيم ملحس "تفضل يا معلم " عارضاً عليه كأس من الشاي أثناء تجاذب النائب ملحس أطراف الحديث مع عدد من العمال.
ويضيف "بعض المراسلين لهم معرفة وخبرة بعمل النواب من رقابة وتشريع أكثر من بعض الموظفين في مناصب مهمة ويستشهد بقصة أخرى لأحد الموظفين الكبار الذي لم يستطع التفريق بين القانون والنظام في حين أن أحد المراسلين أجاب على هذا السؤال بسهولة"
برغم أن حجم العمل ما زال متقارباً بالنسبة لغالبية المراسلين في المجلس من تنظيف مكاتب النواب والطوابق والممرات وخدمة الموظفين، إلا أن أحد كبار الموظفين في الأمانة العامة يقول " بالنسبة لحجم العمل أمر طبيعي أن نقوم بالصيانة، أما حجم المصروفات على البوفيه تحديداً والأمور ألأخرى من القرطاسية ومحروقات وغيرها تراجعت إلى النصف تقريباً"
ويتابع"وبالنسبة للموظفين العاديين الرقابة أصبحت أكثر عليهم من ناحية الالتزام بالدوام ولكن هذا الأمر إيجابي لأنهم يخضعون لدورات تؤهلهم للعمل البرلماني الإداري ولا فرق سواء بالنسبة للموظفين الجدد أم القدامى، ولكن بالنسبة لحجم العمل فقد زاد عليهم لأنه في السابق كان  مدراء المكاتب للنواب السابقين يتحملون جزءً كبيراً من العمل"
وعودة إلى عمال البوفيه والنظافة ما زال المجلس بالنسبة لهم عملاً متعباً بغض النظر عن الأزمة والوجوه فالطوابق والمكاتب التي يتحملون مسؤلية نظافتها ما زالت هناك، ويخففون عبئ العمل بالتندر بأحد النواب الذي قال لهم " لا تغلقوا مكتبي أو تغيروه فأنا عائد في المجلس القادم" ويرد أحد المراسلين باستغراب من أين لهم بهذه الثقة فنحن نعرف أنه لم يغير شيئاً ولا أعتقد أن ناخبيه يحملون اعتقاداً مغايراً ويستدرك "بدك الصحيح الحق على المواطنين هم اللي يختاروا ولازم يختاروا صح"

أضف تعليقك