عثمان دخل لعلاج زائدة لحمية ليخرج بموت دماغي
بعد مرور احد عشر شهرا على الحادثة يروي أب يدعي بسام أبو زيد قصة طفله عثمان ابن السنة وسبعة شهور الذي دخل مستشفى خاص في اربد لمعالجة لحمية زائدة لحمية في الأنف ليخرج بموت دماغي نتيجة خطأ طبيي.
يقول أب الطفل الآن استطيع التحدث يعد 6 شهور من الحادثة بعد أن استجمعت قواي " لقد كان صباحا جميلا جدا وصل جماله حدا أقلقني وجعلني استعيذ بالله من الشيطان الرجيم، في اليوم السابق كنا أنا وزوجتي فرحين جدا باللباس الجديد الذي قمنا بشرائه لابننا الغالي عثمان كي يرتديه مستقبلا المهنئين بقيامه بالسلامة من العملية التي سيجريها في اليوم التالي".
يستطرد الأب بالقول ابتدأت قصتي مع المجهول قبل قرابة الشهرين حينما قررنا أنا وزوجتي بعد موافقة جدة عثمان وجدة بعد طول ممانعة ان نجري له عملية جراحية صغرى لاستئصال لحمية زائدة في الأنف، ولأن عثمان هو المحبوب والغالي قررت أن اجري له العملية في مستشفى خاص في اربد لظني ان العناية به ستكون مختلفة ومركزة ،وفي صباح اليوم المشئوم غنيت لعثمان ولعبت معه صباحا وقام بسبي وضربي بمتمتمات ابن الثمانية عشر شهرا، ورغم سعادتي الغامرة الا أن شيئا كان بين اللحظة والأخرى يمسح الابتسامة عن وجهي وكأنه يقول:" والله يا مسكين منته عارف شوه القدر مخبيلك".
وصلنا المستشفى وكان عثمان يركض أمامي فرحا بمنظر البلاط الملمع والكاونتر الفخم وما أن جلسنا حتى تلقف الطبيب عثمان من يدي وأدخله غرفة العمليات وهنا عرفت أن شيئا ما سيحدث كوني شعرت بعدم القدرة على الوقوف لاتبعه إلى باب غرفة العمليات، لقد سبق وتم إعلامي ان العملية لا تستغرق سوى دقائق لكن ساعة كاملة مرت وقرابة الساعة الأخرى ونحن نضرب الأخماس في الأسداس والكل يوسوس من حولنا ونحن لا جرأة لدينا للسؤال حتى لا نسمع ما يزعجنا، وفي هذه الإثناء اخبرنا طيف ما : " اطمأنوا قاعدين بيصحوا فيه الحمد لله عسلامته". لكن عثمان لم يخرج من غرفة العمليات بعد. والتحرك!
أصبحت الأجواء مريبة من حولنا فهنالك ارتباك واضح على الوجوه- يستذكر الاب- وفجأة يخرج صاحب البشارة ليخبرنا بالتالي:" ابنكو مش راضي يصحى من البنج" وبكل برودة أعصاب أضاف :"احتمال انه عنده تحسس من البنج اللي أخذه, هوه فيه حدا بعيلتكو بيتحسس من البنج؟". ما شاء الله وتبارك الله على الدكتور اللي بيسأل عن التحسس بعد العملية!
يتابع "أما نحن فكنا بين المنهار والمغمى عليه والباكي والجالس الملتصق بمقعده لا يقوى على الحراك. كنت اقرص نفسي كي استفيق من هذا الكابوس. والله وحده العالم أنني ما زلت أتوقع أن أصحو فأجده كابوسا كل يوم. ويصرح طبيبنا المختار بعدها بالتالي:" المشكلة انه فيه ابرة مضادة لهالحالة بس مش موجودة عندنا ولا موجودة بكل مستشفيات اربد ولا بمستشفى الملك عبد الله ولا بالمدينة الطبية ولا ولا ...............!
" طيب وشوه الحل مشان الله ابني قاعد بيموت اعملوا اشي!" يكلم الاب الطبيب وبعد مرور الساعة الثالثة على بدء العملية يخرج طبيبنا المختار بالبشارة الثانية وهي :" الابرة موجودة بمركز الامل للسرطان بس ما فيش حدا يجيبها بدنا تروح تجيب إلنا إياها! سيارتك معك؟ اذا مش معك خذ تكسي؟ بس استعجل شويه !
"طيب يا جماعة أنا قاعد برجف كيف بدي اسوق؟! بعدين أنا ما بعرف وين مركز الأمل للسرطان! وبعدين وين الامبلنص ؟ مش أنا بمستشفى والمستشفى فيه أمبلنص؟"" والله هوه فيه امبلنص بس ما فيش سايق! بدك تتحملنا وبلاش نضيع وقت الله بيعينك وقف لك تكسي!"
وقطعت الشارع المقابل وكادت ان تدهسني سيارة وفجأة رأيتهم يلوحون لي بيدهم وأمي تدعو لهم:" الله يبارك فيكو يا خالتي." وإذ بأحد أفراد المستشفى والذي علمت لاحقا انه مسؤول المختبر يأخذني بيدي ويقول:" توكل على الله دبرناك" فتبعته لا ادري إلى أين وركبنا سيارته التويوتا القديمة والتي لم تعمل بطاريتها في البداية وأنا ساكن معلق الذهن بين السماء والأرض واردد:"اللهم لا نسألك رد القضاء وانما نسألك اللطف فيه. يارب لطفك."
وفجأة وجدت نفسي أمام إحدى البنايات والأخ صاحب النخوة( مش عندي!) "وين راح الزلمة يا جماعة ؟ وفجأة وجدته أمامي يقول ترى اقنعت ابني بالموت انه يوخذك على عمان بسيارتنا المكندشة وراعاك والله بده منك بس خمسة وعشرين ليرة!!!؟
"طبعا شوه اللي صار أنا مش عارف بس كان المهم انه اصل مركز الأمل وأجيب الإبرة" يضيف " جبنا الإبرة بسته وأربعين ديناروروحنا وهيك بيكون مر خمس ساعات على بدء المشكلة وبعد ساعة تم تبليغي انه يجب نقل الطفل لمستشفى الملك عبدالله لعدم توفر الإمكانيات والأجهزة في المستشفى المحترم اللي أجرى العملية! وبعده ابتدأت المعاناة لانة عثمان الغالي دخل في غيبوبة وأمضى فترة أسبوعين على الأجهزة ولما الفاتورة ثقلت شوية وفاقت الست ألاف دينار نقلنا عثمان للمدينة الطبية ليخرج الى بيته الذي مازال ينتظرالاحتفال بالعملية قبل شهرين ولبدلته الجديدة التي تحتصنها امه يوميا قبل النوم وتقول :"قوم يمه البس طقمك الجديد, قوم بلكي الجدة قامت من الفراش اللي لزمته من يوم الحادث قوم يمه بلكي جدك يطيب صداعة وأبوك يرجع يمزح!؟.
يقول الاب والحزن فطر قلبه "بس الواقع انه عثمان ما بسمع ولا بيشوف ولا بيقوم ولا بيلعب ولا ......ولا !ربنا كبير وما بينسى حدا من رحمته وتفاقيد الله رحمه.
يزيد "الطريف في الموضوع _والله على ما اقول شهيد_ انه لم يتصل بنا او يطمئن علينا أحد من ادارة المستشفى حتى هذه اللحظة وقد كنت انادي بالتسامح معهم باديء الامر وحتى بعد الشهر الاول من هذا المصاب.
يختم الابا الأب المكلوم "فاليوم ابني وغدا ابنكم وبعده ...... جميع أطفال المملكة يتم تخديرهم بهذا النوع من المخدر!!!!!!











































