عائدة من روسيا وفي حقيبتها: "ليلى والثلج ولودميلا"

الرابط المختصر

عائدة من روسيا، أردنية تحمل هويتها بين أطراف أكمامها في محاولة لفهم الحال الجديد، وبين طيات حقائبها رواية كتبتها بلغتها الأم "ليلى والثلج ولودميلا"، لتحكي حكاية تعايش اغترابها واندماجها في مجتمع لم يعد ذلك المجتمع قبل ثلاثة عقود.الروائية كفى الزعبي، عادت منذ ما يقارب العام للعيش من جديد في موطنها، بعد واحد وعشرين عاماً في روسيا قضتها مع عائلتها المكونة من زوجها وأبنائها، وبعد أن أكملت دراستها في الهندسة المدنية في ليننغراد، وقد أشهرت روايتها الأخيرة في عمّان.

ورواية "ليلى والثلج ولودميلا" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وبدعم من وزارة الثقافة تتحدث عن مجموعة من الشخصيات الروسية إبان مرحلة التحول البيروستريكا أو إعادة البناء التي شهدها الاتحاد السوفييتي السابق في حقبة التسعينيات من القرن الماضي.
 
وتتحدث الزعبي عن هذه المرحلة التي عاصرتها وكتبتها في روايتها "كانت تتسم بسمات ملحمية منها انهيار كيان سياسي هائل وكيان اقتصادي، وتغير قيم اجتماعية وأخلاقية، فهي مرحلة غنية جدا ومليئة بالصراعات الدرامية والتحولات السريعة وصار هناك انفتاح كبير على الغرب".
 
وعكست الكاتبة كل تلك التغيرات في شخصيات الرواية التي كانت روسية بالدرجة الاولى إضافة الى وجود شخصيتين عربيتين رئيسيتين وتقول : "كتبتها وأنا ألاحظ هذه التغيرات بشكل مباشر وبخاصة التحولات الاجتماعية والتي لم يكن يرقبها أحد، وعكست ذلك من خلال شخصيات روسية وشخصيات عربية أردنية كانت تملك طموحاً سياسياً في تغيير واقعهم في بلدهم الأردن، وبانهيار هذا الاتحاد السوفييتي انهار حلمهم هذا وصار لديها فراغا فكريا لديها"
 
واعتبرت الرواية أول عمل عربي أدبي يتناول الواقع المعيشي الروسي وأول عمل عربي أول البروستريكا وانهيار الاتحاد السوفييتي، وذلك بحسب مثقفين عرب في روسيا ومستعربين روس وهي كما تقول الزعبي "هناك الكثير من الكتاب العرب الذين عاشوا في روسيا لكنهم لم يكتبوا عن روسيا من خلال شخصيات روسية".
 
ولا تعتقد الزعبي أن الغربة تصنع الكاتب لكنها "تثري تجربته وتغني عالمه ومخيلته ورؤيته وتضفي عليه الكثير؛ لأنه يعيش في مجتمع آخر ويحتك بأناس آخرين ويتعرف على قيم ومفاهيم وتكوين ثقافي آخر".
 
وقد صنعت الغربة من الزعبي كما تقول "خليطاً بين العربية والروسية"، وتضيف "الغربة صنعت مني إنسان آخر فلا أعتقد أني الآن نفس الفتاة الصغيرة التي سافرت الى روسيا قبل واحد وعشرين سنة، فقد نضجت وتكونت في روسيا، فالحياة الطويلة وتكوينتي العربية الأردنية امتزجت واختلطت لدرجة أنني لا أعرف إن كنت عربية تماما أم انني روسية ما يبدو انني خليط ثالث ما بينهما".
 
ابتدأت كفى الزعبي الكتابة الروائية في وقت متأخر من عمرها، إلا انها تركت العمل في المجال الهندسي على حساب التفرغ للكتابة، وكانت قد كتبت رواية أولى في روسيا بعنوان "سقف من طين، اعتبرت عملا روائيا سيرة ذاتية. وتقول الزعبي أنها لم تحظ باهتمام كبير بسبب وجودها في روسيا آنذاك وصدور الرواية في دمشق.

أضف تعليقك