شارك عدد من طلبة المدارس الحكومية خلال عطلتهم المدرسية في جهود تطوعية لدهان مدارسهم، من خلال دمجهم في مبادرات تهدف إلى غرس الثقافة التطوعية وتعزيز روح التعاون بين الطلاب، مما ينعكس إيجابا على البيئة المدرسية وفي مختلف جوانب حياتهم.
ويسعى العديد من الأفراد والجهات على تنفيذ مبادرات تطوعية لمساندة وزارة التربية والتعليم، في تحسين مرافقها لتلبية احتياجات الطلاب وضمان سلامتهم، نظرا للاكتظاظ المتزايد في بعض الصفوف داخل المدارس الحكومية، والذي بات يشكل تحديا بسبب الضغط الكبير على البنية التحتية المدرسية، رغم الإجراءات المستمرة التي تقوم بها الوزارة لتطوير وإنشاء المدارس لضمان بيئة تعليمية امنة للطلبة.
ولمواجهة هذا التحدي، تقوم الوزارة بتنفيذ مشاريع صيانة لمدارسها، حيث بلغت التكلفة الإجمالية هذه المشاريع نحو 36 مليون دينار، تمثلت في صيانة 520 مدرسة في عام 2020 بتكلفة 7 ملايين دينار، وصيانة 1142 مدرسة، 14 مليون دينار في العام 2021، كما تم إجراء صيانة لـ 520 مدرسة في العام 2020 بتكلفة 7 ملايين دينار، فيما بلغت تكلفة صيانة 1142 مدرسة، 14 مليون دينار في العام 2021.
وعلى الرغم من هذه الجهود، يقوم المركز العربي لحقوق الإنسان بالتعاون مع شركة سيجما للدهانات وهي إحدى شركات مجموعة المعاصرون، بمبادرة لدهان المدارس الحكومية الأكثر حاجة في عمان والمناطق المجاورة، والتي تهدف إلى تحسين البيئة المدرسية.
Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · مبادرة دهان المدارس الأقل حظا في العاصمة والمناطق المجاورة مع شركة سيجما للدهانات
طلبة يشاركون في دهان مدارسهم
رئيس مجلس تطوير التربية والتعليم للواء قصبة عمان بمنطقة الشميساني ورئيس قسم المساعدات الإنسانية بالمركز العربي لحقوق الإنسان فاطمه مأمون تشير إلى أن أهداف المجلس في تطوير العملية التعليمية ومساعدة المديريات التعليمية في سد الفجوات داخل المدارس من أجل ايجاد بيئة تعليمية امنة للطلاب.
تم تنفيذ مبادرة دهان المدارس بالتعاون مع وزارة التربية خلال العطلة المدرسية الصيفية، وشملت أعمال الترميم والصيانة تنظيف وطلاء صفوف المدرسة وممراتها، ودهان بعض الأبواب والشبابيك، وأيضا تنفيذ أعمال الترميم والصيانة لبعض الجدران والأسطح التي تعرضت للتلف بسبب الرطوبة، بهدف الحفاظ على سلامة الطلاب وتوفير بيئة صحية لهم.
ولغرس الثقافة التطوعية تقول مأمون بأنه تم دمج طلبة من المدارس بالعمل، لتعزيز روح التعاون لديهم مما ينعكس على البيئة المدرسية وفي مختلف جوانب حياتهم، مشيرة إلى أنه تم الانتهاء من تنفيذ 5 مدارس حتى الان، وبصدد الانتهاء من عدد آخر من المدارس خلال الفترة المقبلة.
دور القطاع الخاص
نظرا لأهمية دور القطاع الخاص في مجال الأعمال التطوعية كأحد الشركاء الأساسين مع القطاع الحكومي، قامت شركة سيجما للدهانات، وهي إحدى شركات مجموعة المعاصرون بحسب هديل أبو صوفة، بتوفير جميع احتياجات عدد من المدارس، من خلال تقديم الدهانات والفرش والرولات اللازمة لعمليات الدهان.
وتشير أبو صوفة وهي إحدى العاملات في الشركة والمشاركة في المبادرة، إلى أنه تم توفير أشخاص متطوعين ذي خبرة في مجال الدهان للمدراس، بالإضافة إلى مشاركة أفراد من المجتمع الراغبين في دعم هذه المبادرة .
وتعمل الشركة أيضا، على إعداد دراسة شاملة لاحتياجات هذه المدارس، مما يساعدها في اختيار المواد وكميات الدهان المناسبة لتنفيذ المبادرة دون اية معيقات بحسب أبو صوفة .
ومن بين الخطط المستقبلية التي تسعى الشركة إلى تنفيذها خلال الفترة المقبلة، هو توسيع نطاق تغطية عدد من المدارس في منطقة الجيزة وسحاب، نظرا لوجود معظم مصانع المجموعة في المنطقة، كما تنوي الشركة إنشاء حديقة عامة بين مدرستين بهدف توفير بيئة ترفيهية وصحية للطلبة في تلك المنطقة، بالاضافة الى انه سيتم تجهيز عدد من المدارس وإجراء صيانة الأرصفة في منطقة سحاب.
ومن المبادرات في هذا المجال، يقوم فريق عمل هيئة شباب كلنا الأردن بجهود مستمرة في صيانة ودهان مدارس مختلفة في محافظة إربد، وذلك ضمن حملة "شباب كلنا الاردن كلنا للوطن"، وهذه المبادرة تعكس التزام الشباب بخدمة المجتمع المحلي وتعزز قيمة العمل التطوعي بين أجيال الشباب.
تتضمن أعمال الصيانة على دهان أسوار المدارس، ودهان لبعض الغرف الصفية والممرات في داخل المدارس، إضافة الى عمل صيانة لشبكات المياه وزراعة الأشجار في حدائق المدارس وتخطيط وتنظيم الملاعب الرئيسية فيها.
جهود وزارة التربية
تقوم وزارة التربية والتعليم بتقييم وضع المدارس حيث تخضع لعدة معايير فنية، أبرزها السلامة الإنشائية، ووجوب تحقيق شروط السلامة باعتبارها مطلبا أساسيا وضروريا لتوفير بيئة تعليمية آمنة وسليمة للطلبة والمعلمين.
وتؤكد الوزارة أن جميع الأبنية المدرسية (المملوكة والمستأجرة) تخلو من أي مشاكل متعلقة بالسلامة العامة، حيث يتم تنفيذ أعمال الصيانة بشكل دوري، ويشمل تركيب مكيفات وإصلاحات ومعالجات تؤثر على السلامة العامة وغيرها، وتتركز هذه الاعمال في اقليمي الشمال والوسط نظرا لكثافتها السكانية العالية.
كما ستقوم الوزارة بتنفيذ الصيانة المستعجلة والطارئة بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAD) من خلال مشروع تعزيز إدارة المدرسة والتخطيط، بحيث ستجرى الصيانة عبر التعاقد مع متعهدين مؤهلين بطريقة تحقق مبدأ التنافس.