ضغوطات خارجية لمشاركة الأردن في منتدى النقب الثاني وسط حراك استباقي رافض
تترقب العديد من الشخصيات السياسية والحزبية وناشطين بقلق شديد، مدى مشاركة الأردن في منتدى النقب الثاني، والمقرر عقده خلال الشهر المقبل في العاصمة المغربية، في وقت تتعرض فيه المملكة إلى العديد من التحديات والضغوطات الخارجية لدفعها إلى الالتحاق بالمنتدى.
وشهدت المملكة حراكا استباقيا من قبل 212 شخصية وطنية، يؤكدون موقفهم الرافض من المنتدى، مشيرين الى أن "الصمود والممانعة في مواجهة التحديات والضغوط الخارجية هو الخيار الصحيح الذي ينسجم مع الثوابت الوطنية ويحافظ على المصالح الوطنية العليا".
وقال الموقعون على بيان صدر الثلاثاء الماضي، وبينهم نائب رئيس وزراء سابق ووزراء سابقون ونواب حاليون وسابقون وشيوخ عشائر ومتقاعدون عسكريون وأساتذة جامعيون وإعلاميون وناشطون قانونيون وسياسيون، إنهم يتابعون "بقلق بالغ ما يتعرض له الأردن في الآونة الأخيرة من تحديات وضغوط عربية وإقليمية ودولية تهدف إلى إلحاق بمسار التطبيع والاتفاقيات الإبراهيمية تحت غطاء مشاريع التعاون الإقليمي والسلام الاقتصادي، من خلال إطلاق وعود زائفة بتحقيق الانتعاش والرخاء الاقتصادي".
رغم هذه التخوفات إلا أنه لا يوجد أي تصريحات حكومية تؤكد أو تنفي مشاركتها في هذا المؤتمر حتى اللحظة، علما ان الاردن لم يشارك في مؤتمر النقب 1 الذي عقد خلال العام الماضي.
رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد، يستعبد مشاركة الأردن بمؤتمر النقب الثاني، بقوله إنه من غير الممكن تجاوز مصالحه الذاتية و المتحققة له من القضية الفلسطينية والمنطقة العربية مقابل حضور اجتماع لن يأتي بأي مصالح لا على الصعيد الاقتصادي أو السياسي.
ويوضح الحمد أن الأردن يسعى في مختلف سياساته إلى إنهاء الاحتلال الاسرائيل ووقف عملية الاستيطان وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس، في وقت يواجه فيه الأردن العديد من الضغوطات السياسية من اليمين الاسرائيلي المتطرف وذلك من خلال ضغطه بما يسمى الوطن البديل الذي يعلنه بشكل مستمر.
ويرى أن المشاركة الأردنية في هذا المؤتمر تضر بمصالحه وتضعف المشروع الفلسطيني، كما أنها تتعرض باستمرار من خلال تهديدات الادارة الأمريكية بوقف المساعدات المالية كنوع من الضغوطات، علما أن المملكة غير مستفيدة من الجوانب الاقتصادية، وما يدلل على ذلك تراجع الوضع الاقتصادي باستمرار، بحسب الحمد.
في منتصف الشهر الحالي، كتبت إحدى الصحف عن الضغوطات التي تمارسها قيادات في الإدارة الأمريكية في الأردن لحضور مؤتمر النقب 2 في المغرب إلى مستويات غير مسبوقة وعالية جدا، بما يمثل حضورا أردنيا من أي نوع وبأي تمثيل وله على مستوى وظيفي محدود وصغير.
ومن ضمن هذه الضغوطات يعرض بلينكن على الأردن مقترحات بالتزكية لصالح الأردن ضمن برامج مساعدات مالية إضافية عند مؤسسات تابعة للخارجية الأمريكية وخارج حسابات برنامج المساعدات المعتاد.
ويرجح المحلل السياسي منذر حوارات أن مشاركة الأردن بهذه القمة، نتيجة الضغوطات التي تمارسها الادارة الأمريكية بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، في وقت يعتمد فيه الأردن اعتمادا كبيرا على المساعدات الخارجية من أبرزها أمريكا.
ويعتقد الحوارات بان الأردن من خلال لقاءاته المتكررة مع الادارة الامريكية ربما وجد غطاء فلسطينيا يدفعه باتجاه هذه المشاركة، حيث كانت من أبرز مخاوفه هي عدم حضور الفلسطينيين، والخوف من عودة الحديث عن صفقة القرن، إلا أن دعم إدارة بايدن لحل الدولتين، خفف من وطأة هذا القلق، مستبعدا حصول الأردن على أي مكاسب في حال مشاركته في القمة.
بدوره، أعلن "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن"، في مؤتمره الصحافي، "رفضه المطلق لأي تدخلات، خصوصا الأميركية، في الشأن المحلي الأردني، ولا سيما في ما يتعلق بالضغوط لدفع الأردن إلى إلحاقه بمنتدى النقب التطبيعي".
وأكد الرئيس الدوري للملتقى، الأمين العام لحزب "الحياة"، عبد الفتاح الكيلاني، "بينما تمضي القيادة الصهيونية تحت قيادة مستوطنين مجرمين نحو المزيد من العدوان على الشعب الفلسطيني، وحركته الأسيرة، يمضي بعض النظام الرسمي العربي في مسار تطبيعي بات أقرب إلى تحالف مع الصهيونية، من خلال ما يسمى "اتفاقيات أبراهام"، و"منتدى النقب" المنبثق من تلك الاتفاقيات التصفوية"، مشددا على أن "هذا المسار يشكل تهديدا للأردن وحاضره ومستقبله، وأن الانجرار إلى المشاركة فيه فعل انتحاري، ولا يمكن لعاقل أن يبرر الانتحار تحت الضغط".