ضعف تطبيق أنظمة الأمان تحصد حياة مواطن بمصعد الجامعة الأردنية

ضعف تطبيق أنظمة الأمان تحصد حياة مواطن بمصعد الجامعة الأردنية

الاتهامات متبادلة ما بين الجامعة الأردنية والشركة، والقضاء الفيصل ..

بالقرب من عتبات بيته الواقع في منطقة القويسمة وقف صبحي ابراهيم اسعد "56" عام، يودع اهل بيته، قبَل اطفاله وامه، وغادر الى عمله بدعوة منها " روح الله يرزقك يما ويحماك".

يعمل اسعد منسق أوضاع الطلاب الخليجين في الجامعات الأردنية، و يحرص على الخروج باكرا ليلحق بالطلاب قبل دخولهم الى المحاضرات، طبيعة عمله شاق للغاية ، لا يتبع لأي جهة حكومية او خاصة، ولا يخضع للضمان الاجتماعي او التأمين الصحي،  كما يقول ابنه محمود "18" عاما.

"اضربه وصيبه، وقول هذا نصيبه"

ما ان ارتفع صوت صفير جهاز ضربات القلب داخل غرفة صبحي اسعد في قسم العناية الحثيثة بمستشفى الجامعة الأردنية، حتى هرع الأطباء اليه من كل صواب، في محاولات عديدة لانعاش قلبه وإعادته للحياة مرة اخرى لكنها باتت بالفشل.

يتذكر محمود ابن المتوفي تفاصيل حادث ابيه بدقة، زارنا بموقع "عمان نت" ليروي لنا التفاصيل بعناية.

يقول : صباح يوم 3/6/2013 ، تعرض صبحي اسعد لحادثة سقوط داخل مصعد كلية العلوم التربوية في الجامعة الاردنية، حين اراد النزول الى الطابق الأرضي، لم يلاحظ ان المصعد في حالة صيانة، ولم يوجد ما يشير الى ذلك بشريط لاصق، او اشارات تحذيرية".

المصعد الذي هوى به لثلاث طوابق بارتفاع يتجاوز 7 امتار، نتج عنه اصابات عديدة، كسور في مختلف انحاء جسده، نزيف حاد، ارتجاج الدماغ،  ليدخل بغيبوبة لمدة 14 يوم متتالية.

لم يقتنع محمود براوية المهندس التابع لشركة الصيانة، المتعاقدة مع الجامعة الاردنية والذي أكد " ما حصل هو حادث عرضي غير مقصود، و تم وضع بعض الاشارات التحذيرية امام المصعد، مبررا ان أي شخص "عاقل" ينظر الى المصعد قبل ان يضع اقدامه، وان ما حصل قضاء وقدر".

عدم وجود الشريط اللاصق التحذيري حول جسد الضحية، أثار شكوك لدى عائلة المتوفي بأن المهندس لم يلتزم بأدنى شروط السلامة العامة، بحيث لو وضع الشريط على باب المصعد منذ البداية، سيلتف حول جسده بعد سقوطه.

حصلنا على تصريح من مسؤول رفيع المستوى في شركة الصيانة  وقد رفض ذكر اسمه حفاظا على مصلحة العمل، أكد ان الشركة التزمت بتطبيق شروط الأمن والسلامة، بحيث تم وضع اشارات تحذيرية، وشاخصات، واشارات تحذيرية الكترونية، تشير الى ان المصعد لا يعمل.

 وبين في حديثه ل "عمان نت" انه يتم العمل على حل الموضوع وديا مع ذوي المتوفي، وأدارة الجامعة، دون التوجه الى القضاء.

فيما أكد محامي المتوفي حكم الضمور ان القضية في طريقها الى القضاء الاردني، و سيصار لرفع دعوى على ادارة الجامعة الاردنية لتقصيرها في الرقابة على المرافق التابعه لها، وعلى شركة صيانة المصاعد، لعدم التزامها بتطبيق شروط السلامة العامة.

الجامعة الأردنية لم نقصر !

عدم الإكتراث من قبل ادارة الجامعة الأردنية، بقضية المتوفي جعلت ذويه يتجهون الى القضاء .

 مسؤول جمعية بورين الخيرية الدكتور عبد الله الهادي - ينتمي لها المتوفي-  سجل عتبه على الجامعة بعدم ارسال شخص من طرفها لتقديم التعازي بالفقيد، وكأن من مات " ليس بشر" على حد وصفه.

د.الهادي الذي طالب بحبس الشخص المتسبب بمقتل ابنهم، وعدم تدخل الوسطاء وأصحاب النفوذ في سير القضاء، والعمل على "ضبضة" الموضوع، اكد في حديثه ل"عمان نت" ان "حق ابنهم لن يذهب هدرا".

مدير مكتب الشؤون القانونية في الجامعة الأردنية سهل حدادين علق على الاتهامات الموجهة من قبل ذوي المتوفي للجامعة "بغير الصحيحة"، مؤكدا " ان الجامعة اتخذت اقصى العقوبات بحق الشركة المسؤولة عن صيانة المصاعد، من حجز المستحقات المالية، و حجز الكفالات، لحين انهاء الموضوع".

قامت الجامعة الاردنية ممثله بحدادين بتحميل المسؤولية الكاملة لشركة  صيانة المصاعد ، مطالبا ذوي المتوفي بالتريث وعدم توجيه الاتهامات الباطلة، و تحديد اوجه التقصير.

 بلاغ الوفاة الصادر عن مستشفى الجامعة الأردنية بين ان وفاة صبحي اسعد  جاء نتيجة تأثره بحادثة السقوط التي أدت الى اصابات متعددة في جسده ، لتعلق الجرس امام الجهات الحكومية والرقابية بزيادة الرقابة على المرافق العامة بالجامعة، والعمل على تطبيق قانون السلامة العامة في أماكن العمل .

أضف تعليقك