صرخة من الأسواق.. من يغيث المواطن؟

صرخة من الأسواق.. من يغيث المواطن؟
الرابط المختصر

أصوات لا تنقطع تلهج بالنداء على أنواع مختلفة من أصناف الخضروات والفواكه في سوق السكر في وسط البلد عمان

لكن أين المجيب؟ فلم تكن حركة البيع والشراء في اسواق الخضار والمواد التموينية كما هو معتاد عليه من كل سنة مع اقتراب شهر رمضان الذي تزداد فيه عملية العرض والطلب على الأسواق.

 
ارتفاع الأسعار مره أخرى – وكالعادة- تسيطر على نفقات المواطن الأردني الذي اكتوى هذه السنة بارتفاعات للعديد من السلع الاستهلاكية بعضها كان سببه احتكار كبار التجار للمواد التموينية والاتفاق على رفع سعرها كما هو الحال بالألبان ومشتقاتها التي ارتفعت معها أسعار الحلويات التي يكثر استخدامها في رمضان.
 
 
الشكوى حال التاجر والزبون على حد سواء، فالبضاعة متكدسه في المحلات بأسعار مرتفعه لا تجد من يلتفت إليها "إلا من رحم ربي" كما يقول أبو خالد احد تجار سوق السكر الذي يشتكي من الإقبال الضعيف على المواد الاستهلاكية الأساسية وخصوصا الجبنة بأنواعها بسبب ارتفاع أسعارها لأرقام خيالية .
 
أما أبو محمد 80 عاما تركت الحياة آثارها على وجهه الشاحب المتجعد، يقوم ببيع الملابس الداخلية بعد أن يحصل على سعر تفضيلي من تجار الجملة، فمنذ 60 عاما وهو يعمل بائع متجول لهذه الملابس التي لا تكاد تكفي لقمة خبزه يقول انه لم يرى هذا الحكم من ارتفاع الأسعار منذ سنين، ويزيد أن الحياة أصبحت لا تطاق بسبب الغلاء الذي طال كل الأسعار دون رحمة، فالتجار على حد قوله يستغلون حاجة المواطن لإشباع رغباتهم.
 
من يناشد ابومحمد لوقف ارتفاع الأسعار؟ يناشد الملك بالتدخل لوقف ارتفاع الأسعار الذي لم يرحم المواطن،يقول" أين الملك ليأمر بان تنخفض الأسعار، ويحمينا من جشع التجار".
 
 
وطالب مواطنون الوقوف صف واحد في وجه الارتفاع من خلال مقاطعة شراء السلع التي ارتفعت وخصوصا الألبان والخضراوات.
 
ومن السلع التي ارتفعت  أسعار اللحوم الحمراء بنسبة 15 و20% ، ووصل سعر كيلوغرام اللحم البلدي أمس 6.50 دينار مقارنة بـ5.50 خلال الشهر الماضي وبزيادة نسبتها 18%.وفيما توقع تجار أن تصل نسبة الارتفاع في أسعار اللحوم إلى 30% خلال 15 يوما ".كما ارتفع أسعار الحليب والسمن والزيوت النباتية وأسعار الأعلاف التي أثرت على أسعار اللحوم، كما ارتفعت أسعار الزيوت بأنواعها بنسبة 30%.
 
و ارتفعت أسعار بيض المائدة خلال الأيام الماضية بنسبة 15%، و وصل سعر طبق البيض إلى 2.35 دينار مقارنة بدينارين خلال الفترة الماضية.


 
وفي سوق الخضار في وسط البلد تستطيع أن تلمس حجم الارتفاع الذي طال العديد من أصناف الخضروات حيث تباع البندورة ب50 قرشا والبطاطا بـ80 كما ارتفع كيلو اللبن ليصل إلى 40 قرشا بعد أن اتفقت شركات الألبان على رفعه.
 
والحال ليس أفضل بالنسبة للحوم التي التهبت أسعارها من أشهر، وخصوصا البلدية بسبب رفع الدعم عن الأعلاف، ويقول التاجر نسيم أن سبب ارتفاع أسعار اللحوم هم التجار وجشاعتهم ويزيد " أسعار اللحوم مرتفعة جدا بالمقارنة مع السنوات السابقة ولا يوجد مبرر لهذا الارتفاع سوى جشع التجار الذين يحتكرون تجارة اللحوم فالأسعار غير معقولة فعلى سبيل المثال يبلغ سعر الكيلو الواحد من اللحم المستورد أربعة دنانير ونصف، أما البلدي بستة دنانير".
 
وفي سوق السكر  تنتشر  العديد من المواد التموينية والمعلبات بأسعار منافسه بغض النظر عن جودة هذه المواد التي يقارب البعض منها على انتهاء الصلاحية كما رصدناه في جولتنا على الأسواق فعلى سبيل المثال، تقارب " الكاتشب في احد المحلات التجارية أن تنتهي صلاحيتها في تاريخ 1-10-2007 لذلك يلجأ بعض التجار للتخلص من هذه المواد الغذائية قبل انتهاء صلاحيتها.
 
لكن التاجر إبراهيم يؤكد أن لا بضاعة فاسدة في السوق، ومن يقوم بعرض البضاعة الفاسدة هم أصحاب البسطات، ويشتكي من الإقبال الضعيف على بضاعته في المحل بسبب غلاء أسعار  العديد من المواد كالمعلبات والألبان والأرز".
 
ويقول تاجر آخر أن ارتفاع أسعار الألبان هو الذي يتصدر الساحة اليوم كونها ارتفعت بطريقة خيالية بعد اتفاق عدد من شركات الألبان على رفع السعر، وهذا شمل حليب الأطفال، ويزيد أن فرق الأسعار عن السنة الماضية تصل لنسبة 70% فمن كان يتخيل أن يصل كيلو الليمون لدينار ونصف على سبيل المثال".

 

 
وبحسبه اقتصادية صغيره بين الراتب والمصاريف كما يقول المواطن احمد " يجد المواطن الأردني نفسه لا يملك شيئا، ويزيد" بعض الأشخاص لا تتعدى رواتبهم الـ150 دينار، يقتطع منها 100 دينار أجرة بيت!! فماذا ستكفي الخمسين دينارا المتبقية خصوصا مع هذا الارتفاع الكبير في الأسعار، أصبح بعض المواطنين يبتاعون بعض أنواع الخضراوات بالحبة من باب التوفير والحاجة".
 
أما في سوق الوحدات الشعبي السوق الذي يقصده العديد من الفقراء لرخص الأسعار فيه لم يكن الحال مختلفا كبيرا،فقد اشتكى العديد من أسعار الخضار والمواد الأساسية، و وصفوا  وضعهم " بالمتدهور" بسبب عدم وجود جهة رقابية مسؤولة تقوم بضبط الأسعار".
 
ويشتكي مواطنون من ضعف الرقابة على الأسواق التي " أصبحت ساحة يتفرد بها التاجر" على حد قولهم ويقول يوسف 39 عاما " كثير من التجار يتحكمون في السوق و حركة السلع بأسعار خيالية، فأين الرقابة؟.
 
شكوى المواطنين لم ترق لبعض الأجهزة الأمنية التي تخوفت من أن تكون جولتنا في مخيم الوحدات لمناقشة قضية سياسية، ففي سوق مخيم الوحدات استوقفنا عدد من الأشخاص بلابس مدني، واخبرونا بأنهم من الجهات الأمنية، وبعد التأكد من هوياتهم  تبين أنهم يتبعون لإحدى الأجهزة الأمنية، وبعد تحقيق طال ربع ساعة عن سبب تواجدنا في السوق طلبت منا الأجهزة الأمنية أن نقول أن جميع الأسعار مناسبة ولا يوجد ارتفاع، كما طلبوا منا أن ننقل لهم موقف الشارع الأردني من غلاء الأسعار وعلى من يلقي اللوم!!!.  
 
في الواقع يلقي المواطن باللوم على التجار والحكومة على حد سواء بسبب جشع بعض التجار الذين يحتكرون عدد من المواد الاستهلاكية الأساسية، كما يلقون باللوم أيضا على الحكومة التي فتحت الباب على مصرعيه لكبار التجار ليسيطروا على السوق، المواطن لم يتنفس الصعداء من قرار الحكومة تأجيل رفع المحروقات للسنة القادمة حتى تلقفه غلاء المواد الأساسية وجشاعة بعض التجار، والكلمة الأخيرة للمواطن ماذا يقول ؟؟ يقول أبو محمد 80 عاما " ارحموا المواطن من جشع التجار".

أضف تعليقك