شاب ينجو من الموت بعد سقوطه من أرجوحة

الرابط المختصر

نجا العشريني سلمان أبو خرمة من موت محقق حين سقط من أرجوحة كهربائية "دوارة" على ارتفاع 5 أمتار الأسبوع الماضي في حديقة تابعة لبلدية الرصيفة ويديرها مستثمر من القطاع الخاص مغشيا عليه ويصاب بكسور في أنحاء عدة من جسمه، فيما تبادل والده ومستثمر الحديقة الاتهامات حول سبب الحادث.

 

إذ يصر والد سلمان على أن ابنه كاد أن يدفع حياته ثمنا للإهمال وعدم إجراء الصيانة اللازمة لمرافق الحديقة نتيجة لانزلاق سلسلة الأمان في الأرجوحة ما أدى الى سقوطه، بينما يؤكد المستثمر يوسف إسماعيل أن "الشاب حاول القيام بحركة استعراضية وقام بنزع سلسلة الأمان بيديه للوقوف أثناء دوران الأرجوحة ما تسبب بقذفه خارج منطقة اللعبة".

وفي المقابل يؤكد الناطق الإعلامي للأمن العام الرائد محمد الخطيب أن والد الشاب طلب الادعاء على المستثمر في "حال تبين وجود عطل فني في الأرجوحة"، مشيرا الى أن "المركز الأمني الذي فتح تحقيقا فوريا في الحادث، قام بإجراء كشف حسي على الأرجوحة، حيث تبين عدم وجود انقطاع في سلسلة الأمان، فيما تم تحويل مشغل الأرجوحة إلى المدعي العام".

وكان الشاب سلمان 22 عاما قد أصيب بجروح بليغة الجمعة الماضية إثر سقوطه من الأرجوحة الكهربائية نقل على إثرها إلى مستشفى الأمير فيصل لتلقي العلاج ومنها إلى مستشفى خاص في الزرقاء.

ويقول المستثمر الذي تكفل بعلاج الشاب حتى شفائه التام وقام بإجراء صلح عشائري مع عائلته أن "الشاب عبث بنظام الأمان في الأرجوحة، حيث قام فريق فني من الدفاع المدني والأمن العام بالكشف الحسي على الأرجوحة وتبين عدم وجود أي عطل فني فيها".

وأضاف أن "المدعي العام أخلى سبيل المشتكى عليه "مشغل الأرجوحة" لاحقا لعدم المسؤولية عن الحادث"، مؤكدا أن "الأرجوحة مطابقة للمواصفات الفنية ومجهزة بنظامين للحماية للحيلولة دون سقوط الراكب إذ ما تعطل أحدها".

ووفقا للطبيب المشرف على العلاج اختصاصي جراحة العظام والمفاصل الدكتور عوني الخطيب فإن "سلمان أدخل إلى المستشفى في حالة "سيئة للغاية"، مبينا أن "الفريق الطبي كان متخوفا من أن تكون الإصابة قد نفذت إلى مناطق الشرايين والأوردة حيث أجريت له الإسعافات اللازمة وتبين أنه يعاني من كسر متفتت ومضاعف في الفخذ الأيمن وكسر مفتوح في عظام العضد الأيسر وجرح عميق بطول 20 سم في الإبط الأيسر".

وأشار الى أنه "تم إجراء عمليتين لتثبيت الكسر في فخذه الأيمن بالصفائح والبراغي وعملية جراحية أخرى لليد اليسرى"، موضحا أن "سلمان يحتاج لفترة علاج طويلة قد تمتد الى أكثر من  6 أشهر".

ويقول الوالد إن "ابنه خرج من البيت للتنزه والترفيه مع زوجته وطفلته التي تبلغ من العمر تسعة أشهر، لكنه أصبح أسيرا لسرير المرض غير قادر على الحراك".

ويقول "اصطحب ابني زوجته وطفلته للتنزه في الحديقة التابعة لبلدية الرصيفة وهناك قام هو وأشقاؤه بركوب الأرجوحة الكهربائية (الدوارة)، وفي الدورة الثانية انزلقت السلسلة الحديدية التي تعمل على تثبيت الراكب بكرسي الأرجوحة وبدا سلمان غير قادر على تثبيت نفسه حيث قامت زوجته بالصراخ على المشرف لإيقاف دوران الأرجوحة التي قذفت ابني لمسافة 10 أمتار باتجاه اللوحة الكهربائية ليسقط مغشيا عليه وقد أصيبت ساقه اليسرى بالتواء شديد".

 ويشير والد سلمان إلى أن "وصوله إلى موقع الحادث سبق وصول سيارات الإسعاف، إلا أنه تردد كثيرا بتحريك ابنه أو نقله بسيارته الخاصة خوفا أن يكون سلمان قد أصيب بكسر في العمود الفقري، فقد كان فاقدا للوعي وقد التوت ساقه اليمنى بشكل غريب".

ويضيف أن "تجمهر المواطنين حول سلمان أعاق عمل كوادر الدفاع المدني لينقل بعدها إلى مستشفى الأمير فيصل في ياجوز، حيث طلب المسعفون في قسم الطوارئ في البداية شراء مرابط طبية على حسابه الخاص من صيدلية المستشفى لربط مكان الإصابة في منطقة الكتف".

ويضيف "بعد أن قمت بشرائها تبين عدم وجود أسرة في قسم العظام، فطلبوا مني إرسال التقارير الطبية إلى مستشفى الأمير حمزة لبيان وجود أسرة قبل نقله إلى هناك".

ويوضح أن "الحالة الصحية لابنه لم تسمح له بالانتظار أكثر فقررت نقله الى أي مستشفى خاص مهما كانت التكاليف"، مشيرا الى أنه "قام بالاتصال بأحد المستشفيات الخاصة لنقل سلمان، إلا أنهم طلبوا منه دفع مبلغ 1000 دينار على سبيل التأمين، إضافة إلى دفع تكاليف أجرة سيارة الإسعاف التابعة للمستشفى قبل اتمام عملية الدخول".

ويضيف أنه "بعد أن جهد في تأمين المبلغ المطلوب قام بنقل ابنه الى المستشفى الخاص حيث عاينه الطبيب وقرر إجراء جراحة مستعجلة استمرت حتى ساعات الصباح".

ويبين "أنه حصل على تقرير طبي من مستشفى الأمير فيصل وقدمه الى المركز الأمني لفتح تحقيق في الحادث، حيث ادعى على مستثمر المتنزه كمتسبب في الحادث الذي وقع لابنه".

وقال: إن "ابنه الذي كان يعمل بوظيفة فني كهرباء أصبح غير قادر على العمل وإعالة أسرته نتيجة الإصابة، بالإضافة الى أن عائلته غير قادرة على دفع تكاليف علاجه".