سياسيون: زيارة الملك الى رام الله بعد رفضه دعوة قمة النقب في الاتجاه الصحيح

الرابط المختصر

 بعد خمسة أعوام من زيارة الملك عبدالله الثاني الى رام الله، يلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة اليوم، تأتي بعد رفض الأردن المشاركة  في المؤتمر السداسي المنعقد في منطقة النقب، الأمر الذي يعتبره خبراء سياسيون بأنها خطوة للتأكيد على موقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية.

 وخلال لقاء الملك بالرئيس الفلسطيني بحضور ولي العهد الأمير الحسين، أكد بأن "الأردن سيبقى على الدوام مع الأشقاء الفلسطينيين ويقف إلى جانبهم أمام كل التحديات".

 وسائل إعلام فلسطينية تشير إلى أن هذه الزيارة تأتي لبحث الأوضاع في القدس، و التخفيف من التوترات الاسرائيلية الفلسطينية، بعد تهديدها بفرض قيود على الشعب الفلسطيني خلال شهر رمضان في مدينة القدس المحتلة.

 وتتزامن هذه الزيارة مع مؤتمر دبلوماسي في النقب، يضم فيه عدد من وزراء خارجية العرب، من الجانب المصري والإماراتي والبحريني والمغربي، مع الأمريكيين بدعوة من الإسرائيليين.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن هذا المؤتمر مؤشرا على ان اسرائيل بدأت في جني ثمار اتفاقيات إبراهيم للتطبيع، التي تم التوقيع عليها قبل عامين، وإعادة تنظيم عميق للشرق الأوسط.

 

غياب الأردن عن قمة النقب

 الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة يرى أن استجابة الملك لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مقابل رفضه مشاركة المؤتمر السداسي المنعقد بالنقب، "رسالة تحمل العديد من المعاني لعل ابرزها رفضه للسياسات الاسرائيلية تجاه المطالب الفلسطينية الاردنية".

ويشير فراعنة، "إلى أن الملك يرفض أن يكون  شريكا في هذا الاجتماع، ولا ينصاع للضغوط او الاستجابة لاي من المواقف والسياسات التي تتعارض مع مصالحه الوطنية والأمنية".

يقول مسؤولون أميركيون إن هناك مسألتين رئيسيتين أخريين على جدول أعمال  هذا المؤتمر وهو، تهدئة مخاوف الدولة العبرية بشأن اتفاق نووي وشيك مع إيران، ومناقشة النقص العالمي المحتمل في القمح الناجم عن الحرب في أوكرانيا والذي يمكن أن يسبب أزمة في الشرق الأوسط المعتمد بشدة على استيراد هذه المادة.

 

الأمر الذي يصفه فراعنة بغير المبرر والمقبول، معتبرا أنه "رغم مواجهة السياسات الايرانية وتدخلها في المنطقة، إلى أنه لا يمكن اللجوء الى الاحتلال الاسرائيلي التي تنتهك المقدسات وحق الشعب الفلسطينيي، لمعالجة هذا الملف، موضحا بأن هذا الاجتماع يشكل تحولا سياسيا وقوميا  في مواجهة السياسات الاستيطانية والتوسع الاسرائيلي.

 

مدير مركز القدس للدراسات السياسية والمحلل السياسي عريب الرنتاوي  يعتبر أن هذه الزيارة رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني، ومساع لوقف التوتر في مدينة القدس مع قرب حلول شهر رمضان الذي يتزامن مع أعياد الفصح اليهودية.

ويعتبر الرنتاوي ان غياب الأردن عن قمة النقب تعد خطوة بالاتجاه الصحيح، وتأكيدا على رفضه التخلي عن مواقفه تجاه القضية الفلسطينية ، وان يكون ضمن حلف إقليمي يتشكل بدعامة إسرائيلية.

ويستهجن مشاركة مصر في هذا المؤتمر، حيث كان ينبغي إبقاء هذا اللقاء ضمن إطار المسار الابراهيمي بعيدا عن دخول أطراف عربية اليه.

وتأتي قمة النقب بعد نشاط أمريكي ملحوظ في المنطقة، والتي بدأت بزيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي هادي عمرو الى الأردن وفلسطين في السابع عشر من شهر آذار الحالي.

كما سبق هذه الزيارة في العاشر من الشهر ذاته لقاء الملك عبدالله الثاني بوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، في العاصمة عمان، مجددا الملك خلالها تأكيده على ضرورة عدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، والحفاظ على التهدئة الشاملة، ووقف كل الإجراءات أحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين.