سياسيون : العمليات العسكرية في رفح مقدمة للضغط على حماس لقبول المبادرة السياسية
بعد بدء قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية في مدينة رفح، يرى خبراء سياسيون على أن ذلك يأتي كجزء من محاولات الضغط على حركة المقاومة الإسلامية حماس، بهدف الخضوع للقبول بشروط الهدنة المفروضة من قبل الاحتلال، وسط تخوفات من ارتكاب المزيد من المجازر الدامية وغير الإنسانية في القطاع.
وتعرضت رفح لقصف جوي عنيف أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وامتدت الغارات الإسرائيلية إلى مناطق قريبة من الحدود المصرية، مستهدفة بشكل خاص المنازل والمساجد التي تستضيف النازحين.
في الوقت نفسه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تحرير رهائن إسرائيليين خلال عملية مشتركة في منطقة الشابورة برفح، ووصفت هذه العملية بأنها هجمات "نوعية".
الخبير العسكري والمحلل السياسي الدكتور نضال أبو زيد يشير إلى أن هذه العملية تندرج في إطار عمليات الانتقائية مستندة إلى معلومات استخباراتية، يتم تنفيذها من قبل قوات خاصة أو قوات تابعة للأجهزة الأمنية.
ويرى أبو زيد أن استخدام مصطلح عمليات نوعية غير دقيق، حيث أسفر عنها مقتل جنديين من قوات النخبة أحدهما ضابط، و100 من النازحين الغزيين في المنطقة وعشرات عمليات القصف الجوي والبحري والبري من قبل قوات الاحتلال.
تزامنا مع هذا التصعيد العسكري، أعلن الاحتلال الإسرائيلي تعرضه لكمين جنوب شرق خان يونس، أسفر عن مقتل أكثر من 11 جنديًا، مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني في المنطقة.
ويتوقع أبو زيد أن الأمور وصلت إلى مرحلة ما يسمى بكسر العظم، وقاربت على نهايتها، مما يجعل الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في غزة، حيث لن يكون هناك حل عسكري واضح، ولن تقبل أي من الأطراف الحليفة لإسرائيل بالهزيمة في هذا الصراع.
ضغوطات لخضوع حماس
تتمثل العمليات العسكرية التي يقوم بها الاحتلال في مدينة رفح، بمحددات جيوستراتيجية، بمعنى أن أي عملية في رفح لا ترتبط بالجانب الإسرائيلي والمقاومة فقط، بل يتطلب الموافقة المصرية على هذه العملية نظرا للتبعات القانونية المتعلقة بمحور فيلادلفيا والتي تتعلق بالاتفاقيات الدولية والمواثيق.
تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى وجود ما يزيد عن نحو مليون نازح فلسطيني في مدينة رفح، التي تبلغ مساحتها 60 كيلو متر مربع، مما يعني أن هناك 300 شخص نازح في كل كيلو متر في رفح، وهذا يشير الى مخاطر بوقوع كارثة إنسانية وفقا للتحليلات السياسية.
من جانبها حذرت مصر "من العواقب الوخيمة حول اعتزام الجيش الإسرائيلي شن عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة المحاذية للحدود المصرية.
بينما يرد نتنياهو على المنتقدين القلقين بشأن مصير المدنيين في رفح، قائلا: "أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألا ندخل رفح مطلقا، يقولون لنا في الواقع إننا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك".
هذا التصاعد في حدة الخطاب الإعلامي الإسرائيلي يعتبره أبو زيد يندرج لزيادة الضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة والضغط على حماس وباقي الفصائل الفلسطينية للرضوخ وتقديم التنازلات فيما يتعلق بالمبادرة السياسية.
ويؤكد مدير مركز القدس للدراسات عريب الرنتاوي أن المفاوضات ستستمر في القاهرة وغيرها، وتصاعد الحرب سيستمر في قطاع غزة كاملا خلال الأيام المقبلة، وستكون رفح ساحة ساخنة لحرب التدمير والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
القمة الأمريكية الأردنية
في ظل هذه التطورات السياسية، يعقد الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن اجتماعا في البيت الأبيض الاثنين، لمناقشة التطورات في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بدر ماضي ، أن هذه الزيارة تأتي ضمن إطار استراتيجية الأردن بما يسمى بالدبلوماسية التصاعدية والاستباقية والاعتراضية تجاه العمليات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في القطاع.
ويشير ماضي إلى أن دور الولايات المتحدة كراع أساسي للاحتلال الإسرائيلي، مع التأكيد على ضرورة تدخلها لحل الأزمة ووقف الانتهاكات.
ومن أبرز الملفات المقلقة للأردن، ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال منذ بداية الحرب على غزة ، ومن انتهاكات إنسانية ، بالإضافة الى ملف التهجير الذي يلوح به الاحتلال، وهذا قد يؤثر سلبا على الأردن، و يجب بذل الجهود لوقف هذا النزيف بالتعاون مع المجتمع الدولي، بحسب ماضي.
أما أبو زيد، فيرى أن الأردن يتبوأ دورا قياديا في التعامل مع قضية غزة، حيث يمتلك عميقا لمواقف الجانبين الإسرائيلي والأمريكي. وعلى هذا الأساس، سيكون تحقيق وقف إطلاق النار في غزة من أبرز المحاور التي ستتم مناقشتها خلال المحادثات.
هذا وأدانت دول عربية، منها السعودية والإمارات والأردن والكويت، الخطة الإسرائيلية، ودعت قطر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على "منع" إسرائيل من ارتكاب ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية".