سيارتي هويتي

الرابط المختصر

لأن السيارات صارت جزءً مهما في حياتنا، ولأن كل نوع وموديل منها أصبح يعبر
عن وضع صاحبها الاجتماعي، فالتالي "سيارتي هي هويتي".وهويتي أن أعبر عن ما أريده، فموديل السيارة وحداثتها يعبر عن وضع صاحبها
المادي، ولونها وإكسسواراتها وأي إضافات أخرى.."تعبر
عني بطريقة ما".


وإذا كنت تملك السيارة..فهل تعبر عن شخصك؟ وهل تعكس سيارتك وضعك المادي؟


في البداية..وكما درجت العادة أن امتلاكك لسيارة المرسيدس أو اللامبورجيني أو
بورش أو فولفو يدل على بحثك عن الرقي والفخامة وحبك لكل ما يؤمن لك الرفاهية
والراحة، ومع الإشارة إلى السعر المرتفع لكل نوع مما ذكر..فهذه السيارات تمنحك
الشعور بالفخامة.


أما إذا كنت تملك الـبي أم دبليو والأودي والفوكس فاجن والتويوتا والميتسوبيشي
والهوندا وغيرها الكثير..فهي تعبر عن طاقة ما بداخلك وتدل على شغفك للحركة والروح
الرياضية.


وإذا كنت تملك سيارة متواضعة، فأنت تبحث بالتأكيد عن سيارة تختصر لك عناء
الطريق، وعندها لا تهتم بالشكل.


النوع، اللون..هويتك الطبقية

شخصياً، يعتقد السيد محمد 44 عاما أن اللون يعبر عن هواء ومزاج الشباب وهو
مختلف عن ذوق الكبار، "فاللون والنوع لا يعبر فقط عن هوية الشخص بقدر ما يعبر
عن طبقة معينة ينتمي لها ذاك الشخص".


محمد يعمل في مجال خدمة الزبائن في معرض يبيع السيارات الحديثة والمستعملة،
يرى أن "ألوان الرمادي والفيراني والأسود تلقى الإقبال الكبير من قبل
الزبائن، بينما تبقى ألوان أخرى لا اهتمام عليها، رغم نوعية السيارة الفارهة، فاللون
الأخضر والعنابي والأبيض تعتبر من الألوان الخاسرة لدى أي معرض لأن الزبون لا
يرغبها".


الأردنيون يعشقون المرسيدس

وعن أكثر أنواع السيارات إقبالا، يقول محمد: "الطلب الكبير والمستمر
وبكل الفصول يأتي دوما على سيارة المرسيدس، فالأردنيون يعشقون المرسيدس وتحديدا
ألوان السلفر والكحلي، لذلك نكثر من شرائنا للمرسيدس لنبيعها، بينما الأنواع الأخرى
والتي عليها إقبال: الفلوكس فاجن، والفرنسية بيجو ومن الياباني: تويوتا وهوندا وميتسوبيشي، وبالتأكيد الكوري في
قمة مجده الآن تحديدا الكيا ثم الهونداي".


ماجد 50 عاما قضى حياته وهو يشتري ويبدل سياراته الأمريكية، ولكن منذ سنوات
قليلة "بعتها وأصبح لدي سيارة بيجو وهي اقتصادية ولا تصرف البنزين، فالغلاء
كبير على هذه المادة، لماذا أبقي سيارة تأخذ مصروف كبير".


وهوية الشباب

ومحمود 55 عاما، يعتقد أن السن له دور كبير في اختيار السيارة، "اختياري
لسيارتي بالأساس، اعتمد على مدى توفيرها للبنزين، ورغم أن نوعها إنجليزي قديم لكن
أمورها تمام معي ولا أفكر باستبدالها فرغم كل المغريات من البنوك من قروض ميسرة لشراء
سيارات حديثة وموديلات يحلم بها كل مواطن لكنني صامد ولا أفكر باستبدالها أبداً".


قسط سيارة العمر

بعشرة آلاف دينار، بوسع أكثرية المواطنين أن يقترضها من البنك لشراء سيارة
حديثة، ويقسطها على عدة سنوات، حتى أن البعض كما يصفهم محمد "لا تأكل وتصرف
مالها على السيارة، لأجل المظاهر، وهذه الفئة موجودة وأنا تعاملت معها كثيرا".


وسمير 30 عاما اشترى سيارته اللادا "لرخصها" والسيارة لديه
"ما هي إلا وسيلة نقل ليس أكثر" وبالتالي يصبح نوع وموديل السيارة
"يعبر عن وضع صاحبها الاجتماعي".


ويزعم سمير أن "كل سيارات البلد الحديثة إما مقسطة أو مرهونة، فالناس
اعتادوا على التقسيط وحياة المظاهر".


والشاب الجامعي غالب 22 عاماً يقول أن السيارة لا تعني شيئاً وليست مؤشرا حقيقاً
لأحوالهم "فقد أربح سيارة وأنا لا أملك قرشا واحدا، أو ورثت سيارة من أبي أو
عمي أو أسباب كثيرة، وبالنسبة لغلاء البنزين فقد يضطر البعض بيع سيارته الجميلة لشراء
سيارة مقتصدة بالبنزين..فأقول لهم من خبرتي أن كل السيارات تستهلك البنزين".


مظهر السيارة..ترف

والموظفة في القطاع العام، سماح 28 عاماً توافق على ما جاء به غالب، وتقول:
"الإنسان لدينا مستعد أن يضغط حاله كثيرا ويتحمل أعباء الديون لأجل أن يشتري
سيارة فارهة وهو بالأصل لا يملك ثمنها". ثم تتابع "هذه طباعنا نحن
العرب".


وخلود الجامعية ترى أن الحال لا ينطبق فقط على السيارة وإنما يتعداه لشراء
البيوت ضمن قروض ميسرة..وتضيف "ليس عيبا أو حراما أن يأخذ أي شخص قروض من
البنك لشراء سيارة أو بيت، لماذا لا نجرأ ونقول أننا إذا ما تحركنا، بعمرنا لن
نتحرك، لذلك أوافق كل شخص يشتري أي شيء بالقروض، إذا لم يكن حاله ميسورا".


الأردنيون ينظرون إلى السيارة الآن ليس بوصفها تعبر عن حالة ترف، بقدر ما
تمثل لهم ضرورة ومطلب، وهنا تقول الفتاة نهاد 25 عاما "الفقير والغني لديه السيارة،
لكن كيف يمكنك أن تعرف الغني عن الفقير..إذهب إلى المدارس وأنظر بأم عينك أوضاع
الطلبة والنظر إلى الاختلاف بين الخاصة والحكومية ومستوى الخدمات ونوعية الأساتذة
والبنية التحتية".

أضف تعليقك