سباق بين المؤسسات الحكومية: من يفتتح إذاعة

سباق بين المؤسسات الحكومية: من يفتتح إذاعة
الرابط المختصر

وكأن المؤسسات الحكومية والشبه الحكومية تتنافس فيما بينها "إعلاميا" وعبر وصولها إلى قنوات إذاعية، فلا يبدو أنها مكتفية بالتعبير عن برامجها ومشاريعها في الإذاعات المحلية المستقلة..إذاعة "فن fm" التابعة للجيش هي أول الإذاعات المحلية التي رأت النور قبل سنوات، ومن ثم إذاعة "أمن fm" التابعة لمديرية الأمن العام، والآن تعلن أمانة عمان عن اقتراب موعد ولادة إذاعتها الجديدة..

وإذاعة الأمانة ستعنى بشؤون الأمانة، "وإبراز مشاريعها وأهدافها وتأثيرها على تحسين نوعية الحياة لسكان المدينة، من خلال مبادرات عديدة مثل عمان صديقة للأطفال وتأهيل الأرصفة والعمل الثقافي بالإضافة إلى المخطط الشمولي للأمانة وإعلان عن المشاريع وإشراك الجمهور باتخاذ القرار معهم".
 
وتقول رنا زيادين، مسؤولة الاتصال في الأمانة، إن الإذاعة تستهدف الجمهور "وستسألهم عن آرائهم بالمشاريع التي تنفذها الأمانة، وهذا نابع من أولويتها في التواصل مع مجتمعها المحلي والذي هو من صميم عملها كمؤسسة خدماتية بالأساس".
 
وأضافت أن الإذاعة لن تكون مقتصرة على موقف الأمانة فقط إنما ستحتمل النقد البناء، وكذلك الرأي والرأي الآخر، وعلى عكس ما هو متوقع من أن تكون "مروجة للأمانة فقط".
 
ونفت زيادين من أن خطوة إنشاء إذاعة بالأمانة جاءت من باب مواكبة "طفرة الإذاعات التابعة للجهات الحكومية"..وقالت إن هذه الخطوة "لم تأت من باب المنافسة والدليل أننا جلسنا مع الأمن ونسقنا معهم قبل اتخاذ خطوتنا القادمة في الإعلان عن الإذاعة".
 
وكادر الإذاعة سيكون من موظفي الأمانة المؤهلين والقادرين على العمل الإعلامي، وتقول رنا إن: "الأولوية هي البحث عن الكفاءات داخل الأمانة حيث يصل عددهم إلى 20 ألف موظف ولا بد من وجود كفاءات بالإضافة إلى البحث عن المختصين بالإذاعات من خارجها".
 
وحول التكلفة المتوقعة للإذاعة، علقت زيادين أنه تم رصد مبلغ 300 ألف دينار لأول سنة، وسيتم شراء المعدات والأجهزة اللازمة والأبراج الهوائية بالإضافة ِإلى استئجار مكتب ومن المقرر أن يكون في طابق من مجمع بنك الإسكان في الشميساني".
 
إذا كانت زيادين قللت من وجود تنافس بين الجهات لإنشاء الإذاعات..فإن رئيس تحرير جريدة العرب اليوم، طاهر العدوان يرى عكس ذلك إذ يقول إن "التنافس" موجود بين المؤسسات الحكومية وهذا يعود إلى "ترويج المؤسسات لنشاطاتها ومشاريعها، ويدلل على أهمية الإعلام المستقل الذي لا يعطي لتلك المؤسسات المجال لتروج مشاريعها. هذا رد فعل طبيعي".
 
افتتاح الإذاعات هو تعبير عن سد النقص الذي أوجده الإعلام المستقل -كما يقول العدوان- وتلك المؤسسات لن تنجح طالما أنها ستكون بوقا لمشاريعها فقط.."والمواطن عندها سيقلب إلى المحطة التي يشعر أنها صادقة وتعبر عنه ولا تستخف بعقله".  
 
ويعتبر مدير إذاعة عمان نت داود كتاب، أن خطوة فتح الجهات الحكومية وشبه الحكومية للإذاعات ما هو إلا "موضة" انتقلت لمؤسسات رسمية مثل الجيش والأمن العام والآن إذاعة تابعة لأمانة عمان الكبرى. قائلا  في مقالة له "ترخيص الإذاعات الخاصة في الأردن منذ 2004 خلق تنوعاً واسعاً من خلال المحطات ذات التوجهات المختلفة. فهناك الإذاعات الموسيقية والإخبارية والمجتمعية والناطقة بالانجليزية".
 
ودعا كتّاب إلى الاستفادة من تجارب دول أخرى لها باع طويل في مجال الإذاعات المستقلة...ذلك في خضم هذه الفوضى الطبيعية التي خلقتها كثرت الإذاعات. 
 
 
"فبدل أن تقوم مثلاً أمانة عمان بفتح إذاعة خاصة بها كان من الممكن أن ترعى برامج على الإذاعات الموجودة ما يوفر جمهوراً أوسع بتكلفة أقل. أما إذا لم توافق هذه الإذاعات المشاركة في مثل برامج التوعية هذه تكون الأمانة مضطرة للعمل على خلق إذاعة خاصة بها".

أضف تعليقك