"روابي فرح".. مبادرة أردنية تطمح للأمن الغذائي عبر بنك للبذور غير المعدلة وراثيا
"لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع" من هذه المقولة انطلق الشاب الأردني ليث دويكات بمشروع "روابي فرح في محاولة لتأسيس أول بنك للبذور الأصيلة وخلق مساحات زراعية لكل للأسر لتحقيق "الأمن الغذائي".
بدأت فكرة المشروع عندما كان الدويكات طالبا في الجامعة وشاهد عبر شاشات التلفاز اقتحام القوات الأمريكية لصوامع وبنك البذور والأصول الوراثية في بغداد، الأمر الذي أثار تساؤلات كبيرة لديه كما يقول لـ"عربي21 لايت".
منذ ذلك الحين يعكف الدويكات على جلب بذور المحاصيل بمختلف أصنافها من دول عربية وإسلامية شريطة أن تكون أصيلة غير مهجنة و معدلة وراثيا لتوزيعها على المزارعين لإنتاج محاصيل ذات قيمة غذائية كبيرة، مشيرا إلى أنه وزع حتى الآن بذور أصيلة على ما يقارب 15 ألف مزارع مجانا.
ويطمح الشاب الأردني إلى أن يكون "روابي فرح" مشروع بقاء، وأول بنك عربي للبذور الأصيلة تم جمعها من كافة أنحاء الوطن العربي.
واستمد الدويكات اسم "روابي الفرح" من همة وصمود طفلة صديق له "فرح" التي تعالجت من مرض السرطان، ليزداد إصراره أن يكون الغذاء الطبيعي والصحي على موائد الأردنيين ليجنبهم الأمراض مثل السرطان.
يستورد الأردن ما نسبته 97% من احتياجه من القمح من الخارج وينتج فقط 3%، في وقت كانت فيه المملكة تصدر القمح حتى عام 1989 ليتراجع الإنتاج بشكل متسارع بسبب جملة من العوامل أبرزها تراجع دعم الحكومة لقطاع الزراعة.
وبحسب الأرقام الرسمية الأردنية لوزارة الصناعة، فإن معدل استهلاك الأردن السنوي من مادة القمح لوحدها يبلغ نحو 780 ألف طن بمعدل شهري من 60 إلى 65 ألف طن ينتج الأردن منها ما نسبته 3% فقط، وينطبق الأمر على استيراد أغلب المحاصيل الحقلية.
يقوم الدويكات من خلال مشروع "روابي فرح" بحث الناس على استصلاح أراض أو زراعة أراض جاهزة بمحاصيل القمح والشعير، وتقديم الحبوب للمتعاونين بشكل مجاني، ويرى أن كل أردني قادر على استغلال أي مساحة أرض لزراعة غذائه بيده.