رغم انتشار وسائل التواصل.. الإذاعة تحافظ على أهميتها (شاهد)

الرابط المختصر

منذ 17 عاما ويتابع الثلاثيني أحمد الكسواني أثير الإذاعة حتى اليوم، حيث يواصل سماع ما تقدمه من نشرات إخبارية وبرامج متنوعة منذ صغره، معتبرا إياها مصدرا موثوقا لمعرفة مختلف الأحداث، منذ صغره.

 

ورث الكسواني حب الإذاعة من والدته الستينية، التي لا زالت تبدأ يومها بسماع برنامجها الصباحي من خلال مذياعها الصغير المركون في إحدى زوايا غرفتها، وهي منشغلة في شؤون منزلها على حد قوله.

لم تثني وسائل التواصل الاجتماعي الكسواني عن  سماع المذياع، في وقت تتسارع  فيه التكنولوجيا بشكل كبير لنقل مختلف المعلومات وتداولها ونقلها عبر التطبيقات المختلفة، معتبرا أن هذه الوسيلة لا زالت لها مكانتها ومستمعينها، وما يدلل على ذلك هو الانتشار الواسع لأعداد الإذاعات وما نشهده من تطور في مضمون البرامج الذي يحاكي مختلف الفئات العمرية.

 

ويصل عدد الإذاعات في الأردن 42 إذاعة، مع وجود ما يقارب 11 إذاعة مجتمعية، تم ترخيصها وفق الأنظمة والقوانين، وفق هيئة الإعلام المرئي والمسموع .

 

ولتعزيز دور الإذاعات استهدفت العديد من المشاريع التي قد أطلقها اليونسكو بعنوان دعم الاعلام في الاردن، لتعزيز قدرة العاملين والمتطوعين في الإذاعات المستهدفة على إنتاج برامج تهم المجتمع المحلي و تتسق مع مبادئ العمل الصحفي الإذاعي بما يعزز الديمقراطية والتشاركية في المجتمع وتجعل العمل الإذاعي أقرب إلى الناس.

 

المدير العام للإذاعة والتلفزيون الأسبق ومدير إذاعة لقاء محمد الطراونة يوضح لـ"عمان نت"، أهمية دور الإذاعات في ظل الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ، معتبرا أن تخصيص يوما للاذاعة لم يأت من فراغ وانما جاء نظرا لاهمية هذه الوسيلة المسموعة والأوسع انتشارا.

 

Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · مدير إذاعة لقاء يوضح أهمية دور الإذاعات في ظل الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة

وما يميز الاذاعة  بحسب الطراونة، هو تواجدها في أي وقت ومكان، حيث يستطيع الجندي في الجبهة الاستماع الى الاذاعة، ولكن لا يمكن مشاهدته التلفاز، وكذلك أصحاب القرار، بالإضافة إلى أنها أكثر اقناعا كما لعبت دور في التنوع الفكري والسياسي والانساني.

 

رغم وجود عدد كبير في الإذاعات المحلية، إلا أن هذا الأمر يعتبره الطراونة ايجابي، حيث يساهم في خلق التنافس فيما بينهم، من خلال إثراء النقاش وتقديم الأفضل من حيث المضمون، مما يعطي للجمهور اختيار الوسيلة الأكثر فائدة بالنسبة له.

 

الإذاعة والسلام

ويحتفل الأردن مع العالم باليوم العالمي للإذاعة الذي يصادف اليوم، حيث حمل شعار احتفالية اليونسكو "الاذاعة والسلام"، باعتبار الإذاعة وسيلة قوية للاحتفال بالإنسانية بكل تنوعها ولكونها تشكل منصة للحوار الديمقراطي.

 

المدير العام المساعد للاتصالات والمعلومات في اليونسكو، توفيق الجلاصي في حديث لـ "عمان نت"، يصف الإذاعة بالركيزة الأساسية لمنع الصراعات وبناء السلام في مختلف العالم. خاصة عندما يكون المحتوى الإعلامي خال من التأثير السياسي والتجاري، ويعالج الأسباب الجذرية لمسببات الصراعات، كما يعزز النقاشات الديمقراطية من خلال الحوار مع المستمعين.

 

ولتحقيق ذلك بحسب الجلاصي يؤكد بأنه يجب أن تستمر الإذاعة في تأسيس صحافتها على المعلومات التي من الممكن التحقق منها،  وتخدم المصلحة العامة ومساعدة المجتمع في بناء مستقبل أفضل.

 

كما للمذيع دور هام كمحترف يخفف من حدة الصراع والتوترات، ومنع التصعيد وتسهيل محادثات المصالحة، وإعادة الإعمار من خلال ما يطرحه من برامج ذات الصلة والتقارير الاخبارية المستقلة، بحسب الجلاصي.

 

وتبقى الإذاعة هي من أكثر الوسائل الاعلامية ثقة على مر السنين، نظرا لقدرتها على توفير السهولة في نقل المعلومات حول مسائل ذات الاهتمام العام، بحسب الجلاصي الذي يرى أن الاذاعة استطاعت أن تكون وسيلة للتعليم عن بعد وهذا ما شهدناه خلال جائحة كورونا، إلى جانب تداول الأخبار والأحداث والترفيه، على الرغم من ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات الاتصال الحديثة الأخرى إلا أنها  لا تزال مصدرا شائعا للمعلومات في جميع أنحاء العالم.

في دراسة أعدتها منظمة اليونسكو تشير إلى أن ما نسبته 60% من مستمعي الإذاعة في عدد من الدول، يرون بأنها الإذاعة الوطنية تعتبر الوسيلة الأكثر أهمية، وأن ما يتم تضمينه في البرامج الإذاعية يتطلب دعمها بنشاط من قبل الحكومات والمستثمرين والمانحين والمنظمات الحكومية الدولية بما في ذلك منظمة اليونسكو.