حذّر رئيس مركز السكري في مستشفى الأمير حمزة واستشاري الغدد الصماء والسكري، الدكتور موفق الحياري، من الارتفاع المقلق في نسب الإصابة بمرض السكري في الأردن، معتبرًا أن ذلك يشكّل خطرًا صحيًا واقتصاديًا متزايدًا يستدعي تحركًا وطنيًا عاجلًا.
وأوضح الحياري، في حديثه عبر أثير راديو البلد ضمن برنامج "طلّة صبح"، أن نسب الإصابة بالسكري في الأردن ارتفعت خلال السنوات الأخيرة لتصل إلى نحو 24% إلى 45% بين البالغين، مشيرًا إلى أن السمنة وقلة النشاط البدني والعادات الغذائية غير الصحية تُعد من أبرز أسباب تفاقم المرض.
وأشار إلى أن نحو 80% من النساء و60% من الرجال في الأردن يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة، ما يؤدي إلى زيادة مقاومة الإنسولين وارتفاع احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني، لافتًا إلى أن المرض قد يسبب مضاعفات خطيرة على العيون والكلى والأطراف إذا لم يُكتشف ويُعالج مبكرًا.
وبيّن الحياري أن وزارة الصحة أطلقت استراتيجية وطنية لمكافحة الأمراض المزمنة، وعلى رأسها السكري وارتفاع ضغط الدم والدهون، تشمل افتتاح مراكز متخصصة في مختلف المحافظات، منها مركز الأمير حمزة الذي يقدم خدمات شاملة للتشخيص والعلاج والتوعية بمضاعفات المرض.
وفيما يتعلق بتكاليف العلاج، أوضح أن السيطرة على المرض والوقاية منه تمثل الحل الأمثل لتخفيف الأعباء الاقتصادية على المرضى والنظام الصحي، مؤكدًا أن الوقاية خير من العلاج، وأن التوعية الصحية يجب أن تبدأ من الطفولة عبر غرس العادات الغذائية السليمة وتشجيع النشاط البدني.
كما أشار إلى أن عمان شهدت مؤخرًا قمة المشرق العربي لاختصاصيي الغدد الصماء والسكري، التي جمعت خبراء من الأردن ودول عربية أخرى لمناقشة أحدث المستجدات في تشخيص وعلاج مرض السكري والسمنة، مؤكدًا أهمية تبادل الخبرات لمواكبة التطورات الطبية العالمية.
وختم الحياري حديثه بالتأكيد على أن التعامل الواعي مع المرض يمكن أن يحوّله إلى “صديق يمكن التعايش معه”، بينما الإهمال يجعله “عدوًا خطيرًا” على صحة الفرد والمجتمع.











































