دمشق وصواريخ ترامب
باتت الأنظار ليلة الخميس، مترقبة تنفيذ تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية لسورية، مع التحذيرات السورية بصد هذه الضربة.
الكاتب محمد أبو رمان، يرجح تنفيذ الضربة العسكرية، مستبعدا التوصل لاتفاق أمريكي روسي قد يحول دونها.
ويرى أبو رمان أن هدف الضربة، يتمثل بعقاب للنظام السوري لأنّه تجاهل غرور ترامب وعجرفته وتحذيراته من تكرار الضربات الكيماوية، مدللا على ذلك بلغة الرئيس الأمريكي الغاضبة التي استخدمها عندما صبّ جام غضبه على سلفه، باراك أوباما، وحمّله مسؤولية بقاء الأسد، إضافة إلى أنه كان يتحدث عن الانسحاب قبل أيام من سورية، بمعنى أنّه سلّم بميزان القوى الحالي، وبعدم وجود بدائل ضمن المعايير الأميركية.
فـ"بالطبع هذا السيناريو "ضربة فقط"، كما حدث سابقاً، هو الأرجح، لكن تنفيذ الروس لتهديداتهم واعتراضهم لطائرات أو صواريخ أميركية أو استهدافها، سيؤدي إلى متوالية نتائج أخرى، خارج حسابات الجميع، وستخلق ردّ فعل أعنف لدى ترامب، وربما تؤدي إلى حرب محدودة بالوكالة".
أما الكاتب ماجد توبة، فيقول: "لا يبدو تفكيك أبعاد المشهد السوري صعبا أو معقدا بقدر سخونة التصعيد السياسي والعسكري الذي يلفه اليوم، مع الوصول إلى سياسة حافة الهاوية من قبل الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها بمقابل روسيا وسورية وايران، في ظل ترقب ضربة عسكرية جديدة يلوّح بها ترامب ضد سورية على خلفية اتهامات الكيماوي الأخيرة".
ويلفت توبة إلى أن "التصعيد السياسي الأميركي والغربي والتلويح بضربات عسكرية ضد أهداف سورية، بل وحتى شبح الحرب الطاحنة التي يمكن أن ينزلق إليها الوضع في ظل تعقيدات المعادلة الدولية والإقليمية بسورية، كله يخفي وراءه محدودية في الخيارات والبدائل، تحديدا من جانب الولايات المتحدة وصف حلفائها الطويل".
ويتساءل الكاتب "ما الذي تسعى الأطراف الأساسية إليه من هذا التصعيد، بعيدا عن قصة "الكيماوي" التي تبدو مجرد "حصان طروادة" تم تصنيعه للنفاذ إلى ما هو أبعد من حقوق الضحايا وقداسة القانون الدولي الذي تغنّت به المندوبة الأميركية بمجلس الأمن نيكي هالي".
ويخلص توبة إلى القول: "بغض النظر عن مآلات التصعيد السياسي والعسكري الأميركي الحالي ضد سورية، فإن التوقعات لا تذهب باتجاه اكثر من ضربة عسكرية محدودة أو موسعة نسبيا، لأهداف سورية، لن يكون بمقدورها ولا حتى هدفها تغييرا استراتيجيا في الواقع السوري في ظل محورية الدور الروسي بالمعادلة السورية".
الكاتب محمد كعوش، يستذكر أزمة الصواريخ السوفياتية عام 1962، والتي انتهت بمقولة الرئيس الأمريكي حينها جون كينيدي "إن لم نستطع إنهاء خلافاتنا الآن ، يمكننا على الأقل ، المساعدة على أن يكون العالم مكانا آمنا للأختلاف"، مشيرا إلى الفارق بين هذا الموقف "العقلاني"، وبين "رئيس أحمق يدير بلاده من وسط مصانع الأسلحة وشركات النفط ، يشغله الكسب والربح وتجارة الأسلحة"، في إشارة للرئيس الحالي ترامب.
ويضيف كعوش "تريد واشنطن جر المنطقة الى حرب شاملة مفتوحة قد تخرج عن السيطرة ، لا نعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف وأين ومتى تنتهي".
ويلفت الكاتب إلى أن "هذا التصعيد بدأ بالتزامن مع ذكرى مرور 15 عاما على احتلال بغداد... وربما هذه المناسبة انعشت ذاكرة الرئيس ترمب وجنرالاته وقادة اليمين الأميركي وكبار مفكري المحافظين الجدد ، وفتحت شهيتهم لشن حرب مماثلة على سورية".
فواشنطن تعيدنا اليوم، بحسب كعوش، "إلى أجواء مرحلة غزو العراق ، حيث تقود الولايات المتحدة اوركسترا عسكرية واعلامية غربية تعزف سمفونية الحرب ، تحت ذات المزاعم والاتهامات ، على امل تطبيق سيناريو غزو العراق في سوريا بمشاركة بريطانية – فرنسية ، أو ربما ألأكتفاء بتوجيه ضربة صاروخية محدودة هدفها تغيير قواعد اللعبة واعادة خلط الأوراق في صراع المصالح الأميركية–الروسية قي المنطقة".
وينتهي الكاتب إلى القول "لا أحد يعرف حسابات الأدارة الأميركية الجامحة المندفعة باتجاه الحرب بقوة ، وما نخشاه هو أن تقوم واشنطن بخوض حروب اسرائيل في المنطقة ، بحيث تشعل حربا اقليمية واسعة لفرض واقع جديد وتحالفات جديدة معلنة تصب في المصلحة الإسرائيلية فحسب".