دافوس في الأردن: ملاذ امن.. ومعارضة خجولة!

الرابط المختصر

في الوقت الذي يواجه فيه مؤتمر دافوس معارضة عالمية من مناهضي العولمة وصلت أحيانا إلى مواجهات دامية في مدن عديدة من العالمالعالم، وجد دافوس ضالته أخيراً في البحر الميت، ملجأ آمناً بعيداً عن التوتر. فالمشاركون في فعالياته لا يعلمون شيئاً عن معارضة أردنية للمؤتمر والتي تعلن عن رفضها باستحياء شديد. وانسجمت أشكال مناهضة أحزاب المعارضة الأردنية للمؤتمر الذي يطرق لقضايا فقراء العالم مع التحضيرات الفاخرة له، فاكتفت المعارضة بإعلان رفضها له ببيانات أرسلت للصحف عبر الفاكس، وزادت بذلك جرعة الرفض الذي كانت عبرت عنه في العام الماضي عبر بيان علق في إحدى القاعات المكيفة حيث عقد في حينها ملتقى معارض للمؤتمر، لكنه لم يحظ هذا العام بحضور واسع حيث شاركت 120 شخصية معارضة فقط من اصل 200 تم دعوتهم من حزبيين ونقابيين.

وفي نفس السياق يعلق النائب الإسلامي علي أبو السكر" ان المنتدى يعقد في الأردن بسبب الجهود الأمنية التي تبذلها الحكومة، لمنع أي معارضة للمنتدى، حيث سُخرت الأجهزة الأمنية لحماية المشاركين في المنتدى".



المعارضة الأردنية وجدت بالفاكس متنفساً- بعد التشديدات الأمنية- لإيصال صوتها، ففي بيان خجول للجنة التنسيقية لأحزاب المعارضة قالت فيه" ضرورة عقد مؤتمر وطني اقتصادي يتبنى برنامجا اقتصاديا بديلا للسياسات الاقتصادية الخاطئة، ويكون ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية التي تعزز الإنتاج الوطني وتقلل من معاناة قطاعات شعبية واسعة وتخّلص الشعب من المديونية وأعبائها، وتشارك في هذا المؤتمر كافة الفعاليات السياسية والاقتصادية الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني وممثلو الشرائح الاجتماعية التي يهمها الاقتصاد الوطني والرقي به".



وترى المعارضة أن المؤتمر الوطني سيكون بديل عن "دافوس" على اعتبار أنه "سيضع الأسس الصحيحة لاقتصاد سليم بعيدا عن الاملاءات الخارجية، التي هدفها كسب الربح السريع ونهب خيرات بلادنا، وملء جيوب من تعنيهم هذه الاملاءات على حساب جوع أطفالنا".





الحكومة الأردنية تغزلت بالمنتدى وروجت للفوائد التي تعود على الأردن من ورائه حيث قالت الناطقة الرسمية باسم الحكومة أسمى خضر عن فوائد المنتدى أنها "مناسبة مهمة يستضيف الأردن من خلالها العديد من الشخصيات البارزة من رؤساء دول ورجال الأعمال، كما يعطي الأردن مساحة من المشاريع الاقتصادية المنبثقة عن المنتدى، الأمر الذي يساهم في الحد من مشكلة الفقر والبطالة. وعقد المنتدى يؤدي لمزيد من الثقة في الأردن".



ويرى الكاتب الصحفي فهد الفانك أن اختيار الأردن كمكان لانعقاد المؤتمر يشكل مكسبا وطنيا،

مع أن الأردن ليس صاحب المؤتمر أو الداعي له، لكنه هو الذي ينظمه، ويضع جدول أعماله، ويختار القضايا التي يناقشها، ويدعو الضيوف المختارين.



ويؤكد في مقالته التي حملت أسم المؤتمر عنواناً لها أن " دور الاردن كبلد مضيف ليس امرا ثانويا، فهذه فرصة متعددة الجوانب، سياحية واستثمارية وسياسية وإعلامية، وادارية، لها انعكاسات مباشرة على حاضر ومستقبل البلد ومصالحه، لأن المشاركون يستطعيون الإطلاع على مناخ الاستثمار في الأردن، وسيتأكد المشاركون من قدرات الأردن على ادارة مؤتمر عالمي من هذا الحجم، مما يحسن صورة الأردن كبلد ناهض وشعب كفؤ.



إلا أن النائب علي أبو السكر يختلف مع ذلك ويقلل من الفوائد العائدة من دافوس ويقول " هذه المرة الثالثة التي يعقد بها المنتدى في الأردن، لكن السؤال ما هي الفوائد التي جنيناها منه، في الحقيقة أن المستفيد الوحيد هم فئة معينة فقط".



وتعليقاً على الإجراءات الأمنية المشددة التي رافقت عقد المنتدى قال الصحفي احمد ابو خليل في مقال له " أن الإجراءات التي تحيط بعقد المؤتمر تجعل الوصول للمكان صعبا حتى بالنسبة للذباب الأزرق"، في حين أن هذا الأمر جلب راحة كبيرة لسكان المنطقة الذين يرون في عقد هذا المؤتمر فرصة سنوية للتخلص من الذباب الذي يقلق راحتهم كل صيف.


أضف تعليقك