الكرات الطينية فكرة مستلهمة من حرب دموية مضى عليها عقود من السنين, ولكن شتان ما بين الألم والأمل "ارميها وربك يرويها " كلمات تعيش لها الشابة الأردنية وجدان ملكاوي مؤسسة مشروع بيت الورد في مدينة أم قيس الأثرية الواقعة ضمن محافظة إربد.
من بيت أسري إلى واحة خضراء تحول بيت وجدان ملكاوي و أصبح وجهة سياحية تحت اسم "بيت الورد" حيث يعد الآن مقصدا للزوار المهتمين بالبيئة والاستدامة، ومن وحي شغفها بالعناية بالطبيعة, أسست وجدان مشروعا يهدف إلى تعزيز الوعي البيئي لدى اليافعين والشباب والمجتمع المحلي وتشجيع السياحة البيئية بشكل عام، جاعلةً من بيتها الريفي واحةً من الأمل والتجديد.
تقول وجدان: "بحثي عن فرصة عمل كان حلها من هواية شغفي بالزراعة الذي اكتسبته من والدي والهواية بتلعب أكبر دور من مشروعي، اتجهت لنبات الزينة؛ بسبب نبتة العنكبوت لقيتها على الأرض وأنا مروحة من المدرسة أخذتها و زرعتها وكان تحدي كبير إنها ترجع تعيش من جديد، من هون صرت أحاول أجمع أكبر عدد من النباتات".
اهتمامها الشديد بالمحافظة على النباتات البرية بعد أن لاحظت نقص بالنباتات الموجودة في منطقتها جعلها تبحث عن طريقة للحفاظ على هذه النباتات من الزوال , فأخذت على عاتقها أن ترجع مثل هذه النباتات للمنطقة والتي كانت سابقا متواجدة بوفرة مثل ( الزعتر ,الشومر البري ,الجرجير, البابونج ....)
ومن خلال البحث عبر الإنترنت اكتشفت وجدان طريقة كرات البذور التي استلهمها محبي الطبيعة من الحرب العالمية الثانية، وهي فكرة تنسب لطيار أمريكي (لم تذكر اسمه) كان يقوم برمي الحلوى للأطفال في برلين مما يدل على حبه لإنهاء الحرب و رفضه للقتل والتدمير.
وتقول وجدان "بأنها أول من ينفذ هذه الفكرة في الأردن" وهي فكرة فريدة من نوعها تطبق لأول مرة حاول اليابانيين أن يستلهموها لخدمة الطبيعة، من خلال نثر كرات ترابية عبر الطائرات، ويضعون بداخلها بذور أشجار ، في محاولة لإحياء المناطق التي تأثرت جراء الحروب".
ما هي الكرات الطينية ؟
تمضي وجدان في شرح تفاصيل الفكرة وتقول :"هي عبارة عن كرة طينية مكونه من التراب و الكمبوست، منعجنهم مع بعض بالمي، لحد ما نشكل الكرة الطينية وبتكون البذور داخل هاي الكرات, ونتركها تنشف بالشمس لمدة 48 ساعة حتى تأخذ شكل معين بعد التكوير و نساعدها أنو ما تتشقق الكرة؛ يمكن يدخل النمل والحشرات وتاخذ البذور، فعملنا تجربة للبذود يلي حصدناها و شفناها فعالة و ناجحة.
وعن سؤالنا عودة للبدايات الأولى لتأسيس بيت الورد تجيب وجدان:" أول بيت بلاستيك كان مترين بمتر (2مx1م) وشخص واحد بإمكانه الدخول ليقوم بعملية الري وسقاية النباتات وكان من أدوات بدائية، ومن ثم تطور المشروع ليصبح لدينا عدة مشاتل وعملنا على إنتاج الكومبوست "وهو سماد طبيعي ينتج عن طريق تخمير مخلفات المطبخ الغير مطبوخة من الخضروات و الفواكة و أوراق الأشجار من خلال تخميرها و ترطيبها مع التقليب المستمر حتى يصبح سماد طبيعي نستخدمة في زراعة النباتات.
وانطلاقا من المسؤولية المجتمعية تقوم الملكاوي بجلب الشابات في منطقتها للعمل معها وتدريبهن على صناعة الكرات الطينية , وهو عمل موسمي يتطلب أيدي عاملة إذ تنتج 200 من الكرات الطينية يوميا.
استدامة النظم البيئية والمحافظة على النباتات البرية هي غايتها، كونت الملكاوي مشروع بيئي متكامل حسب تعبيرها إذ عملت على الحصاد المائي من خلال تجميع مياه الأمطار من الأسطح في قرب زراعية مساحتها( 24م.ك) تجمع فيه المياه لري المشاتل.
لم تتوقف وجدان عند هذا الحد بل وسعت مشروعها لتربية النحل وإنتاج العسل الطبيعي، حيث بدأت بخمس خلايا من النحل و الآن أصبحت تمتلك 45 خلية تعمل على انتاج العسل وبيعه.